تتميز الكرة السعودية بأنها ولادة للنجوم بفضل امتلاكها الأرض الخصبة لبروز المواهب المحظوظة بتوفر البنية التحتية والمنشآت الرياضية المتطورة التي وفرتها الدولة حرسها الله لصقل المواهب وإبراز طاقات وإبداعات الشباب، وهذا ما ساهم في علو كعبها إقليميا وقارياً ودولياً، إذ لم يعرف عن الكرة السعودية أنها اعتمدت يوماً ما في مسيرتها المظفرة على اللاعب الأوحد والنجم المتفرد! بل إن ريادتها نتاج طبيعي لمنظومة النجوم والمواهب التي تزخر بها في جميع المراكز ماضياً وحاضراً! فما إن يأفل نجم لاعب بارز حتى يبزغ على أديم الملاعب نجم جديد ليواصل المسيرة ! على ألا نغفل هنا استفادة الكثير من اللاعبين البارزين من وجودهم في أنديةكبيرة تحظى بزخم إعلامي ساهم في تسليط الضوء على موهبتهم وجعلهم محط الأنظار والمتابعة، وفي المقابل هناك مواهب فذة ولاعبون مهرة حرموا الأضواء والشهرة والبروز لكونهم يلعبون في أندية صغيرة أو ما يسمى بأندية الظل!! التي لا يتوفر لها الشزر اليسير من الضوء ولا تنال من المتابعة الإعلامية إلا اللمم باعتبارها تشارك في الدرجات الدنيا من المنافسات الرياضية، ولو قدر لهذه المواهب اللعب في دوريات الدول المجاورة لحصدوا النجومية وانتزعوا الآهات!!
كما لا نغفل في هذا السياق تركيز مدربي المنتخبات الوطنية على الأندية الممتازة أثناء اختيار العناصر المنظمة للمنتخبات في جميع الدرجات والاحجام عن لاعبي أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة إلا ما ندر! مما غيب الفرصة عن بعض لاعبيها الموهوبين من البروز والحصول على مسحة من الضوء! وبالتالي خفوت نجوميتهم في مهدها وحرمان الوطن من الاستفادة من عطائهم وإبداعهم، مع العلم ان اختيار أي موهبة من هذه الاندية الصغيرة للمنتخبات سيدفع الأندية الممتازة ذات المقدرة المادية على التهاتف عليها والسعى لضمها مما يطور من مستواها ويرفع من نجوميتها! والشواهد على ذلك كثيرة، لذلك أتمنى لو تبنى الاتحاد السعودي فكرة ايجاد منتخب رديف تختار عناصره من اللاعبين البارزين في أندية الظل بعد ان يفرغ لهذا الغرض مدربون مهمتهم متابعة مباريات ومنافسات أندية الاولى والثانية والثالثة واستكشاف المواهب فيها ومن ثم اختيار البارزين منهم وجمعهم تحت لواء (منتخب أندية الظل) وإقامة معسكرات لهذا المنتخب الوليد في أوقات متفاوتة وبالذات في فترات التوقف للمنافسات يتخلله مباريات تجريبية قوية ومناورات مع المنتخب الأول أو مع بعض الأندية، وكذلك المشاركة فيه في بطولات إقليمية أو عربية ودية تصقل من موهبتهم وتنمي مهاراتهم.
وأعتقد أن الفائدة من هذا المنتخب الرديف ستكون مزدوجة، أولاها إفادة الرياضة السعودية وتغذيتها بالمزيد من المواهب حيث سيكون هذا المنتخب رافداً مهما يدعم المنتخب الأول باللاعبين الجاهزين أصحاب القدرات الفنية العالية، وثانيها الحفاظ على هؤلاء النجوم من الأفول والانزواء في غياهب النسيان! فمن المؤسف أن نخسر لاعباً لديه ما يقدمه لكرة بلاده ولكن الظروف لم تخدمه وغابت العين الفاحصة والخبيرة عن اكتشافه والدفع به لعالم الشهرة والنجومية!! إن هذه الفكرة أضعها بين القيادة الرياضية وفقها الله مؤملا أن تلامس سقفا من القبول والرضا ما دام الهدف السامي لها هو بقاء الكرة السعودية في مكانتها الرفيعة!! وللجميع عاطر محبتي.
بدر بن فهد السريع
bfas5@hotmile.com