Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/12/2008 G Issue 13216
الخميس 06 ذو الحجة 1429   العدد  13216
سلطان الخير
أحمد بن عبدالعزيز الربيش

عندما أمسكت القلم لأكتب احترت كثيراً من أين أبدأ فما أرغب الحديث عنه بحر مترامي الأطراف يتوه من غاص في أعماقه بالجود والكرم والمواقف الإنسانية النبيلة، لذلك اختصرت المقدمة لأن من سأتكلم عنه علم من الأعلام العالمية وشخصية كبيرة لا تحتاج إلى تعريف.

إنه ولي عهدنا الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والذي يخضع حالياً لبعض الفحوصات الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبصفتي أحد أبناء هذا الوطن المعطاء والذي عشت تحت ظل هذه الأسرة الكريمة، فإنني أكن كل الحب لقيادتي الرشيدة، ولقد آلمتني الوعكة الصحية التي يمر بها سموه الكريم والذي تلهج ألسنة أبنائه المواطنين بالدعاء الصادق والتضرع إلى الله بأن يمنّ عليه بموفور الصحة والعافية.

إن مآثر سموه ويده الطويلة الحانية والتي تمتد لأبناء شعبه لخير دليل على ما قدمه ويقدمه سلطان الخير لها. ولقد تذكرت سموه ونحن نعايش قرب عيد الأضحى المبارك وتذكرت العادة السنوية التي يقوم بها سموه وجولاته وزياراته لأبنائه في جميع مناطق المملكة ومشاركتهم أفراحهم وأعيادهم، وهذا ليس بغريب على أحد أبناء الملك الموحد عبدالعزيز -يرحمه الله- ولقد سمعت الكثير والكثير من والدي -يرحمه الله- والذي كان يعمل وكيلاً للمصمك في عهد موحد الجزيرة من أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والذي ولد بمدينة الرياض عام 1928م قد نشأ في كنف والده الملك عبدالعزيز آل سعود، ولقي عناية والده كغيره من أبناء وبنات الملك عبدالعزيز فتربى تربية صالحة وتعلم القرآن الكريم والعلوم الشرعية والعربية على يد العلماء، وأن لملازمته لوالده أثر كبير في إكسابه الخبرة العملية والحنكة السياسية، وأنه قد مارس العمل مبكراً وكان باستمرار على صلة بالسياسة السعودية داخلياً وخارجياً.

لذلك عاش وشهد له بمحبته لدينه ووطنه ومكارم الأخلاق ومساعدة المحتاجين، ولقد كنت أخال أن مواقفه مقتصرة على المحتاجين من شعبهم أو على فئة واحدة من شعبه، ولكن سمعت أيضاً الكثير في مجلس رجل الأعمال الشيخ محمد العلي الحمراني عن دعم سموه وتشجيعه لرجال الأعمال مما أثمر عن رقي وتطور الاقتصاد السعودي.

ولقد تقلّد سموه في مشوار عمله الدؤوب لخدمة وطنه العديد من المناصب والتي كان لسموه الفضل بعد الله في وضع الأسس والبرامج العلمية لها ومنها على سبيل المثال:

1 - أولى الملك عبدالعزيز آل سعود ابنه سلطان ثقته حيث عينه أميراً على الرياض عاصمة السعودية في 22 فبراير (شباط) 1947م، وساهم مع والده في إقامة نظام إداري متين مبني على العدالة الاجتماعية وتطبيق شرعية الإسلام.

2 - عيّن الأمير سلطان عضواً بمجلس الوزراء في السعودية بعد أن تم تعيين وزيراً للزراعة في العام 1953م، عند تشكيل أول مجلس للوزراء بالسعودية، وقد ساهم في عملية توطين البدو ومساعدتهم في إقامة مزارع حديثة.

3 - عيّن الأمير سلطان وزيراً للمواصلات سنة 1955م حيث ساهم في إدخال شبكات المواصلات الحديثة البرية والاتصالات السلكية واللاسلكية، ثم عين وزيراً للدفاع والطيران 1962م ولا يزال على رأس عمله.

4 - صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين سمو الأمير سلطان نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء يوم الأحد الموافق 13 يونيو 1982م.

5 - ترأس الأمير سلطان وفد السعودية في اجتماع هيئة الأمم المتحدة عام 1985م وألقى خطاباً مهمّاً بهذه المناسبة، كما رأس وفد السعودية الذي شارك في احتفال الأمم المتحدة بالذكرى الخمسين على تأسيسها في أكتوبر عام 1995م.

6 - تم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في 26 جمادى الآخرة 1426هـ. فهو الأمين المعيّن لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله-.

ولقد فاز سموه بالعديد من الأوسمة ومنها شخصية العام 2005م لما له من دور كبير ومؤثر في دعم المشروعات الإنسانية على مستوى العالم حيث أسس سموه مؤسسة سلطان الخيرية لتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية والثقافية محلياً وعربياً.

وإنني هنا كمواطن أنعم الله عليه بهذه الأسرة المباركة التي تحكمه بشرع الله والتي استطاعت بفضل تمسكها بكتاب الله وسنة نبيه ثم بمحنة أبناء شعبها لها من السير ببلدنا بأمن وأمان وسط هذا العالم المضطرب أمنياً واقتصادياً وسياسياً.

إن خلف ما نعيشه رجال نذروا أرواحهم وصحتهم لراحة شعبهم فلهم منا الولاء والطاعة وقلوبنا ودعواتنا مع سموه الكريم حتى يعود لأبنائه ومحبيه بوافر الصحة والعافية.

- مدير الشؤون الحكومية والعلاقات العامة لمجموعة شركات الحمراني



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد