Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/12/2008 G Issue 13216
الخميس 06 ذو الحجة 1429   العدد  13216
المرأة وحقوقها
سليمان بن عبدالله بن سليمان الظفيري

كثيراً ما تتعثر المرأة في حياتها وتكوين نفسها وتحسين مستواها العلمي والعملي في المجتمع والسبب هل يكمن في البيئة الإسلامية أم في نظرة المجتمع لمن تحاول السير عكس التيار؟!

فالتفسير لتلك العثرات يحتاج إلى وقت طويل وجدال لا ينتهي فأنا لست مخولاً بالتحقيق في الأمر، لكن ما جعلني أكتب خارطة للمرأة وحقوقها هو ذاك الرجل الذي استوقفني للحديث عن حال المرأة، مستغرباً تلك الشعارات التي تظهر كل يوم عن حقوق المرأة ولم ير منها شيئاً سوى إعلام مدبلج بصورة حضارية راقية لنساء معروفات فالباقي من النساء لسن نساء!!. قالها وهو يدرك أن ما يقوله كان يصور له في مسرح بني من فقر وعجز، فقصة ذاك الرجل مع سيدة أرملة تحتضن 6 أبناء اثنين منهم أولاد صغار وأربع بنات تكبرهن ابنة السادسة عشرة في بيت مستأجر، لا تمتلك تلك السيدة سوى مد يدها لتستعطي من أصحاب الخير، سألتها أين جمعية البر عن حالك؟. سكتت لبرهة وقالت جزاهم الله خيراً (وش يعطون ليعطون) وإذا أعطوا كانت العطية قليلة لا تكفي لسد حاجة أبنائي، فأنا لا أريد سوى بيت مِلْك وثلاجة بها ما يكفيني أنا وعيالي وسداد فواتير الكهرباء والماء فقط ولا أزيد، فالله يشهد أننا نجلس باليوم واليومين بدون كهرباء وأحياناً نتقاسم الخبز اليابس. سكت قليلاً ودعوت الله لها.

لكن عزيزي ألا تستغرب معي حال تلك السيدة أليست هي إنسانة ولها حقوق أليس من حقها أن تأكل وتشرب وتنام؟ لا تقل لي قدر الله وما شاء فعل، هذا صحيح، لكن أين شعارات تحصين حقوق المرأة ودعمها، هل حقوق المرأة بقيادة مركبة أو نزع حجاب أو إدارة مشروع خاص.

هذه جميعها ليست حقوقا وإنما حقوق المرأة هي أن تعزز وتكرم ويرفع من شأن امرأة عاجزة فهي أم وأخت وبنت لنا، فالواجب علينا أن نساند في تدعيم المعنى الحقيقي لحقوق المرأة وتفعيل دورها الحقيقي لتحظى كل أم أرملة أو مطلقة بحقوقها المفروضة لتنعم بحياة طيبة وشريفة تستمد طاقتها من تربية أبنائها وبناتها فهم رجال ونساء المستقبل.



sendto8484@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد