قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}.
في منطقتنا (الشمال) تأخر هطول الأمطار في بعض الأعوام السابقة وأجدبت الأرض, وبفضل الله وعظيم كرمه ومَنِّه وبعد صلاة استسقاء من أهالي البلدة ودعاء, هطلت الأمطار بغزارة ارتوت على أثرها الأرض.
فأوحى لي منظر المطر بهذه الخاطرة التي عنوانها: (الحب الحقيقي):
ليتنا نتعلم من الأرض
نقف وقفة تأمل لعشقها للمطر
مهما غاب... تنتظر... تنتظر
جفت جفونها
أقفرت مدامعها
تذوب زهرة شبابها
ولا تفتأ حبه تذكر... وتنتظر
وإذا لاحت بشائره
سحباً, غيوماً
برقاً, رعداً
وما تلبث تنقشع... وتزول
لا تقطب جبينها
تقول لعل له عذر
ترى أي حب هذا..
...عشق الأرض للمطر
يا لروعة المنظر حين حضر
لم تكشّر عن أنيابها
لم تعاتبه
عناق... عناق... عناق
دموع الفرح تقطر... ثم تنهمر
في ليلة ذات سمر
مع القمر
أزال عنها عتب الدهر
يا لروعة المحب حينما يكون متسامحا
ويا لروعة المحبوب حينما يكون سخيا
بعد سهر ليلة, وإقامتهما مقاماً نديّا
والهمس أحلى نجيا
حُبلى الأرض
وكل الأحبة تنتظر... وتنتظر
وتمخضت
أشهى الثمار, وأحلى الزهر
ما أجمل التسامح
ما أروع الصبر
الشمال