Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/12/2008 G Issue 13216
الخميس 06 ذو الحجة 1429   العدد  13216
نوافذ
الخصم... والحكم
أميمة الخميس

عندما أعلن الرئيس الأمريكي (أوباما) حكومته القادمة، التي حرص أن يوزع حقائبها على الجميع بمن فيهم خصومه السابقون داخل الحزب الديمقراطي، بل بعض الشخصيات السياسية البارزة من الحزب الجمهوري، انهالت عليه الأسئلة الإعلامية عن الكيفية التي سيدير بها حكومته القادمة من قِبل أطياف متباينة، وتقريباً خصوم سابقين على المستوى السياسي، لكنه أجابهم ببراعته ودبلوماسيته المعهودة: أنا سأسن الخطط والأهداف الإستراتيجية لفترة رئاستي، ومن هناك سننطلق جميعاً كل في مجاله، حتماً في ظل وضوح الرؤية ستتقلص الصعوبات، ولن تغدو فترة رئاستي عبارة عن صراع بين جزر مشتتة معزولة عن بعضها البعض.

لكن المفارقة التي استمتعنا بها بأفواه فاغرة كمشاهدين من دول العالم الثالث، هي رؤيتنا لخصمه القديم (هيلاري كلينتون) وهي تستلم منه حقيبة وزارة الخارجية، وفصول صراعهما وتراشقهما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي ما برحت حيّة طازجة في أذهاننا.

ها هي هيلاري كلينتون تتراجع خطوات إلى المقاعد الخلفية وترضى بجزء من المشهد وليس كله.

المشهد هنا يقترب من الأحجية بالنسبة لنا (بجميع مخزوننا التاريخي عن طبيعة الصراع على السلطة الذي تُراق فيه الدماء وتتناثر الرؤوس وتسلم أوزاره لأجيال متعددة) فتحت مظلة الدستور والقوانين الواضحة، تتلاشى الأنا المتورمة، ويقف الجميع احتراماً لسلطة الدستور.

وهيلاري كلينتون حينما تستلم حقيبة الخارجية ستكون إحدى الواجهات الدبلوماسية الأنثوية الملطفة للبارجات الأمريكية التي تتناثر حول الكرة الأرضية، هي امتداد لمادلين أولبرايت - وكوندي رايس، اللواتي كانتا دوماً تدخلان القاعة لتلطفا وترمما عبث الجند الأمريكي في المكان.

ولكن ما استوقفني أيضاً هنا أنه قبل أن تستلم هيلاري كلينتون الحقيبة، كان على الزوجين (كلينتون) السياسيين الأشهر في الولايات المتحدة أن يوضحا بعض الأمور، فالمعروف أن بيل كلينتون الرئيس السابق بعد مغادرته البيت الأبيض، أسس له جمعية خيرية، تقوم بالعديد من المهام الإنسانية في الولايات المتحدة وحول العالم تموّل من خلال عدد من الجهات, ومن هنا كان لا بد أن يوضح الجهات الممولة لجمعيته منذ العام 1997، خوفاً من أن تصلها الأموال عبر جهات مشبوهة أو تتقاطع سياستها مع سياسة الإدارة الأمريكية الحالية بما أن زوجته ستستلم وزارة الخارجية!!

هذه المقاطع من المسلسل الأمريكي غريبة وممتعة... وعلى مشاهدي دول العالم الثالث متابعتها بصمت... وهم فاغرو الأفواه.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد