لأنّ المحرِّض أجبن من أن يقوم بالمهمّة، فإنّه يوكل ذلك إلى عملائه الذين زرعهم في الأقطار التي يسعى لتوظيفها كأوراق ضغط سياسة تهدف إلى تطويل عمر ذلك النظام، وقد فاته أنّه مهما تخفّى خلف تلكم العملاء، وتباينت مراكزهم وصفاتهم، فإنّه معروف ومشخّص، لأنّ عملاءه معروفون ولأيِّ جهة يخدمون .. عملاء ذلك النظام موزّعون على أكثر من قطر عربي وهم يخدمون نظاماً عُرف بتسلّط مخابراته وبسعيه وقدرته على توظيف مشاكل تلك الأقطار، وتحويلها كأوراق سياسية لا قيمة لها سوى صرفها في (بنك إبقاء النظام)، وجعل تلك الأقطار رصيداً قابلاً للصرف لصالح ديمومة النظام، وجاهزيته للحفاظ على مصالح القوى المستفيدة من عرقلة حلِّ الأزمات التي تعيشها المنطقة.
وكون فلسطين ولبنان الأكثر تماساً مع العدو الإسرائيلي، ومصر الأكثر ممارسة لحرية الصحافة، فقد وجد زبانية ذلك النظام ضالتهم في الإساءة لأكبر وأهم دولة داعمة للقضايا العربية والإسلامية، والتي رفضت جعل هذه القضايا مطية للأنظمة الحاكمة، أو لأشخاص يقودون أنظمة شمولية يستمدُّون بقاءهم بقوة أجهزة التسلُّط التي تحاصر شعوب تلك الأنظمة، ولأنّهم أجبن من أن يكشفوا عن وجوههم الكالحة، أوكلوا المهمة لعملائهم الذين باتوا مكشوفين، مهما كانت المناصب التي سبق أن تولّوها، فالناس باتوا يعرفونهم من الأدوار التي يؤدُّونها لذلك النظام، وأخذوا يصنفونهم، فهنالك عميل برتبة وزير سابق كالذي (وهب) حنجرته وأجّرها لشتم كلِّ ما هو سعودي من القيادة إلى المواطن كنكران فجٍّ لجميل السعودية وقيادتها التي لم تتوان في تقديم ما يحتاجه العرب والمسلمون وخاصة لبنان الذي يسيء له ذلك الوزير السابق بحمل جنسيته والذي لا يعرف من قيمتها سوى تأجيرها بالإساءة لمن أحسنوا الدعم للبلد الذي يسيء له حمل ذلك الدّعي جنسيته.
المواقف السعودية الداعمة تحتاج إلى مجلّدات للحديث عنها، ولكن نحصر حديثنا في ثلاثة أقطار اختار بعض المنتمين إليها عداوة المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً ومحبين، وفي الواقع نحن في السعودية لا نعرف لماذا يكرهوننا؟! .. هل بدافع الحسد لأننا بلد نعيش أسرة واحدة حكاماً ومواطنين؟!، ولأنّ الله حبانا بخير نفيض به على إخواننا من العرب والمسلمين، فيجعلنا مقدَّرين محترمين محبوبين من الشرفاء، ولأنّ الحقد يأكل قلوب الحسّاد فإنهم يحقدون على كلِّ سعودي .. ويجدون من المساعدات الإنسانية السعودية وقوداً يغذِّي حقدهم وينمِّيه بدلاً من أن يخجلهم ويوقف غيَّهم، وخاصة في لبنان، فهذا البلد (انكبّت) عليه المساعدات السعودية التي لم تفرِّق بين جهة وأخرى، أو طائفة دون أخرى، وتفضيل حزب على حزب .. فقد غطّت المساعدات السعودية لبنان من الجنوب إلى الشمال، الشعب تلقّى المساعدات أسراً وأفراداً، والدولة ممثّلة بالحكومة والمؤسسات المصرفية والتعليمية والصحية والاجتماعية، بحيث لم تحرم أي جهة لبنانية من الدعم السعودي، وحتى من كان لهم مواقف ضد السعودية قالوا وبأسف إنّهم ظلموا السعودية، فهي الدولة الوحيدة التي قدّمت للبنان كل ما يحتاجه دون أن تطلب ثمناً سياسياً أو منّة.
إذن لماذا يخرج من بين لبنان البلد والشعب الذي له في قلوب السعوديين كل هذا الحب الذي يلمسه اللبنانيون الذين يعيشون بيننا .. لماذا يخرج من بينهم من يهب الشتم لمن يطلبه، ويصبح (وهّاباً) للإساءة إلى القيادة والشعب السعودي المحب للبنان؟؟.
والسؤال الذي يحيِّرنا هنا في المملكة العربية السعودية، كيف يسمح لأيٍّ كان أن يظهر في محطة تلفزيونية تبث من الأراضي اللبنانية وبترخيص من المجلس الأعلى للإعلام اللبناني، وهو يشتم القيادة السعودية والشعب السعودي أكثر من مرة وفي عدّة برامج، وهل يسمح بشتم رؤساء دول أخرى وشعوب أخرى..؟!!
هل لأنّ السعودية دولة مسالمة لا تؤذي ولا تقتل من يسيء لها، وتضع أصابع أيديهم في النار كما فعل ذلك النظام الذي يعمل له وهّاب الشتم والإساءات ؟!، ولأنّ السعودية لا تضع لهم الأفخاخ والكمائن وتقتلهم بدم بارد...!!؟
هل لأنّ السعوديين أناس يحترمون أنفسهم ولا يدخلون في مهاترات، أصبح في لبنان أشخاص يمتهنون الإساءة وشتم السعودية .. سواء للابتزاز .. أو لأنّ الحقد يملأ قلوبهم .. لأنهم لم يجدوا من يردعهم...!!
jaser@al-jazirah.com.sa