كمال المعلم فنان تشكيلي سعودي كبير برز في مجال التصوير الزيتي وأثبت حضوره أكثر في مجال النحت له منجزات جمالية على كافة الأصعدة فنان يجيد التعامل مع كل الوسائط الفنية ولديه القدرة التقنية والاحترافية الهائلة لتكون المحصلة النهائية منجزات فنية راقية تميز (كمال المعلم) بثقافة عالية وقبل هذا وذاك بخلق وتعامل مهذب، وهو فنان مرهف الحس يعشق الجمال ويدرك أسراره وأبعاد العملية الجمالية وبالتالي فإن التعامل مع هذا الفنان بحد ذاته متعة. جمعتنا معاً عدة مناسبات وفعاليات تشكيلية محلية ودولية ووجدت فيه خير مثال للفنان الحريص على تمثيل الوطن خير تمثيل.
شارك هذا الفنان مؤخراً ومن خلال جهوده الذاتية في المعرض العالمي التاسع للنحت في الصين (سمبيزيوم تشانغشون) واستطاع أن يثبت حضوره وأن يلوي الأعناق إعجاباً بمنجزه (حرير الخيل) الذي أشادت به كل وسائل الإعلام هناك. يقول الفنان كمال: إنني عانيت جداً من البيروقراطية في سبيل هذه المشاركة ولم أجد بكل أسف الدعم والمساندة وأمضيت فترة طويلة أبحث عن المشاركة بصفة رسمية إلا أن بعض الإجراءات الرتيبة وعدم الجدية والحماس من البعض كادت أن تحرمني شرف المشاركة وتشريف الوطن مما حدا بي إلى أن أتحمل كل النفقات المترتبة على هذه المشاركة بما في ذلك تذاكر السفر وخلافه.
حقيقة لا أدري لماذا يتم تجاهل مثل هؤلاء المبدعين الذين من خلال إبداعهم ومنجزاتهم قادرين على رفع اسم الوطن في كل المحافل والأصعدة. إنني أتساءل وبمرارة أيضاً عن هذه اللامبالاة التي يبديها البعض ممن أنيط بهم إنهاء مثل هذه الإجراءات وكان من الواجب على الجهة المسؤولة عن ذلك أن تقف قلباً وقالباً مع مثل هؤلاء الكبار لأن المعلم كمال وجهت له الدعوة من الجهة المنظمة لهذه الفعالية التشكيلية الدولية ومن المؤكد أيضاً أن هذه الجهة لم تدع كمال إلا بعد أن اطلعت على سيرته الذاتية وصور لنماذج من أعماله ومنجزاته الفنية وبالتالي فقد سعت إلى دعوته للحضور والمشاركة أما أن يأتي من يأتي ليعرقل مثل هذه المشاركة بالتسويف وعدم اللامبالاة فإن هذا هو الحال المايل الذي لا يسر وقد يكون معول هدم في جدار الحركة التشكيلية وكان من واجب الجهة المختصة المبادرة إلى دعم الفنان ومساندته وتقديم العون وتهيئة الأجواء له للإبداع والتجلي وتشريف الوطن الغالي التشريف الأمثل.
ما يقال عن كمال ينطبق على غيره من المبدعين الذين هم أكثر حاجة من غيرهم للدعم والرعاية والوقوف معهم حتى يتسنى لهم العطاء والإبداع وفق مناخات وبيئات صحية جميلة وحتى يتسنى لهم أيضاً تشريف وطنهم في كل المحافل خير تمثيل.. ولكي يتشرف التشكيليون مع غيرهم في رد الجميل لهذا الوطن المعطاء المبارك.