حسب تقارير الجمعية السعودية لارتفاع ضغط الدم عند الإنسان (شمس) فإن 41% من سكان المملكة لديهم بدايات أو مؤشرات المرض، وأن إحدى وسائل مكافحته تحسين أسلوب الحياة، وهذه نصيحة لا بأس بها، وإنْ كانت تعد من بديهيات ومسلَّمات الأمور. ويبدو أن الجمعية تريد من كل إنسان أن يحسِّن من نمط وسلوك حياته وممارسته اليومية وعلاقته بمحيطه ووسطه الاجتماعي فيما يخصه ويخص من يرتبط به بعلاقة أو من يتعامل معه، وهذه وإن كانت في الغالب مقدوراً عليها إلاَّ أن النجاح في تحقيق نسبة جيدة نحوها يعود إلى الإنسان نفسه، وأن من ينجح في أمر قد لا ينجح في غيره، والعكس ممكن عند آخرين؛ فهي فروق فردية تتفاوت من إنسان لآخر، غير أن من يملك قدراً عالياً من المهارات التي تؤهله لتجاوز كثير من السلوكيات والممارسات اليومية المرهقة قد يصطدم بمعوقات ليس بمقدوره مناطحتها أو القفز فوقها أو حتى تجاوزها بسلاسة وأمان وراحة بال؛ فالجمعية آنفة الذكر يبدو أنها نسيت ما يتم كل صباح ومساء على طريق خريص بالرياض (كمثل) أو طريق الملك فهد، وغيرها من الطرقات المماثلة في المدن المزدحمة مرورياً مع بقاء الحال على ما هو عليه منذ سنين فيما يخص (فك الاختناقات) بلغة مسؤولي المرور الذين لا ينفكون يرددون عبارتهم غير المقنعة: (طيب يعني وش تبونا نسوي)؟!