Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/12/2008 G Issue 13214
الثلاثاء 04 ذو الحجة 1429   العدد  13214
والدتي.. الفراق صعب ولكن قدّر الله وما شاء فعل
سلمان بن عبدالله القباع

كم هي الحياة مليئة بالأفراح والأحزان.. نصبح ونمسي نلاقي ما يسر ويفرح، ونلاقي ما يحزن صدورنا من خبر ما أو حدث صار.. الدنيا بحلوها ومرها كتبها الباري جل شأنه ولا مفر من الأقدار.. كم منا واجه حراكه اليومي بأحداثه المتوالية.. اليوم يختلف عن الأمس ويوم غدٍ له مصير آخر.. لا نعلم ما هي الساعات القادمة وما أعدت لنا.. كل في شأن يخوض في معركة مع نفسه.. مع أولاده مع أسرته.. نلهو في صراط رسمناه لأنفسنا من مشاغل حياتية، ابتعدنا عن الآخر، لم نر من يعز علينا إلا في أوقات معدودة ومحصورة.. ونحن نعلم كثيراً أن الدنيا عند الله لا تساوي جناح بعوضة، ومع ذلك مازلنا في يوم حزين وما يسمى الفراق! يوم الثلاثاء الموافق 21 من شهر ذي القعدة 1429هـ لم يكن يوماً عادياً ولا يقارن بيوم قد عشناه حتى لو كان يوماً مفرحاً.. يوم تكدست فيه أنواع الحزن.. أنواع المشاعر المحزنة.. الساعة 10 مساءً من نفس اليوم توفيت والدتي - رحمها الله- وجميع أموات المسلمين إن شاء الله.. والدتي التي كانت ترسم معاني الأمومة.. والدتي التي كانت حنونة على أبنائها وبناتها قبل أن تكون حنونة على نفسها.. توفيت والدتي وخلدت معاني بذكريات لن تُنسى.. لن ننسى أبداً الذكريات الجميلة، لن ننسى ذكريات مازالت تتردد صداها بيننا، عانت كثيراً من المرض، ولكن الله له حكمة في ذلك.. تعبت كثيراً ولكن بحول الله يكون تكفيراً لها.. نأكل وهي تتألم.. نضحك وهي تتألم، 8 سنوات في الفراش وعيناها في السقف لا تعلم بمن حولها.. كل قريب وصديق تألم كثيراً بسماع خبر الوفاة.. حتى البعيد لم ينس والدتي.. لم ينس إنسانية تلك المرأة.. امرأة عُرفت بعمل الخير.. اكتظ منزل والدي -أطال الله بعمره إن شاء الله- بالمعزين على مدار أربع أيام.. كم هائل من المعزين من رجال ونساء توافدوا لكي يقدموا التعازي بوالدتي -رحمها الله-.

الله جلّ شأنه كتب لكل نفس يوماً موعوداً وساعة معروفة.. وهي آجال مكتوبة.. قال جلّ شأنه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.. الموت حق.. ونعلم أن الفراق صعب.. ولكن سنة الله في خلقه وليس لنا مفر من ذلك.. نعلم أن القلب يشتكي والعين تدمع.. ولكن أمر الله، ونحن نؤمن به جلّ شأنه.

والدتي: إن شاء الله إنك من أهل الجنان بالفردوس الأعلى.. فكل صغير وكبير وقريب وبعيد يدعون لك من قلوبهم بأن يتغمدك الله بواسع رحمته.. فأنت مشهود لك بعمل الخير وزراعة الابتسامة لكل صغير وكبير.



s.aq1972@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد