Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/12/2008 G Issue 13214
الثلاثاء 04 ذو الحجة 1429   العدد  13214
الشيخ حمود المعجل الفرج رجل الإحسان
أ.د. عبد الله بن سليمان الحربش

على الرغم من معرفتي بأخيه الفاضل سعادة الدكتور محمد المعجل الفرج استشاري الأمراض الباطنة منذ أن كان رئيساً لقسم أمراض الباطنة في مستشفى الرياض المركزي (مستشفى الملك سعود حالياً)، حيث كنت أعمل كطبيب امتياز ومعي الكثير آنذاك تحت إشرافه الإداري وتوجيهاته العلمية والعملية، إلا أني لم أعرف الشيخ حمود المعجل الفرج إلا قبل ما يُقارب خمس سنوات، حينما حظيت بمجاورته بالمنزل. أبا خالد لن أنسى ذلك اليوم الذي كنت واقفاً أمام منزلي حينما قدمت إلي خلال عبورك أمام المنزل وإلقاء التحية والتعرّف على جارك الجديد، لن أنسى تلك الكلمات التي نطق بها لسانك بقولك: (لو طلب منا دفع فلوس لاشتريناك جاراً لنا). أقول لقد علّمتني الحياة أن أعرف الكلمات الصادقة النابعة من القلب، والتي يعلم الله أنها استقرت في قلبي لتصبح نواة للمحبة التي أكنها أنا وعائلتي لكم يا شيخ حمود.

تلا ذلك اللقاء لقاءات عدة في منزلكم العامر بيني وبينكم وبين أولادكم الأعزاء وبيننا جميعاً ضمن لقاءات الحي (دورية الحي)، كما توطدت العلاقات والزيارات بين عائلتينا حفظهما الله. تجسد لي من خلال هذه اللقاءات ما لكم من مكانة اجتماعية فرضها حسن الخلق وطيب النفس والتفنن بربط المثالية والواقعية والجد والهزل.

هذه المكانة شاهدتها في عين وعلى لسان كل فرد من أفراد الحي. كيف لا ولكم اللمسات الإنسانية في مساهمتكم التي سمع عنها الجميع ليس بالكم فقط، بل بالنوع. ولعلي أطرح مثالاً قد يكون قطرة من بحر، ذلك التبرع السخي منكم رحمكم الله لإنشاء مصادر مائية في قرى لازمها قلة الماء كتب الله لكم في ذلك الحسنات عدد ما شرب منه الظامئون ورزق منه الزارعون وجعلك قدوة للمحسنين.

الشيخ حمود: إنني لست بأديب ولكني لأول مرة أعرف أن ما يدفع الكتاب هي عواطفهم وتقديري لكم رحمكم الله ضغط علي قلمي لكتابة تلك الكلمات التي لن تفي بما تستحقه رحمك الله وأسكنك فسيح جناته أبا خالد. لقد بكاك الصغير قبل الكبير وأفتقدك القريب والبعيد، وخيّل للجميع أن الكل في الحزن حتى خيّل لبعضهم أن مياه الأمطار التي تلت فقدانك قد كانت دموعاً أغرقت أرض الرياض من أدناها إلى أقصاها. دعاؤنا لكم بالرحمة والمغفرة والرضوان، وجزاك الله بالحسنات إحساناً وعفا عنك وجعل قبرك روضة من رياض الجنة وبعثك مع الصديقين والشهداء ورزقك شفاعة نبينا محمد عليه الصلاة وأفضل التسليم وجمعنا وإياكم في جنات النعيم. إن العزاء لنا وللجميع بأننا لن نفقدك وقد تركت لنا السيرة العطرة ماثلة في أبنائك الكرام وفّقهم الله ورعاهم وصبّرهم في ظل عز ومحبة والدتهم الفاضلة أم خالد.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد