الكويت - الجزيرة
توقّع بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) أن تستفيد مصارف الخليج من قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي القاضي بخفض أسعار الفائدة مع ارتفاع نسبة القروض إلى الودائع وقال تقرير (جلوبل) ان تلك المصارف ستكون قادرة على إعادة تسعير التزاماتها وتحسين هامش ربحيتها. وقد سجل معظمها نمواً في صافي دخلها من الفوائد في الربع الثالث من العام الحالي، وتوقّع التقرير أن يساعد تأثير تباطؤ نمو الأعمال المقترن بخفض أسعار الفائدة البنوك على إعادة تسعير التزاماتها على نحو أسرع ودعم هامش صافي الفائدة.
وتابع التقرير: من ابرز تاثيرات خفض الفائدة قيام محافظي البنوك المركزية في الخليج بخفض أسعار الإقراض الرئيسية مما سيؤدي إلى انخفاض تكلفة السيولة للبنوك كما يمكن أن يرفع مستويات النقد في النتائج الفصلية المقبلة، كما ان المحافظ الاستثمارية ستنمو كنسبة مئوية من الودائع والتي من الممكن أن تستثمر في السندات والأسهم وفئات الموجودات الأخرى، وأيضا ستكون القروض متاحة بأسعار فائدة منخفضة كما يمكنها أن تحقق طفرة في نمو الائتمان لدى البنوك مستقبلاً، كما أنه من المحتمل أن تتغير التوجهات السلبية للمستثمرين حيال الاقتصاد ومستوى إقدامهم على المخاطرة وكذالك التأثير الإيجابي للمستثمرين في سوق الأوراق المالية.
واكد التقرير أن توقعات جلوبل مازالت ايجابية بشأن البنوك الخليجية، كونها ليست مرتبطة ارتباطا مباشرا بأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة والتي بسببها خسرت معظم البنوك والصناديق الأمريكية أموالها. وبالنسبة للمحافظ الاستثمارية المتاحة للبيع، قال التقرير: شهدت بعض البنوك انخفاضا في المكاسب التي حققتها منها، في حين تكبدت بعض البنوك خسائر بسبب انخفاض قيمة هذه المحافظ، ولذلك قامت البنوك بتحويل معظم استثماراتها من استثمارات متاحة للبيع إلى استثمارات مُحتفظ بها حتى أجل استحقاقها كما قامت بتعديل قيمة محافظها الاستثمارية وفق سعر السوق. وكانت معظم هذه البنوك تستثمر بكثافة في أذونات الخزانة القصيرة الأجل التي تُستحق قي أقل من عامين بالإضافة إلى الأدوات الاستثمارية ذات السيولة العالية.
وتابع التقرير: دأبت المصارف على وضع مخصصات القروض المتعثرة في دول المجلس لذالك فإن الكثير من عمليات شطب القروض ستكون مدعومة بوضع مخصصات فائضة.
وتابع التقرير: تفاعل البنوك المركزية الخليجية مع قرار خفض أسعار الفائدة الامريكية سيساعدها على الحصول على الأموال بتكلفة أقل فضلا عن إعادة تسعير التزاماتها أسرع مقارنة مع قروضها كما انه عزز من قرار خفض أسعار الفائدة لديها.
وكانت البنوك المركزية في دول المجلس قد قامت مجددا بخفض أسعار الإقراض ومعدلات الريبو (سعر إعادة الشراء) عقب قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة يوم الأربعاء الماضي من 1.5 % إلى 1% بما مقداره 50 نقطة أساس لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات حيث تواجه الولايات المتحدة أزمة مالية حادّة كما خفّض سعر الخصم على القروض المباشرة الممنوحة للبنوك بمقدار نقطة أساس ليصل إلى 1.25%.
وبحسب التقرير قرّر بنك البحرين المركزي خفض سعر الإقراض وسعر إعادة الشراء (معدلات الريبو) بواقع 125 و25 نقطة أساس ليصلا إلى 3.5 % و1.5 % من 4.75% و1.75 % سابقا. حيث هدفت الخطوةُ التي اتخذها بنك البحرين المركزي إلى زيادة السيولة والتخفيف من السياسة الائتمانية المشددة.
كما قام أيضاً بنك الكويت المركزي بخفض سعر الخصم وسعر إعادة الشراء بمقدار 25 و50 نقطة أساس ليصلا إلى 4.25% و2% بدلا من 4.5% و2.5% سابقا. حيث توقع جلوبل أن يساعد هذا التخفيض البنوك على تعبئة الأموال بتكلفة أقل ونعتقد أنّ تخفيض سعر الخصم سيساعد البنك على إعادة تسعير التزاماته أسرع من القروض.
وبالنسبة للسعودية والإمارات قال التقرير انهما لم يستجيبا من فورهما لقرار خفض أسعار الفائدة يوم الأربعاء إلا أنهما كانا يخفضان أسعار الفائدة لكي تتماشى مع الدولار الأمريكي.