لقد فجعت كما فجع غيري ممن أحب الإنسان الأستاذ منصور بن محمود عبدالغفار الذي زاملته وعملت معه عن قرب لمدة سبع سنوات في مكتبه كسكرتير له، لقد كانت هذه السنوات كافية لأتعرف عليه يرحمه الله وعلى صفاته الجمة، ومناقبه العديدة، فبماذا أتحدث وماذا أترك، لقد اتصف المرحوم بصفات حميدة لا تعدّ ولا تحصى، فعلى الرغم من أن المرحوم عندما عملت معه كان مديراً عاماً، إلا أنني عرفته إنساناً قبل كل شيء، حسناً في أخلاقه، متواضعاً في تصرفاته، أميناً في عمله، كريماً في نفسه، محباً للخير ومساعدة الآخرين، صاحب أيادٍ بيضاء معي شخصياً ومع كل من طلب منه يد المساعدة، تعلمت منه الكثير، كيف لا وهو الذي كان موجهاً ومعلماً، خدم دينه ووطنه بكل تفانٍ وإخلاص، فالحمد لله حتى بعد أن تم تكريمه بأن أصبح عضواً في مجلس الشورى لثلاث دورات متتالية كانت زياراتي له مستمرة، وسؤاله عني دائم، حتى أنه من شدة حبي واحترامي له رزقني الله بمولود أسميته على اسمه (منصور) وهذا أقل تقدير أقدمه لأستاذي الفاضل.
وتتويجاً لما قدمه المرحوم في خدمة دينه ووطنه فإنني أناشد صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة بإطلاق اسمه على أحد الشوارع في مدينة جدة، كما أناشد الغرفة التجارية الصناعية في ينبع بتسمية إحدى قاعات الغرفة باسمه تخليداً لذكراه ووفاءً لعهده ووفائه.
رحمك الله يا أبا أمل رحمةً واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وأبدلك داراً خيراً من دارك، وأهلاً خيراً من أهلك، وأتقدم بعزائي للإخوان الأعزاء: أمل ومحمود وأيمن وإلى السيدة حرمه وابنتيه، وأسأل الله أن يلهمهم جميعاً الصبر والسلوان. إنه سميع مجيب الدعوات.