Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/10/2008 G Issue 13181
الخميس 02 ذو القعدة 1429   العدد  13181
(هل إعادة قراءة النص بدعة) لك فلك العيون العالمية الخاصة
تركي بن رشود الشثري

من نماذج إعادة قراءة النص قول أحدهم ممن يروم هذه الإعادة ويدندن حولها قوله: إن الدين الإسلامي يجيز أن يكفر الإنسان وذلك لقوله: { فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ (29)} سورة الكهف.

قال هذا عندما سأل هل يسمح بكشف الحجاب عندكم قال إذا كان الإسلام يبيح أن يكفر الإنسان وهذا من سماحته واتساع نطاق الحرية فيه واستشهد بالآية.

والآية بدون قص {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا}، قال المفسرون وهذا أسلوب تهديد، كذلك لو كان الأمر كما يقول لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ولما عرض نفسه قبل ذلك على القبائل ولما جاهد طول حياته ليكون الدين كله لله مع أن مجرد إكمال الآية كافٍ للبيان.

لا يصح أن يختزل تيار بعضهم ركبه ترف وبعضهم ليدس ما شاء وقت ما شاء كيفما شاء فهو الإسلام الصالح لكل زمان ومكان وأمة..!

ولهؤلاء صفات منها:

- اتباع الهوى.

- إعلاء العقل على النص.

- مغازلة روح الغرب.

- يتذرعون كثيراً دفاعاً عن شواذهم بصلاح الإسلام لكل زمان ومكان وأمة.

- ترك السنة.

- إطراح الإجماع.

- اتباع الهوى.

- إعلاء العقل على النص: وهذا متفرع عن سابقه، والعقل عندهم دائماً هو الرائد مع أنه متقرر عند المحققين أنه لا يمكن بحال أن يتعارض النقل الصريح مع العقل الصحيح، فهؤلاء إن تعارضا لاختلال تلك الصحة قدموا العقل.

- يتذرعون كثيراً دفاعاً عن شواذهم بصلاح الإسلام لكل زمان ومكان وأمة: الإسلام صالح لكل زمان ومكان وأمة حيث إنه جاء لتحصيل المصالح ودرء المفاسد وهي ليست هي في كل زمان ومكان كذلك، أتى الإسلام بنصوص تحوي الحكم الثابت الذي لا يتغير إلى قيام الساعة .

ومما يندرج تحت هذا إخضاعهم للنصوص التاريخيةفهم ينتزعون القرآن من سياقه وأسباب نزوله ويطرحون تعليقات العلماء عليه، بل وشرح الرسول له عليه الصلاة والسلام حسب الحاجة ويتوسعون في ذلك كثيراً بلا علم ولا ورع.

- ترك السنة: لأنه لا مجال للتلاعب بمراميها أو ذلك أضيق بكثير من القرآن حيث المتشابه ولأنها أيضاً مفسرة لما أشكل منه ومفصلة لما أجمل منه ومقيدة لما اطلق منه فكيف يعيدون تفسير وتفصيل وتقييد ما فسره وفصله وقيده الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي يؤمن بالقرآن يؤمن به { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، ويؤمن ب{ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ}.

وبناءً على الآيتين الكريمتين نستطيع القول بأنهم أنكروا القرآن بإنكارهم السنة؛ فهذا الخطيب البغدادي يسوق بسنده في كتابه (الكفاية) إلى الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه أنه كان جالساً ومعه أصحابه يحدثهم، فقال: رجل من القوم لا تحدثونا إلا بالقرآن، فقال له عمران بن حصين: (ادنه، فدنا، فقال: أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن، أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعاً، وصلاة العصر أربعا، والمغرب ثلاثاً، تقرأ في اثنتين، أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعاً، والطواف بالصفا والمروة ثم قال: أي قوم، خذوا عنا فإنكم والله إن لا تفعلوا لتضلن، وفي رواية أخرى أن رجلاً قال لعمران بن حصين: ما هذه الأحاديث التي تحدثوناها وتركتم القرآن؟ قال: أرأيت لو أبيت أنت وأصحابك إلا القرآن، من أين كنت تعلم أن صلاة الظهر عدتها كذا وكذا، وصلاة العصر عدتها كذا، وحين وقتها كذا، وصلاة المغرب كذا؟ والموقف بعرفة، ورمي الجمار كذا؟ واليد من أين تقطع؟ أمن هنا أم هاهنا أم من هاهنا؟ ووضع يده على مفصل الكف، ووضع يده عند المرافق، ووضع يده عند المنكب اتبعوا حديثنا ما حدثناكم وإلا والله ضللتم).

وذكر الإمام السيوطي في رسالته (مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة) أنهم كانوا موجودين بكثرة في عصر الأئمة الأربعة. وهنا حديثان للرسول صلى الله عليه وسلم في التحذير من فعل هؤلاء.

أورد البيهقي رحمه الله: حديث أبي رافع رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري، مما أمرت به، أو نهيت عنه يقول: لا أدري؟ ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه).

- إطراح الإجماع: فهو عندهم خرافة ووهم وهذه الصفة نتيجة طبيعية لما تقدم من الصفات الأخرى فلن نعيد ما ذكر..

ومن نماذج تحاريف هؤلاء قول أحدهم إن القوامة في قوله تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} ليست تشريع ولكنها عبارة عن وصف للاعتبار، عن واقع مرغوب في تغييره لتحقيق العدل وذكر أن هذا الواقع هو الواقع الجاهلي الذي جاء الإسلام لتغييره.

كذلك في مسألة أن للأنثى نصف ما للرجل من الميراث ذكر ان هذا الحكم محكوم بظرفه ووقته فلما كانت المرأة جزءا من الميراث الجاهلي لن يكون في الإمكان إعطاء المرأة مثل ما للرجل مباشرة لأنه سيشق على النفوس ذلك ولكن في العصر الحديث لما تساوت المرأة مع الرجل في أشياء كثيرة وجب علينا الأخذ بروح الآلية وهي إعطاء الحقوق التي كانت مهدرة فنعطيها مثل ما للرجل.



t-alsh3@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد