هذا أنا...
كحلم تجاهله الحالمون
فحث الخطى مسرعا.. هل يكون؟
ومر على المقل النائمات
ليستشرف النور عبر الجفون
فخاض بحار البياض العميق
لذاك الهدوء وذاك السكون
وأعجزه اسود مكفهر
وأوغر في صدره بالطعون
وعاد به ألف جرح يئن
كئيبا وقد أهملته العيون
***
كطيف حبيس لدى الذكريات
وقد لفه القيد عند الظنون
يود اختلاس الثواني فتبدو
له كل ثانية كالسنين
له لحظتان.. (أمان وخوف)
فيخفت حينا ليشرق حين
فيدنو وينأى وقد مل منه
أثير الرؤى وانبعاث الحنين
فيغتاله الوهن فيمن يغول
ويدفن تحت احتدام الشجون
***
كشوق تحرك بين الضلوع
يفتش عن مخرج كالسجين
يعذبه أن يرى من يحب
فما اسطاع بوحا ولا يستكين
يثور ليصعد حتى اللهاة
ليسقط للصدر عبر الوتين
ويستعطف الصدر كي يستريح
ويخرج للنور في نفثتين
فيخنقه الهم حتى الممات
ويرسل نحو اللهى غصتين
***
كزهر الربيع إذا ما اعتلاه
غبار فصار كميت دفين
أكون إذا غبت عن ناظريا
فهل تعطفين وهل ترحمين؟
محمد عبد الله السحيم