باتباع التصويت المبكر يقدر أن حوالي 100 مليون ناخب قد صوتوا في الانتخابات الأمريكية التي ستبدأ بصفة شاملة في الرابع من شهر نوفمبر القادم. وهذا الرقم يدل على إقبال منقطع النظير، إضافة إلى أنه من المتوقع..
.......أن يصوت البيض لأوباما أكثر من أولئك الذين صوتوا لكارتر، بل أكثر ممن صوت لليندن جانسون، وهذا ليس بأرقام مطلقة بل بنسب مئوية. وفي الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية من المتوقع أن يحرص كل من المرشحين، الديموقراطي والجمهوري، على أن يبدوا في مظهر رئاسي من أجل ترسيخ انطباع أخير سابق لموعد الانتخابات العامة. ويشترك في نظام الانتخابات المبكرة 30 ولاية أمريكية تمتد في عرض البلاد وطولها.
ومن الأهمية بمكان وضع العين على الولايات التي تسمى ب: (الولايات المتقلبة) tossup states، وهي ست ولايات تمتد من الغرب إلى الشرق: نيفادا، ميسوري، إنديانا، أوهايو، كالورانيا الشمالية، فلوريدا. وفي الأسبوع الأخير من حملة أوباما الانتخابية يذكر بما بدأ به في سبرنج فيلد في ولايته إلينوي منذ 21 شهراً مضت: الوحدة ضد التفرقة والتحول بدلا من العودة إلى ما كان الأمر عليه من أكثر من سبع سنوات. سيطرح المرشح الديموقراطي إعلانا دعائيا قبل أسبوع من بدء التصويت الرسمي لا يعلم محتواه في الوقت الحاضر.
لو تصورنا أن نهر المسيسبي الذي يخترق أمريكا من شمالها إلى جنوبها يضع ولايات في شرقه وأخرى في غربه لتذكرنا مارك توين وروائيته (توم سوير) وكيف كان في قاربه النهري ينادي (مارك توين،) الذي أصبح اسم شهرة له، وكان يعني (خذ علامة ببلدة توين). النهر الذي كان ماؤه في بياض الثلج والآن تلون ماؤه بلون الطين، وعلى ضفتيه ترى أحيانا الحائط الغابي الأسود من الأشجار، والبيت الذي عاش فيه والشارع الذي أعيد كما كان أيام مارك توين. يقول، من يقوم بتقمص شخصيته: (طوال حياتي كنت أصوت جمهوريا، لو كان عمر مكين 52 بدلا من 72 لأعطيته صوتي، هذه هي نقطة الإمالة بالنسبة لي، سأصوت لبراكو، على الرغم من أنني أعلم أنه من الديموقراطيين الشيكاجونيين) (نسبة إلى مدينة شيكاجو).
ولاية أوهايو لها قصة قائمة بذاتها في تاريخ الانتخابات الأمريكية، هذه الولاية ذهبت لبوش في عامي 2000 و2004، ولا بد لأوباما أن يفوز بها هذه المرة، ولأهميتها بالنسبة له فقد صرف أضعاف ما صرفه مكين فيها. ويقوم المتطوعون بطرق المنازل وطلب التصويت للمرشحين، وكل منهما يود الفوز بهذه الولاية، علما أن 42 في المائة من الناخبين تم الاتصال بهم من قبل معسكر أوباما، بينما 29 في المائة فقط من الناخبين تم الاتصال بهم من معسكر مكين. يقول أحد المشرفين على الحملة الانتخابية في الولاية: (لو بذلنا جهودا أكبر في 2004 فلربما كان الرئيس غير الرئيس الحالي).
عندما عاد باراكو من زيارة جدته المريضة في ولاية هاواي، ذهب إلى الغرب الجبلي من أمريكا، إلى نيفادا يذكر الناخبين بأن منافسه الجمهوري ما هو إلا نسخة أخرى من الرئيس الحالي بنسبة 90 في المائة، وركز على سياسة ضريبية جديدة وعلى إجراءات اقتصادية مطورة وعلى رعاية صحية متفوقة وخطة تعليمية متميزة. أما مكين في ولايته أريزونا فيقول للناخبين: (إننا نفهمكم من خلال فهمنا للأرض والأنهار والجبال.
أما ما يتعلق بالصحف وتأييدها للمرشحين، (أريزونا رببليك،) كما هو متوقعا تؤيد مكين، أما (صحيفة شيكاغو) فتؤيد أوباما، لأول مرة في تاريخ هذه الصحيفة تؤيد مرشحا ديموقراطيا. وقد تحض ساره بيلن باحترام أكبر صحيفة في ولايتها (أخبار أنكرج اليومية) ولكنها لم تحصل على تأييدها، بل ذهب تأييد هذه الصحيفة لأوباما. تؤكد هذه الصحيفة أهمية جذب الانتباه لولاية ألاسكا بسبب ترشيح مساعدة المرشح الجمهوري، ولكن الصحيفة، التي توزع 76 ألف نسخة، تؤكد أهمية تحليل أوباما الواعي للأزمة المالية التي تعيشها الولايات المتحدة. واستطاع مكين أن ينتزع تأييد صحيفة (ريشمند تايمز) في فرجينيا، التي يصل توزيعها إلى 186 ألف نسخة.
على الرغم من استعمال التقنية الحديثة في مراكز التصويت الأمريكية إلا أن الناخب قد ينتظر دوره في طابور التصويت لمدة ساعتين ونصف الساعة. وليست كل المحافظات تستعمل الآلات الحديث للإدلاء بالأصوات، أو اللمس بالشاشة، بل لا تزال تستعمل تقنية أقدم: آلات المسح الضوئي لبطاقة الترشيح. التصويت بلمس الشاشة له مشكلات عدة، يرتبط بعضها بالمستخدم وبعضها بالآلة نفسها وما تتطلبه من ضرورة الإلمام باستخدام الحاسب، وهذا أمر غير مضمون بالنسبة لعدد كبير من الناخبين، يضاف إلى ما تتطلبه هذه الآلات من صيانة حاسوبية متقدمة تقوم بها شركات متخصصة، وهنا تقف أحيانا التقنية المتطورة عائقا أمام الاستفادة منها من قبل عامة الناس.