Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/10/2008 G Issue 13181
الخميس 02 ذو القعدة 1429   العدد  13181
بين الشرطة والهيئة!
د. فهد بن علي العليان

يسكن أحد الزملاء في أحد الأحياء الراقية في مدينة الرياض بالقرب من إحدى القاعات الكبيرة للأفراح والمناسبات، وفي بعض الأحيان -عند زيارته- تخرج الأصوات العالية والأهازيج والموسيقى من المكبرات دون اكتراث

.....بمشاعر المجاورين وحاجتهم للراحة في منازلهم.

وقد حدثني هذا الزميل إنه في إحدى ليالي أيام عيد الفطر المبارك لهذا العام 1429هـ، وعند عودته إلى منزله قرب منتصف الليل بعد عناء يوم كامل من اللقاءات والمعايدات وإذا بمستأجري هذه الاستراحة القريبة من منزله يمارسون أفراحهم بعيداً عن مراعاة ظروف المجاورين والساكنين؛ حيث يظهر صوت الموسيقى العالي والطبول بمكبرات الصوت دون اكتراث بمشاعر الساكنين، خاصة أن الوقت متأخر وبدأ أفراد كثير من الأسر أخذ طريقهم للنوم في نهاية ذلك اليوم المليء بالاحتفالات.

وقد أفادني صاحبي أنه بعد مشاورات مع نفسه قام بالاتصال بالدوريات والنجدة حيث إنها الجهة الأمنية التي يتبادر إلى ذهن كل مواطن أو مقيم الاتصال بها عند مواجهته لمشكلة ماء، ولكن -للأسف- أفادوه بأن التدخل في هذه الحالة ليس من اختصاصهم وأنه بإمكانه الاتصال بمناوب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي اعتذر بدوره وأفاد بأن هذا من اختصاص شرطة منطقة الرياض. وقد قام الزميل -فعلاً- بالاتصال بالشرطة، لكنه أفيد بمعاودة الاتصال بالدوريات أو الهيئة، وأخيراً -بعد انقضاء الليل بالاتصالات والمحاولات- اتصل بالدوريات وشرح معاناته وتوسل إليهم بحل المشكلة؛ حيث قام جهاز الدوريات بإرسال دورية أمنية ليس لحل المشكلة، بل لإفادته بأن مثل هذه التدخلات ليست من صلاحياتهم، وعندها قرر الانتظار لكن المؤذن لم يمهله حيث نادى لصلاة الفجر!.

وهنا يتبادر إلى الذهن عدة تساؤلات: لماذا توجد هذه القاعات أو الاستراحات داخل الأحياء السكنية أو قرب المنازل؟.. وهنا يأتي الحديث عن البلديات ودورها في السماح لوجود مثل هذه القاعات أو الاستراحات؛ حيث لا بد أن تقوم بمنع وجود مثل هذه القاعات داخل الأحياء السكنية، ومتابعة ذلك بشكل دقيق. وسؤال آخر يطرح نفسه وهو: ما الجهة الرسمية التي يمكن أن يلجأ الإنسان إليها عند وجود مشكلة تتعلق بالذوق العام؟.. إنه من المهم جداً معرفة المواطن والمقيم بالجهة الرسمية التي يمكن أن يلجأ الإنسان إليها لحل مثل هذه المشكلات، إذ قد تقع مثل هذه المشكلات في مدن أو محافظات أخرى.

كما أنه من المهم حل مثل هذه المشكلات في اللحظة نفسها وليس بعد انقضاء الإزعاج الذي يقع خلال الليل؛ حيث يحتاج الإنسان وأفراد أسرته للراحة والنوم، ثم ألا يمكن أن تتولى الجهات الرسمية عند تبليغها هاتفياً التدخل لإنهاء المشكلة ومن ثم معالجتها لعدم تكرارها مرة أخرى؟.. إن الكثير من المواطنين مرتبطون بأعمالهم ويصعب عليهم الذهاب للإمارة أو الشرطة لتقديم الشكوى حول مثل هذه الحالات. وتبقى القضية الأهم -من وجهة نظري- وعي أفراد المجتمع أن لهم الحرية في التعبير عن فرحهم بالأهازيج وغيرها، لكن يجب أن تتوقف هذه الحرية عند ملامسة حريات الآخرين.

وأخيراً، أتمنى -وغيري كذلك- وجود رقم موحد للشكاوى والبلاغات الأمنية والمرورية والإسعافية بحيث يستطيع الإنسان حفظها والتعامل معها بسهولة، ومن ثم تقوم هذه الجهة بإبلاغ الجهات المعنية. ومن ثم تحية شكر وتقدير لرجال الأمن وأفراد الهيئة الذي يبذلون جهوداً كبيرة في سبيل راحة المواطن.



alelayan@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد