Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/10/2008 G Issue 13167
الخميس 17 شوال 1429   العدد  13167
أضواء
الإرهاب المسكوت عنه
جاسر عبد العزيز الجاسر

كون كون العراق الذي حوله الغزو ثم الاحتلال الأمريكي إلى مصنع للإرهاب، حيث تحولت الساحة العراقية ليس فقط لإيواء واحتضان الإرهابيين بل مكاناً آمناً لوضع الأجندات والسيناريوهات المختلفة وعقد التحالفات حتى بين الجهات التي يظن المرء أن خلافاتهم العرقية وحتى المذهبية تمنع إقامة أي تقارب فيما بينهم إلا تبادل المصالح والنهج المكيافلي الذي أصبح سائداً في العراق والمستند إلى مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) هو الذي يسود علاقات الأطراف العاملة في العراق من أحزاب وجماعات طائفية وعرقية وحتى أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية.

هذا القول لا نطلقه اعتباطا بل هناك جملة أحداث ووقائع تسند هذا القول وتؤكده شهادات قادة وزعماء و(أمراء) الجماعات الإرهابية التي تنشط على الساحة العراقية، فبعد الكشف عن العلاقة الوثيقة بين رجال المخابرات الإيرانية وكبار ضباط فيلق القدس الذي يشرف ويوجه أعمال الجماعات والمنظمات الشيعية التي تنفذ عمليات القتل والتفجير في العراق.

نقول بعد الكشف عن علاقة مخابرات إيران وكبار ضباط فيلق القدس وشيوخ وأمراء القاعدة في العراق التي أفرزت تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية من قبل عناصر القاعدة؛ خدمة لمصالح إيران وبتعليمات مباشرة من قيادة فيلق القدس ومنها تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في مدينة سامراء بهدف تأجيج الفتنة الطائفية بين أهل السنة والشيعة، وإعطاء مبرر لإشراك المليشيات الشيعية في إجراءات الأمن والحراسة في مدينة سامراء السنية.

واكتشاف القوات الأمريكية معدات وأسلحة ومتفجرات من صنع إيراني لدى تشكيلات وعناصر القاعدة واعتراف بعض (أمراء القاعدة) بقيامهم بتنفيذ عدد من المهام والعمليات بالتنسيق مع المليشيات الطائفية بتوجيه وأوامر من قبل المخابرات الإيرانية.

بعد كل هذه المعلومات كشف شحادة جوهر الذي يكنى ب(أبوعمر) أمير التدريب السابق بتنظيم القاعدة في برنامج (صناعة الموت) الذي بثته قناة العربية في يوم الجمعة 7 من شهر ديسمبر - كانون الأول من عام 2007م، حيث أكد أبو عمر لمقدمة البرنامج (ريما صالحة) وحسب ما جاء بهذا اللقاء عن علاقة أمراء وشيوخ تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وتعاونهم مع قيادات الميلشيات (الكردية) والتجار الأكراد، من خلال شرائهم السيارات والشاحنات التي يتم الاستيلاء عليها من قبل تنظيم القاعدة وبشكل مباشر وتهريبها إلى المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة البيشمركة (الكردية) ومنها إلى جارة الشر والسوء، وهو نوع آخر من تمويل تنظيم القاعدة حول سهولة حصوله على الأموال وبطرق عديدة مبتكرة ومختلفة وهو النوع الخفي من الإرهاب المسكوت عنه إلى الآن بحق الشعب العراقي لمصالح هؤلاء التجار الحيوية وعلاقاتهم الواسعة والمتشعبة المريبة بالقيادات الرئيسية من البرزانيين والطالبانيين.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد