Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/10/2008 G Issue 13167
الخميس 17 شوال 1429   العدد  13167
للرسم.. معنى
الداعمون للفن التشكيلي
محمد المنيف

يحظى الفن التشكيلي بدعم خاص وجهود مضنية من المنتمين إليه وقوفاً مع ما يمكن القيام به من قبل المؤسسات الرسمية التي لا زالت تخطو خطواتها في هذا الجانب بشكل بطيء، إلا أن التشكيليين لم ينتظروا مثل هذا التحرك الذي لا يتوازى مع ما يمتلكونه من طاقات إبداعية لا تقبل التوقف والانتظار بقدر ما تبحث عن سبل الحضور والمنافسة والمساهمة نحو العالمية، وهي المرحلة الأهم في هذه الفترة التي أصبحت عليها الساحة التشكيلية من وجود لأعداد من الفنانين المعاصرين والمجددين في مجالهم حققوا بتحركهم المنافسة العالمية وأثبتوا أن لديهم القدرة على السير جنباً إلى جنب مع من سبقوهم، هذا الدعم الذاتي يقوم به نخبة قليلة جداً لكنها مؤثرة حينما تكون نظرتها أبعد من حدود الدائرة المحلية نحو أفق أوسع تجاه أعين العالم فأقاموا العلاقات مع أطراف أخرى من مختلف دول العالم جعلوا منها جسوراً لتحقيق الهدف الوطني الذي يتمثل في نقل هذا الفن إلى متاحف ومعارض العالم نتيجة ثقتهم بأنفسهم كفنانين وبمنجزهم وبما يرونه من إبداعات لا تقل بأي حال عن ما يرى في المتاحف الأخرى، إن في تجربة الفنان أحمد ماطر وتعاونه مع السيد ستيفن ستابلتو من المتحف البريطاني وإقامتهم المعرض الجماعي لسبعة عشر فناناً من المملكة كل في مجاله الفوتوغرافيون أو التشكيليون ما يمكن أن يعتبر مساهمة هامة يحتذى بها، وموقفاً مشرفاً من فنان يعي دوره الوطني في خدمة إبداعات أبناء وطنه وبمستوى عالٍ من التنظيم وتحديد الهدف.

إننا بالفعل في حاجة إلى الالتفاف حول الجمهور المحلي والعودة إليه من مواقع أكثر تحقيق للسمعة والشهرة وإثبات الذات بعد أن فشلت الكثير من التجارب المحلية من اجتذابه نتيجة ما يشعر به هذا الجمهور من مفهوم خاطئ عن هذا الفن بأنه وسيلة ترفيه ومجال لمن لا مجال له ولشعوره بالملل مما يشاهده من أعمال ومعارض لا يعي دورها ومكانتها العالمية، لهذا فالحضور العالمي للفن السعودي هو ما تتطلبه الساحة وتؤكد ما لهذا الفن وفنانيه من تقدير واحترام كبير يعادل ما يتردد على مسامعهم لا أن يبقى في دائرة التكرار.

لقد وفق الزميل أحمد ماطر في تجربته التي يعتزم تطويرها لتشمل أعداداً أخرى من الفنانين، كما وفق أيضا اختياره الأعمال التي بحق يشهد لأصحابها بالحداثة والمعاصرة مع التمسك بالهوية المحلية في كل من الإبداعين الفوتوغرافي والتشكيلي، كما تشكر وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشئون الثقافية على دعمها للفكرة لتصبح ضمن الدائرة الرسمية وتحت مظلتها بعيداً عن تخبط التجارب التي تغني خارج السرب والشكر موصول لكل شركة ساهمت في هذه الخطوة الجميلة بجمال هدفها، نكرر الإعجاب ونأمل في أن نرى تحركاً آخر على أيدي الفنانين وقوفاً مع الجهات الرسمية لدعم هذا الإبداع.

MONIF@HOT MAIL.COM



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد