Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/10/2008 G Issue 13167
الخميس 17 شوال 1429   العدد  13167

بكائية... بعد فوات الأوان

 

شعر - فهد بن علي العبودي - الدلم

ما كنت شاعراً بجرح فقدها آنذاك، ولكن بعد مرور عشرين سنة على غياب جدّتي الحبيبة .. نزف الجرحُ هذه القصيدة ..

عَقدان مرّا دون أن أنساكِ

يا مَن رحلتِ ولم تزل ذكراكِ

قد كنتُ طفلاً عندما فارقتِنا

ما كنتُ بالباكي ولا المُتباكي

ما كان للدَّمَعاتِ بوحٌ صامتٌ

تَرويه عيني عن فؤادي الشاكي

لم أشكُ من مُرَّ الفراق، ولم أذقْ

أحزانَه حتى نما إدراكي

هبّتْ رياحُ الذكريات فأوقدتْ

نارَ الأسى، وبها اصطلى مُضناكِ

وتحرّكتْ أشجانُ نفسي بعدما

ظلت طَوال الدهر دون حَراكِ

أقسى المواجعِ جُرحُ خَطْبٍ كلما

بَرئ استثار أساه خَطبٌ ناكي

كالجمر تُذكيه الرياحُ ولم يكن

قبل الرياح وخَفقها بالذاكي

يا جدَّتي، والوصل منكِ سَجيَّة

حتى ولو غُيِّبتِ تحت ثراكِ

ترتادني الذكرى وقد لاحت بها

إطلالة الطيفِ الحبيبِ الزاكي

فأجوبُ تلك الذكريات بخاطري

وأؤوبُ منها أشتهي لقياكِ

ويثوبُ لي رشدي؛ فأسلو قائلاً:

هيهاتَ في دنياي أن ألقاكِ

إني لأطمع باللقا في جنةٍ

فعسايَ من أصحابها وعساكِ


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد