Al Jazirah NewsPaper Monday  13/10/2008 G Issue 13164
الأثنين 14 شوال 1429   العدد  13164
الراحل ابن معمر (مجتمع) في رجل

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

طالعت ما نشر في صفحات الجزيرة وخاصة صفحة عزيزتي الجزيرة من مرثيات في الشيخ عبدالله بن إبراهيم ابن معمر -رحمه الله- وقد أسعدني هذا التجاوب من هذه الصحيفة التي عودتنا دائماً على التواصل والتواجد في كل الظروف، وقد أجاد الإخوة الأفاضل الذين كتبوا في هذا الموضوع، إلا أنني أريد أن أساهم بكتابتي عنه، فقد زاملته وعايشته سنوات طويلة وليس لي في هذا المجال إلا أن أقول الموت والحياة سنن من سنن الله على الأرض، فكل منا يعي تلك الحقيقة ولكن نقف دائماً عند الموت لنتذكر ماذا صنعت الحياة، قليلون هم الذين نتذكرهم وقليل هم من كانت الحياة صناعة لما بعد الموت تنساهم الأرض بأجسادهم ولكن تأثيرهم وأثرهم بالحياة باق ولو أخذ الموت منيتهم، بالأمس القريب فقدنا والداً غالياً على الجميع الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن معمر رجل أبكى بفقده الصغير قبل الكبير عرفه البعيد قبل المحيطين به، وجدت رجلاً وقوراً، ملامح الحكمة والرصانة والرشد في مجلسه هدوء الحكماء وبصيرة النبلاء، علم استفدت منه كثيراً، لا تفارقه في كل وقت من أيامه إذاعة القرآن الكريم وهو في مزرعته العامرة بسدوس مجلسه دائماً معطر بذكر الله من قرآن وأحاديث نبوية وسيرة عطرة، استفدت من مجالسته رحمه الله حكم ندخرها لمسارات الحياة، رحمه الله رحمة واسعة، مجالسه وعلى موائده ترى الصغير والكبير وبمعنى أدق مجتمع في رجل يحرص كل الحرص على جيرانه وأبناء بلدته حريص على الاجتماع والتواصل وتوثيقها بين أبنائه وأبناء بلدته، يحرص على الطفل الصغير يلاعبه ويداعبه ملك قلوب الأطفال قبل الكبار استوقفني منظر في أحد الأيام عندما خرج طلاب مدرسة وتوجهوا مباشرة لمنزله رحمه الله وحضروا معه وجبة الغداء، وعندما سألت وجدت ذلك يتكرر شبه يومي رحمه الله رحمة واسعة. أذكر من مواقفه التي يعجز الإنسان على ذكرها سخر جهده ووقته لقضاء حوائج الناس الذين هم بأمس الحاجة للمساعدة والمعاونة لم يتأخر أبداً بماله ووجاهته كان رحمه الله قامة شامخة في عصره وزمانه، رحمك الله يا أبا سعد وأنزلك منزل الخلد في عليين.. عزاءنا في أبنائك البررة سعد وأشقائه على إكمال مشوارك في الحياة الزاخرة بالإيمان والعطاء والبذل.

محسن بن ضيف الله المطرفي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد