Al Jazirah NewsPaper Friday  19/09/2008 G Issue 13140
الجمعة 19 رمضان 1429   العدد  13140

شعارات في غير مواضعها!!
علي بطيح العمري

 

قال الشاعر:

ألقاب مملكة في غير موضعها

كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد

قيل هذا البيت في شأن ملوك الأندلس حينما اتخذوا ألقاباً فيها نوع من التعظيم ومع ذلك لا تدل على أصحابها بمعنى أن الأندلس غارقة في شهواتها في ذلك الحين ودب الخلاف بين طوائفها وتكالب عليها الأعداء ولا هم لملوكها إلا بالألقاب التي صارت شعارات جوفاء لا دلالة لها.

حكاية أن اللقب أو الشعار الذي يحب بعضنا أن يتغنى به لا يدل على صاحبه تعال طبقها في مجتمعنا على المستوى الإداري والمالي والاجتماعي.. إلخ.. واحكم بنفسك هل تدل الشعارات والعناوين التي تطلقها مؤسساتنا على أعمالها وخدماتها المقدمة أم أنها مجرد شعارات لا محل لها من الإعراب؟

وإليكم طائفة من الشعارات واحكموا عليها:

* حقق أحلامك.. هذا شعار تكاد تتفق عليه جل البنوك، لكن للأسف أن أحلامها تحققت في (سلب) الناس وإغراقهم في الديون التي تثقل الكاهل من قمم الرأس إلى أخمص الأقدام، فهل تحققت أحلام المواطن المكلوم أم أن أرصدة البنوك هي التي تضخمت.

* في جل مؤسساتنا الإدارية خاصة التي على ارتباط وثيق بالمواطن تطلق عبارات نحو (الباب مفتوح للجميع).. لكن هل تستمع لشكاوى الناس ومن ثم تعمد إلى حلها؟ هل سمعت وزارة التجارة (أنين) المواطنين من ارتفاع الأسعار، هل فعلاً عملت مؤسساتنا على (حماية المستهلك)، هل فتحت وزارة التربية صدرها لسماع شكاوى (المدرسين) من تمرد الطلاب، هل راعت ظروف المدرسات وكيف يتعرضن إلى الحوادث؟ هل فتحت وزارة العمل أبوابها لحل البطالة المنتشرة بين الشباب؟.

بعد ذلك ألا يحق لكل واحد أن يتساءل عن هذه الأبواب المفتوحة لمن، أهي لمن يمدح ويجامل، أم مفتوحة لغير الاقتراحات والشكاوى؟.

* (ضيفنا مع أهلنا أحلى).. أنا شخصياً من هواة السياحة المحلية، ولكن حينما تكون الأسعار خيالية ومبالغ فيها فالأمر يحتاج إلى نظر فأصحاب الشقق لا يرقبون في مستأجر إلاً ولا ذمة، فلك أن تتصور أن العام الماضي صيفت في أبها واستأجرت بـ120 ريالاً، في ذات الشقة هذه السنة صارت الغرفة بـ220 ريالاً بعد التخفيض!!.. ويا قلب لا تحزن!!.

* العمل بروح الفريق الواحد.. جميل أن نعمل بروح جماعية لكن لا يكون ذلك العمل على حساب مصادرة الفكرة الفردية والابتكار الفردي وإلا لكان (لا.. للعمل الجماعي).

* (انتظارك محل اهتمامنا).. سوف يظل المتصل على بعض الجهات التي توهم المتصل بالحفاوة ينتظر الاهتمام والإجابة وعليك الانتظار حتى يتسلل إلى أعماقك تخلي الموظف عن مساعدتك أو تركك تنتظر حتى تمل وتنسى الموضوع.

* (الرأي والرأي الآخر).. هذا شعار معظم وسائلنا الإعلامية لكن الحقيقة المؤسفة أن الرأي الآخر لا وجود له واسألوا رؤساء التحرير كم مقالة تنشر بلا حذف أو شطب وكم مقالة يكون مصيرها سلة المهملات وهذا باعتراف أحد مديري التحرير في صحيفة مشهورة.

Ali.A.Batyah@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد