Al Jazirah NewsPaper Friday  19/09/2008 G Issue 13140
الجمعة 19 رمضان 1429   العدد  13140
سعودية تكشف غموض الخلل المساري في الأورام السرطانية

لندن - طلال الحربي:

أظهرت الباحثة السعودية أمل بنت طلعت بن محمود صالح قطان في حديثها في مؤتمر العالمي كيف أن التقدير الكمي في الدراسة الجزيئية للبروتينات Quantitative Proteomics قد تقدم في مساعدة مرضى سرطان الثدي، وأشارت الباحثة في حديثها أن البروتينات الخلوية عادة ما تنقسم داخل الخلايا الحية وفقا لدورها الوظيفي وأن الفهم الشامل للمسارات الحيوية لهذه البروتينات ونظائرها مع التقدير الكمي الدقيق على المستوى الخلوي Subcellular Proteome أمر ضروري في تحليل الخلية السرطانية، مما يوفر رؤية حقيقية للاختلال الوظيفي الحادث داخل الخلية السرطانية.

وأكدت الدكتورة أمل قطان أن في المواضيع الرئيسية التي تركز عليها البحث العلمي والطبي في هذا المجال دائما هو تحديد الأهداف العلاجية الجديدة ويعتبر علم البروتينات الجزيئي Proteomics واحدا من أهم التطورات الطبية في هذا السياق. وهو يهدف إلى استكمال ثروة المعلومات المكتسبة من الدراسات الجينية ويركز على تحليل الألغاز المعقدة في سرطان الثدي وهو المجال الجديد الذي يُمْكِنُ أَنْ يَستكشفَ عدمَ التجانس في سرطان الثدي.

تعمل الباحثة السعودية أمل بنت طلعت بن محمود صالح قطان في مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، وتقوم بأعمال مشروعها البحثي في كلية الطب مركز الطب الجزيئي وحدة البروتينات الجزيئية في جامعة لندن تحت اشراف احدى الرواد في مجال دراسة البروتينات الجزيئية في العالم الأستاذة الدكتورة جاسمينكا جودفاك زيمرمان، وقد حصلت على منحة دراسية من مؤسسة الملك فيصل.

ومن أجل هذه الدراسة قامت الباحثة بالجمع بين الاختبارات البيوكيميائية التأكيدية في الكشف عن الخلل المساري في التقسيم الوظيفي للنظائر البروتينية في سرطان الثدي مع استخدام مقياس طيف الكتلة الكمي لتقدير نسبة النظائر للعينات البيولوجية، بالاعتماد على العلامات المعروفة والمستخدمة عند اجراء مثل هذه الدراسات البحثية الدقيقة، وقد دلت بياناتها أن هذه المنهجية البحثية يمكن ان تستخدم بنجاح بصورة متتالية لتحليل كل جزء من العينة المرضية تحت الدراسة من أجل الحفاظ على كامل Proteome.

وأضافت أن استخدام الأجهزه الحديثة في بحثها هي التي تعين هذه الجزيئات الدقيقة بطريقة مميزة لكل جزيء من العينة البيولوجية، مثل جهاز مطياف الكتلة المزدوج MS/MS LTQ? Orbitrap ، بوصفه أداة قوية برزت في البحث الكمي حيث امكانية الاستدلال على هوية الجزيئات المجهولة، وأشارت أن استخدام هذه الاستراتيجيات في الدراسة ساعدت في التفصيل الكامل للعينة البيولوجية بصورة تصل إلى عمق يعادل تقنية Microarray. ان أوجه الاستدلال الأساسية على النطاق الكمي Quantitation تتم باستخدام عدة برامج للحاسب الآلي يمكن من خلالها التعرف على الخلل المساري للبروتين الهدف وفقا لجداول قياسية.

وأضافت أن من بين الأساليب الأخرى المستخدمة في هذا البحث التحديد وبدقة لنسبة وكمية البيبتيد (المكون البروتيني) باستخدام نظائر الأحماض الأمينية المشعة iTRAQ الجزيرة SILAC وقد لاقت هذه التقنية اهتماما كبيرا في مجال البحث الطبي لتحديد مكونات البروتينات المعقدة المجهولة في عينة المريض، حيث المقارنة بين الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية الطلائية من الثدي، باستخدام العلامات المميزة كاداة أساسية في دراسة الخلل المسئول عن نشوء الخلايا السرطانية.

وأضافت الباحثة أن هذه الدراسة استخدمت قاعدة بيانات كبيرة وقائمة شاملة وبرامج للبحث والتعرف على البروتين المجهول، حيث التوصل إلى فهم أفضل الآليات التي تحث السرطان على الظهور، وذلك عن طريق رصد التغيرات أثناء انتقال البروتينات واشاراتها المشاركة داخل الخلية. وأن الهدف النهائي من هذه الدراسة ليس فقط تفسير الخلل الحادث، ولكن ايضا هذا العمل سيكون بمثابة نموذج لدراسة التغيرات الكمية بحثا عن جزيئات بروتينية جديدة ومستهدفة للعلاج.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد