Al Jazirah NewsPaper Friday  19/09/2008 G Issue 13140
الجمعة 19 رمضان 1429   العدد  13140
حولها ندندن
ابن الوطن
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

أتمنى ويتمنى كل مواطن مخلص أن ندخل صيدلية فنجد أن الذي يديرها أو يشرف عليها صيدلياً سعودياً، لأن الأمر فعلاً مثير للعجب، ملفت للنظر، فما هو السبب يا ترى؟ حيث استولى الصيدلي الأجنبي على جميع صيدلياتنا في جميع مدننا ومناطقنا، فمن هو المسؤول بالتحديد؟ وهل الأمر بسبب شح القبول في كليات الصيدلة في جميع جامعاتنا؟ حيث يتقدم حوالي الألفين فلا يقبل إلا مائتين بالتحديد ثم يتقلصون إلى نصف هذا العدد حين تخرجهم؟ أم أن السبب كالعادة هو عدم تعاون القطاع الخاص حيث يفضلون الأجنبي على السعودي لأنه الأوفر مادياً حسب ظنهم الواهم؟!.

إني وكل صاحب إحساس نشعر بالألم حينما نرى أنه حتى مساعد الصيدلي أو المحاسب من العمال الأجانب الذين لا يفقهون شيئاً، ومع ذلك مع التعود والتدريب يصبح هو الذي يصرف الوصفة أو على الأقل يعطي المطلوب من الاحتياجات التجميلية التي أصبحت تزخر بها الصيدليات إلى حد أن ربحها أصبح يساوي 400% والمستفيدون هم الأجانب، بينما الشباب السعودي يرزح تحت نير الحرمان من الحصول على وظائف تسد فاقتهم، وتعينهم على واقع حياتهم.

كما أن ابن الوطن هو الأكثر إخلاصاً لوطنه ومواطنيه الذين هم أهله وأقاربه وناسه، وكذلك يريد أن يثبت ذاته في بلده ومجتمعه، كما أنه يخشى من مسؤولية الخطأ الذي سيلاحقه طيلة حياته، بينما غيره قد نجد لديه بعض اللامبالاة التي تدفعه لبعض التصرفات غير المسؤولة مثل صرف دواء مهم دون وصفة طبية، أو صرف أدوية طويلة المدى مع أنها توشك أن تنتهي صلاحيتها، أو زيادة أسعار الأدوية عما هو موجود في الصيدليات الأخرى.

لاسيما أنني أتلقى عبر بريد هذه الزاوية العديد من الرسائل من بعض أبنائنا الشباب الذين يتوسمون فيها أن تكون همزة وصل بينهم وبين المسؤولين لحل مشكلاتهم، أو لتحقيق جزء من آمالهم العامة أو أحلامهم الخاصة، والزاوية تحاول قدر إمكانها التماس كلمة الحق والصدق والعدل والتنوع لإيجاد الحلول بعد تسليط الضوء على المشكلة دون مواربة، لذا فإنه يسعدني أن أقرأ مقترحات القراء لطرحها ثم سماع رأي المسؤولين حولها.

ولو يعلم المسؤول الذي يتفاعل مع الصحافة مقدار إعزاز القراء له وإعجاب الكتاب بأريحيته وتفهمه للنقد وأنه للارتقاء بالعمل وليس موجهاً للأشخاص، لما بخل أي مسؤول بتجاوبه السريع، حيث إنه من المعلوم أن الصحافة هي السلطة الخامسة التي تعطى في جميع الأمم المتقدمة صلاحيات واسعة رسمياً وشعبياً، ونحن نعلم أن صوتها مسموع في كل مكان، لكن هناك من المسؤولين من يكون تجاوبه بأسلوب غير مباشر، المهم أن يتم الإصلاح والعدل.

وأكثر أنواع المعاناة التي تصلني هي من فئات الشباب الذين يصدمون أيما صدمة في العقبات التي تقف حائلة بين مواصلة تعليمهم، أو الحصول على فرصة عمل تحقق لهم ولو عيشاً مستوراً في الحياة، أو حينما يحرموا من فرص الارتقاء في أعمالهم التي يخلصون فيها فيرون أن بعض الوزارات ومسؤوليها لا يشعرون بمآسيهم التي طالت!.

فليس أمامي إلا أن أقول: كم يتمنى أبناء الوطن من كل مسؤول كبير أو صغير في جميع مؤسسات الدولة ووزاراتها أن يستشعر كل واحد منهم أن ذلك الشاب ابن له فهل يرضى له الغبن أو الضياع؟! لاسيما أن هذا الضياع سينعكس على المجتمع ويطال جميع أبنائه بما فيهم أبناء هذا المسؤول!.



g.al.alshaikh12@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد