Al Jazirah NewsPaper Friday  19/09/2008 G Issue 13140
الجمعة 19 رمضان 1429   العدد  13140
نبض المداد
غِراس
أحمد بن محمد الجردان

مجتمع العطاء فيه غراس متعددة وثمار يانعة وصور رائعة ومنه تنطلق بشائر ذائعة الصيت تحمل الخير تلو الخير لهذا المجتمع الطيب المبارك!! والحديث عن العطاء والبذل والمساهمة الاجتماعية خصوصاً حديث ذو شجون ومما أجدني أقف أمامه باحترام كبير وهو ما سأتحدث عنه في هذا الأسبوع ألا وهو العطاء في المجال النسوي بشريحتيه؛ شريحة النساء وشريحة الفتيات، فهو عطاء يكتسب أهمية قصوى من منطلق مكانة النساء ودورهن كأمهات ومربيات لأجيالنا وكذلك من منطلق أن فتاة اليوم هي أم المستقبل وحاضنة أجياله.

وهذه المراكز -ولله الحمد- هي مراكز رائدة ورائعة وهي منهل خير لا ينضب ففي كل مكان من بلادنا تجد صورة من تلك الرعاية والعناية ومن تلك المراكز التي اعتنت خلال هذه الإجازة الصيفية بالنساء والفتيات مركز غراس النسائي بجلاجل ذلكم المركز الذي أقيم تحت إشراف مباشر من إدارة التربية والتعليم بمحافظة المجمعة وبرعاية ودعم من لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بجلاجل وحين أتحدث عن هذا المركز فإن حديثي يأتي من منطلق قربي المباشر منه واطلاعي على نشاطاته من خلال ما لمسته في قريباتي ونساء وبنات مجتمعي في جلاجل، حيث نلنا -ولله الحمد- علماً وأدباً وترفيهاً وفوائد كبيرة وكثيرة من خلال دورات في تعلم القرآن الكريم حيث كون المركز حلقة للأمهات وحلقة للمرحلة الجامعية والثانوية وأخرى للمتوسطة ورابعة للمرحلة الابتدائية، إضافة إلى دورات في مهارات الاتصال الفعال وفي فن التعامل مع المشكلات الأسرية ودورة أخرى في فن الإلقاء ودورة تعرف المشاركة بها كيف تكون مؤثرة، ومما حفل به ذلك المركز دورات في المكياج والرسم والأعمال اليدوية ومما ميز مركز غراس أن فعالياته ومناشطه قد تضمنت ألعاباً رائعة ومسلية ومفيدة وهي نوع من الرياضات المناسبة للفتيات مع خصوصية لهن مكنتهن من اكتساب مهارات لياقية وجسدية وفكرية وصحية ونفسية لا يمكن حصرها أدت في مجملها إلى خلق روح جديدة وآفاق واسعة ومساحات شاسعة لدى الفتيات وجسدت أيضاً صورة جديدة لمعنى متألق هو رعاية النساء والفتيات في حضن تربوي منضبط بالضوابط الشرعية والأنظمة المرعية تحت مظلة رسمية. هذا ما كنت أنادي به قبل سنوات في عدد من مقالاتي وكنت حينها يا ليتني أجد من البعض الرفض المتفهم بل أجد منهم الرفض المتشنج والملغي للرأي الآخر كلياً!! وحين أتحدث هنا عن مركز غراس النسائي بجلاجل فأنا أبرهن لكل من يرفض لدينا في المملكة فكرة استغلال أوقات النساء والفتيات خصوصاً في الإجازة الصيفية من خلال هذه المراكز بحجة درء المفاسد ونحو ذلك لأن رفضه ليس في محله بل هو على خطأ تام في ذلك الرفض والصواب من خلال تجربة مركز غراس النسائي بجلاجل التي استعرضت شيئاً منها آنفاً هو أن خروج المرأة والفتاة خلال الإجازة الصيفية إلى محضن موثوق تحت إشراف مباشر من جهة رسمية هو الاستغلال الأمثل للوقت والتفعيل الصحيح للطاقات وهو الغرس الصالح للشجرة المورقة ذات الثمار اليانعة، وهو بحق درء لمفاسد كثيرة وكبيرة لا تخفى على ذي لب خصوصاً أننا في زمن لا يمكن أن تحجر فيه على أي إنسان بمجرد أن تمنعه من الخروج من البيت فأنت وإن كنت قابعاً في أقصى بيتك يمكنك التواصل مع العالم كله بخيره وشره دون رقيب بشري، وذلك بضغطة زر كمبيوترك الشخصي أو بريموت تلفازك الفضائي فخير للمرأة أن تستغل وقتها في محضن تربوي مكشوف وبإشراف رسمي من أن تمضي وقتها في فراغ يقتل مواهبها ويهبط من همتها ويفسد حالها وأحوالها. أجزم أن مركز غراس النسائي بجلاجل ليس الوحيد في مملكتنا حرسها الله، لكنني أوردت الحديث عنه بحكم قربي منه ومعايشتي لنجاحه، لذا أشكر كل من عمل على نجاحه وأخص إدارة التربية والتعليم بمحافظة المجمعة ولجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بجلاجل والأخوات العاملات الباذلات المضحيات بأوقاتهن وجهدهن حتى جنينا جميعاً هذا النجاح وهذا التألق، ومن تألق إلى تألق آخر.



amaljardan@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد