Al Jazirah NewsPaper Friday  19/09/2008 G Issue 13140
الجمعة 19 رمضان 1429   العدد  13140
(وكلوا واشربوا ولا تسرفوا)
شاكر بن أحمد إمام *

تأمل أخي الصائم وأختي الصائمة إلى هذه الآية العظيمة ونحن في شهر رمضان شهر الصوم {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} قال القرطبي (قال بن عباس أحل الله في هذه الآية الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة، فأما ما تدعو الحاجة إليه وهو ما سد الجوعة وسكن الظمأ فمندوب إليه عقلا وشرعا لما فيه من حفظ النفس وحراسة الحواس ولذلك ورد الشرع بالنهي عن الوصال لأنه يضعف الجسد ويميت النفس ويضعف عن العبادة وذلك يمنع منه الشرع ويدفعه العقل، وليس لمن منع نفسه قدر الحاجة حظ من بر ولا نصيب من زهد لأن ما حرمها من فعل الطاعة بالعجز والضعف أكثر ثوابا وأعظم أجرا. وقد اختلف في الزائد على قدر الحاجة على قولين: فقيل حرام وقيل مكروه. قال بن العربي وهو الصحيح فإن قدر الشبع يختلف باختلاف البلدان والأزمان) وجاء في الحديث في البخاري معلقاً (كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلةٍ) قال ابن تيمية (وكذلك الإسراف في الأكل مذموم وهو مجاوزة الحد) بل إن نبينا صلى الله عليه وسلم قال لنا في حديث عظيم في الأكل (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن حسبُك يا ابن آدم لقيمات يُقمن صُلبك فإن كان لابد فثلث طعام وثلث شراب وثلث نفس) وهو في صحيح ابن حبان وسنن ابن ماجه وغيره وحسنه ابن حجر وصححه الألباني، فالحديث يظهر لنا المقياس الحقيقي وهو أن الإنسان لا يكثر من الاكل والشرب لكن إن كان سيصل إلى أقصى أمر فإن الأقصى هو الثلث للأكل والثلث للشرب، والثلث للنفس فهل نحن نطبق هذا الهدي النبوي العظيم واليسير وهو النافع للإنسان في الدنيا والآخرة خاص في رمضان وهو شهر الصوم فإذا كان الإنسان قد اعتاد أن يأكل ثلاث وجبات يومياً فإنه في رمضان يأكل وجبتين يعني أنه في رمضان أقل من غيره من شهور السنة فهل هذا هو الواقع نرجو ذلك.

*تبوك



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد