Al Jazirah NewsPaper Friday  05/09/2008 G Issue 13126
الجمعة 05 رمضان 1429   العدد  13126
العش الوردي
أزواج لا يعاكسون؟؟

ذات يوم قفزت أم مساعد إلى جوال زوجها بعد أن لاحظت اتصالات غريبة، فساعة دقة واحدة ثم يتوقف الصوت، وساعة ثلاث دقات ثم ينقطع الصوت، فبدأت الريبة تغزو ذهنها فأصرت أن تعرف من يقوم بهذه الحركات المزعجة، وعندما عاد نفس الرقم يظهر على شاشة الجوال ضغطت على اللون الأخضر ومررت المكالمة بسرعة وقالت (ألو ألو... فسمعت صوتاً من الطرف الآخر لم تتمنَّ أن تسمعه، لقد أذهلها أن يكون صاحب تلك الحركة امرأة أو فتاة ردت عليها دون تردد أو حياء: لا أريدك أنتِ أريد صاحب الجوال.... أم مساعد استشاطت غضباً ما هذه الجرأة من امرأة لا أعرفها؟! وتطلب زوجي..!! وكيف عرفت أن صاحب الجوال رجل..؟! مؤكدا أنها لم تكن المحاولة الأولى..؟! وهكذا دب الشك في قلبها ونسج الشيطان لها ألف قصة وقصة في مخيلتها... لكن أم مساعد رغم ألمها والمرارة التي تشعر بها قررت الصمت ولم تخبر زوجها بشيء... قد تظن أنها امرأة حكيمة إذ أرادت أن لا تضايق زوجها بأفكار قد تكون ظنون لا صحة لها.. لكن الأمر لم يكن كذلك وليس هذا مبررها والشيطان الحريص أبى ألا يكون الزوجان على وئام وحب وانسجام... دمر تفكيرها نهاراً وليلاً زوجها يتقلب في نوم هانئ وهي مستيقظة تمر عليها اللحظة كساعة لا تهنأ بنوم ولا بعمل ولا بأكل ولا شرب، ومع الأيام ازداد قلقها فأخذت تشك في تصرفاته من حيث لا يشعر، وكل الأمور التي كانت في حياتها طبيعية أصبحت تشك فيها، وأن هناك ما يخفيه عنها (أبو مساعد) حتى تمكن هذا القلق منها وسيطر عليها وبدأت تنظر لزوجها نظرات تتهمه فيها بالخيانة، بل كادت أن تحمل حقائبها تاركة أطفالها الصغار هرباً من نار الشك التي سيطرت عليها من بعد تلك المكالمات المشبوهة التي قلبت حياتها إلى جحيم نعم حياتها وحدها.

فالرجل كان بريء حصن ذا علاقات واضحة، لا يعرف طريق مكالمات الظلام، بل ويمقتها ويشعر أن لا يفعل ذلك سوى رجال خونة غير محترمين، ولم تكن له أي صلة بتلك الفتاة صاحبة تلك المكالمات البتة... والذي كشف لها عن ذلك أن تلك الفتاة عاودت الاتصال بنفس تلك الأساليب على الرجل محاولة الإيقاع به فنهرها وأغلق الخط فوراً، ثم أخذ يحدث زوجته عن تعرضه لإزعاج من فتاة فارغة استغرب من أين حصلت على رقمه وأنه ينوي تغيير رقم جواله.. حينها أطلقت أم مساعد نفس عميقاً وبدأت تشعر بالارتياح يتسلل إلى جسدها عضواً عضواَ... وهي تسمع عبارات زوجها المستاء..

بعد ذلك أدركت أم مساعد أن الصراحة بين الزوجين نعمة عظيمة ومفتاح من مفاتيح السعادة الزوجية وأن تأخرَ زوجها أو تأخرها هي في مناقشة الأمر سوياً كاد أن يسبب كارثة.

هذه قصة من ألف لمحاولات بائسة من بعض الأطراف إما عن طريق الاتصالات العشوائية أو الرسائل التي تبعث بشكل عشوائي محملة بعبارات استدراج وطلب للتجاوب حتى يتم التغلغل إلى حياة أسرة والسطو على مشاعر أحد أفرادها وسلبه نعمة الاستقرار والحياة الكريمة إلى نقمة المعصية وظلامها ومن ثم العيش في وهم... فماذا تختار أيها الرجل؟!

وماذا تختارين أيتها المعاكسة بل ماذا تجنين من وراء تلك الأفعال سوى دعوات ترسل عليك حيث أنتِ لتلقى باباً مفتوحاً عند رب لا يظلم ولا يجور فتحرمين كل خير وكل سعادة وتجدين مع الأيام الأبواب تقفل في وجهك باباً تلو باب.... كيف لا وقد جعلتِ الله أهون الناظرين إليك ودمرتِ أو حاولتِ تدمير أسرة.

هياء الدكان


haya.d.2007@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد