Al Jazirah NewsPaper Friday  05/09/2008 G Issue 13126
الجمعة 05 رمضان 1429   العدد  13126

تأملات
أي صمت تحمله؟

 

يقول أبو العتاهية:

وللصمت خير من كلام بمأثم

فكن صامتا تسلم وإن قلت فاعدل

إن لمواقف الصمت روعة وسموا يعادل حديثا جليلا نافعا إلا أنه يتعين علينا أن نعي أي صمت نحمله فما نحمله من صمت يشكل شخصياتنا ويحدد وجهتنا فمصيرنا في هذه الحياة وما بعدها في الممات.

فأي صمت تحمله؟؟

أصمت جوهري عن سوء الكلام وكثرة القيل والقال وتفسير للأمور بظنون يغلب أن تسيئها، والإحجام عن المشاركة في أحاديث الشماتة والجدال وعن مقابلة الإساءة بالإساءة ولو أرادها من نحن معهم جماعة، وهو هنا يحلق عاليا فنرفع رؤوسنا لننعم بمرآه لأنه يبدوا لنا جليا شامخا لشموله الجوارح كلها بعفة وتوشح بالأخلاق الحميدة بلا تعذر بالظروف وأفعال الشخوص.

أم صمت جهلي على الظلم القاسي والجبروت الطاغي والاعتداء الباغي ورؤية المنكر بلا نكران ظاهر أو دفين وسلب الحقوق أكانت لك أم لغيرك باستغلال من لدن ضحوك ازداد جهلا وغيا لأنه قوبل بصمت تجاه فعل لا يرتقي بأي حال من الأحوال لتكريم الله لبني الإنسان، إنه صمت ينحدر سحيقا ويميت أرواحا حية ويزداد مقتا إن شمل الجوارح فصمت عن عمل يرضي ربا أو تفكير بتروي العقل أو مطالبة بحقوق واستبدالها بتنازلات أقرب ما تكون انتحارية فهي لا تؤدي إلا إلى الجمود والضعف اليأس الممقوت!

فهون عليك فبإمكانك ومن حقك أيها الإنسان أن تدرك صمتك وتقيم فيك ميزان عدل بالصمت الجوهري بعيدا تماما عن الصمت الجهلي لتنعم في حياتك براحة تظللك بسعادة ممتعة دائمة.

هدى ناصر الفريح


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد