Al Jazirah NewsPaper Friday  15/08/2008 G Issue 13105
الجمعة 14 شعبان 1429   العدد  13105
(..وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)
عبدالله بن سليمان الخضيري(*)

قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (133- 134) سورة آل عمران.

العفو هو الصفح والمغفرة والتجاوز عن الإساءة في غير كراهية للمسيء أو حقد عليه أو إصرار على الانتقام فيما بعد، مع القدرة على العقوبة أو الثأر. فليس من العفو التسامح الموقوت الذي يحتقن صاحبه السيئة في نفسه لينتقم في وقت آخر.

وليس من العفو أيضاً المغفرة المدخولة التي تخفي وراءها بغضه للمسيء. وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قريب الصفح، كثير العفو، وكان عفوه عن مقدرة وعن سماحة نفس وطيب قلب ونقاء سريرة، وقد قالت عائشة رضي الله عنها: (ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منتصراً من مظلمة ظلمها قط، ما لم تنتهك محارم الله، فإذا انتهك شيء من محارم الله كان أشدهم في ذلك غضباً). والعفو فضيلة عظيمة وخلق كريم يجب أن يتحلى به كل مسلم كما تحلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً، دون أن يضر ذلك بالدين أو يخالف الشريعة أو يتهاون في حق من حقوق الله عز وجل.

*الرياض



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد