سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك - وفقه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت في الجزيرة بعددها (13081) تاريخ 19-7-1429ه مقالاً للأخ إبراهيم بن راشد الهذيلي بعنوان لا لوظيفتين ل(إمام المسجد)، وبقراءتي لما كتب الأخ ولما كتب من قبل حول هذا الموضوع، وعلى رأسهم معالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية.. أحب أن أطرح ما أرى حول هذا الموضوع.
لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - هو إمام المسلمين وهو القائد الأعلى، وهو المستشار الأول، وهو .... وهو، بل وهو كل شيء للصحابة - رضي الله عنهم -، ودرج على ذلك الخلفاء الراشدون من بعده، ومع هذه الأعمال كلها فهم أئمة المساجد وخطباؤها، وحيث إنهم كانوا لا يتقاضون على إمامتهم للمسجد مالا إنما هو الاحتساب ليس إلا، فاني أجزم أن المسلمين اليوم وأئمة المساجد سيسيرون على نهج نبيهم والخلفاء من بعده وأئمة الهدى ولو لم يعطوا مالاً مقابل ذلك فإن هذا دين قبل كل شيء، وإقامة لشعيرة من شعائر الله، صحيح ان البعض يستعين بهذا المال على قضاء بعض مصالحه، بل إن البعض هي مصدر أساسي لقوته وما كان من دولتنا - وفقها الله - من صرف مكافآت للأئمة والمؤذنين إلا من باب الحرص على الإتقان، والالتزام التام، مع ما فيه من نفع للناس فخيرها نال البعيد، وهو لدى القريب أكثر وأكثر.
إذا تقرر ما سبق فاني أرى ما يلي: والكلام عن خطباء الجوامع فقط كخطوة أولى.
أؤيد كل من يرى تفرغ الخطباء بحيث يكون الإمام هو الخطيب، ولا يكون في الجامع الواحد إمام وخطيب كما هو الشأن في كثير من الجوامع.
بعد تفرغ الخطيب تناط به وتطلب منه الأعمال التالية:
1 - يكون هو عمدة الحي، تسهيلاً لقضاء حوائج أهل حيه، فإن الملاحظ على بعض عمد الأحياء صعوبة الوصول إليهم، وصعوبة الإفادة منهم، إما لأنهم غير موجودين في الحي نفسه فسكنهم في حي آخر وإما لكثرة مشاغلهم، ويترتب على ذلك عدم معرفتهم لأهل الحي، وخصوصاً المستأجر منهم، فأكثرهم يمتنع من التوقيع للمستأجر إذا احتاج إلى ذلك بحجة أنه لا يعرفه، وقد وقع من ذلك شيء كثير.
2 - يطلب من الخطيب السكن قرب المسجد ويكون ذلك شرطا من شروط تعيينه.
3 - يكون الخطيب عضوا في الجمعيات الخيرية للاعتماد عليه في معرفة المحتاجين حال توزيع الصدقات والزكوات.
4 - يكون من المسؤولين أمنياً في الحي فهو حلقة وصل بين أهل حيه والجهات المسؤولة، واضرب لذلك أمثلة: ما حصل وما يحصل من بعض الشباب الذين غرر بهم فانخرطوا في التكفير والتفجير، لاشك أنهم غابوا عن المساجد ويذهبون إلى أماكن تجمعاتهم، وقد فقدوا من أحيائهم ولم يعلم أهل حيهم ولا امام المسجد بحالهم إلا بعد ما تبين من أخبارهم من ذهابهم إلى بلاد أخرى بحجة الجهاد وغيره.
فالشخص الذي لا يشهد الصلاة في المسجد على الإمام أن يعرف ما هو السبب فإن وجد سبباً مشروعاً، كالمرض، أو العمل، أو السفر، ونحوه فذاك... وإلا فعلى الإمام أخبار الجهات المسؤولة عن غيابه من باب الحيلولة دون وقوع الكوارث والمصائب التي تجر على الفرد والمجتمع ما لا تحمد عقباه.
5 - يقوم الخطيب بتفقد الحي والسعي لتوفير احتياجاته الخاصة والعامة.
6 - يكون الخطيب هو عاقد الأنكحة في الحي.
7 - يكون هو القائم على حل المشكلات الأسرية، وما يقع بين الجيران.
8 - يكون هو المشرف على المناشط الدعوية التي تقام في الحي بالتعاون مع أئمة مساجد الأحياء المجاورة والقريبة من الجامع.
9 - يكون المؤذن نائبه في هذه الأعمال رسمياً.
وهناك من الأعمال ما قد يخفى علي ولا يخفى على ذوي الخبرة والاختصاص إذا ضمت إلى ما ذكرت أرجو أن يكون فيها النفع والفائدة.
نايف بن حمود الرضيمان - حائل