سعادة الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير الجزيرة - وفقه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
تعقيباً على ما ينشر في الجزيرة من موضوعات تتعلق بالمرور أقول: إن كل منشأة أو عمل احترافي له عمر افتراضي فالطائرات والمباني والجسور حتى الأنفاق لها عمر افتراضي، وهذا أمر عقلي ومبدأ من مبادئ الجودة بل من سنن الحياة. هذا المبدأ الرائع مغيب عن نظام المرور في تحديد العمر الافتراضي لأعمار السيارات التي يسمح لها بالعبور في الطريق والشوارع خصوصا في المدن الكبيرة.
فلو حدد للمدن أن لا يتجاوز عمر السيارات المسموح لها بالسير بأكثر من 15 أو 20 عاما وكل مركبة تتجاوز هذا العمر يتم إبعادها عن المدينة لأمكن المحافظة على سلامة الطرق والبيئة وقللنا عدد السيارات والزحام داخل المدن، ولما شاهدنا هذه السيارات القديمة التي تعلن ليل نهار عن وجودها المتهالك وأصواتها وتوقفاتها في أوقات عديدة.. فهل يتم إحداث نظام البقاء للأصلح وتنقية الطرق من أحد أهم أسباب الحوادث؟
إن الطرق السريعة والتعليمات توأمان متلازمان منذ الأزل فلا تكاد تمر مراجعة أو تحديث لنظام المرور إلا ويكون للطرق السريعة نصيب وافر من الدراسة والتنظير تفرضه النتائج التي تفرزها التقارير الناطقة بل الصارخة في ضمير كل مسؤول للحفاظ على المكتسبات التي وفرتها الجهات المعنية في تهيئة الطرق بأعلى المواصفات العالمية وصرخة لإيقاف ما تعانيه بعض الطرق من قصور يعرض في التقارير المعدة للدراسة على الرغم من الجهود المشكورة يظل العمل يحتاج الى المزيد من التطوير، لذا مع هذه الأيام التي يكثر فيها السفر ذكرت ذلك التوجيه الجميل والمتكرر من إدارة المرور إلى قائدي المركبات على الطرق السريعة بأهمية التوقف عند الشعور بأي إرهاق أو عارض صحي لقائد السيارة.
وما اكثر من يعاني من العوارض الصحية اليوم فلو تصورنا هذه النقطة لتولدت فكرة مركز صحي مرافق لكل نقطة تفتيش!!
لنعد اخواني الى ذلك التوجيه الجميل ونتمنى تحقيقه على ارض الواقع .
سوف نصطدم بحائل يمنع التمشي مع هذا المنطق والمطلب الرائع الذي يمثل واحدا من أسرار الاستمتاع بالرحلة البرية وهو التمتع بالتوقف بين فترة وأخرى للتأمل والاطلاع على أسرار جمال الصحراء وتلك الألوان البديعة وإمكانات الصحراء الآسرة للعقول والأحاسيس واللغة التي لا يفهمها إلا من تشبع بحواس حب الجمال والإبداع الكوني في خلق السماوات والأرض، حين تسير في الطريق سوف يحجم مسارك شبك حديدي لا يسمح لك إلا ببقعة من الأرض لا تبعد عن الطريق وخطرة مع انعدام الأشجار والظل والنباتات الملائمة للطبيعة الصحراوية المفيدة من ناحية ظلالها. لو تستحدث واحات صغيرة من نفس البيئة المحلية للانطلاق والراحة كل 120 كيلومترا تحتوي على مركز أمني بوجود أمن الطرق والإسعاف وغرف صغيرة للإيجار بالساعات ومصلى ومطعم وورشة إصلاح سيارات للأعطال البسيطة، وتؤجر مثل هذه المراكز إلى مؤسسات وسوف يسهل مراقبة الطرق في تحديد 120 كيلومترا نقطة تفقد لكل مركز مع مراقبة للسرعة من خلال المركز الأمني وان أمكن أيضاً وضع كاميرات مراقبة لمعرفة حالة الطريق وما يحدث مما يخفف العبء أيضاً على دوريات أمن الطرق مع وجود غطاء نباتي بين المراكز لتكتمل المتعة المطلوبة في الرحلة ونبعد القلق من تباعد المسافات.
وأتمنى دراسة تباعد عيون القطط في الطرق بحيث يمكن تجاوز المركبة من مسارات أخرى دون احتكاكها في إطارات السيارة مما يعرض المركبة للخطر خصوصاً للقيادة في أوقات اشتداد الحرارة فأرى أنها من أسباب انفجار إطارات السيارات، وأيضاً قد يحدث أن تخرج عيون القطط من مكانها بفعل تغير طبقة الازفلت من حمولة الشاحنات في الطرق السريعة وهذا مشاهد ويحتاج للتأمل والدراسة فهل سنرى الأشجار تعود لمرافقة المسافر على جانبي الطريق على شكل بساتين تلائم طبيعة الأرض وبما يوجد في البيئة المحلية وهل سنرى الطرق تبدو أكثر أماناً وأفضل مظهراً؟
كلنا أمل بتحقيق ذلك، فكل الإنجازات الضخمة تحققت بوجود رجال همهم تجاوزت الأحلام والآمال.
فيصل بن عبد الله بن ناصر العيد
srab_900@hotmail.com