اطلعت على مداخلة الدكتور حسن بن علي خياط في عدد الجزيرة 13071 بتاريخ 9-7-1429هـ حول تساؤل نتج عن مجلس ضم لفيف من المشايخ والعلماء والمفكرين، وخلاصة هذا التساؤل: ما الرأي الحاسم بالنسبة لمملكة سبأ في عهد الملكة بلقيس أكانت جنوبية أو شمالية؟ حقيقة أشكر للدكتور خياط ثقته في الجمعية الجغرافية السعودية، وأن الرأي الحاسم حول التساؤل المذكور أعلاه موجود لدى الجمعية الجغرافية السعودية، كما أشكر للدكتور خياط إشارته إلى نشاط الجمعية الجغرافية السعودية في تنظيم الرحلات العلمية لأعضائها، والحقيقة أن الجمعية دأبت، منذ تولي مجلس الإدارة الحالي مهام إدارة دفة العمل التنفيذي في الجمعية، على تنظيم رحلات علمية داخلية ودولية لتحقيق أحد أهدافها في نشر وتوثيق المعرفة المكانية لأعضائها وترسيخ المعلومات الجغرافية والثقافية بالعمل الميداني، وقد سبق رحلة اليمن التي أشار إليها د. خياط رحلات علمية إلى منطقة المدينة المنورة (محافظة بدر، محافظة العلا)، ومنطقة جازان، وتلاها رحلة علمية إلى محافظة الأحساء، وذلك تنفيذاً لقرارات الجمعية العمومية في تنشيط بند الرحلات العلمية المحدد في اللائحة الأساسية للجمعيات العلمية في الجامعات السعودية، وستنظم قريباً بإذن الله رحلة علمية إلى منطقة تبوك، وقد أسهم بعض الأعضاء بفعالية في برامج هذه الرحلات العلمية كما فعل د. خياط في رحلة العلا، والأستاذ الدكتور علي العريشي في رحلة جازان.
أما عن إشارة د. خياط إلى وجود الجواب الحاسم على التساؤل لدى الجمعية، فكما يقول المثل: (لا يفتى ومالك في المدينة)، فقد أشار المقال إلى وجود أستاذنا الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري في المجلس، والذي أدلى برأيه حول المسألة مع إيضاح الاختلاف في الرأي، ولكن معظم الدلائل، كما أشار المشايخ وبعض الباحثين، تؤكد على وجود مملكة سبأ باليمن، وتحسم الدلائل التي أشارت إليها الآية الكريمة (15 من سورة سبأ) {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}.
والدلائل الآثارية التي تزخر بها بلاد اليمن والتي أشار إلى بعضها د. خياط، بالإضافة إلى تحديد موقع سد مأرب، وموقع الجنتان المشار إليهما في القرآن الكريم واللتان كانتا عن يمين السد وعن شماله، وموقع البلدة الطيبة (مدينة مأرب) إلى تأكيد وجود مملكة سبأ في جنوب شبه الجزيرة العريبة، ومن أراد الاستزادة عن صور العديد من المواقع المتصلة بمملكة سبأ ومدينة مأرب يمكنه مراجعة موقع الجمعية السعودية فهل بعد هذه الدلائل من القرآن الكريم ومن الدراسات والبحوث الآثارية يمكن التشكيك في موقع مملكة سبأ، والدعوة للبحث عن فتوى تحسم الجدل المفتعل.
أما عن تساؤل د. خياط عن عدم نشر خلاصة رحلة الجمعية الجغرافية السعودية إلى اليمن، فأود أن أؤكد له بأنه لم توجد أية معوقات حيال النشر، فقد تعاونت صحيفة الجزيرة، كما هي عادتها في نشر نتائج الرحلة في عددها ذي الرقم 12847 الصادر بتاريخ 21-11- 1428هـ كما نشر عن نتائج الرحلة في رسالة الجامعة في أحد أعدادها لشهر ذي القعدة من 1428هـ وفي النشرة الجغرافية التي تصدرها الجمعية (عدد 1 و2 عام 1429هـ) وفي جريدة الثورة اليمنية في عددها ذي الرقم 15716 وتاريخ 12-11- 1428هـ (22-11-2007م).
آمل أن يكون في ما سطر أعلاه إجابة على التساؤلات في المقالين، ودعوة لأعضاء الجمعية في حذو خطا د. خياط في التفاعل مع نشاطات الجمعية وما ينشر حول هذه النشاطات.
أ. د. محمد شوقي بن إبراهيم مكي
رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السعودية - جامعة الملك سعود
e-mail:makki16@hotmail.com