Al Jazirah NewsPaper Friday  01/08/2008 G Issue 13091
الجمعة 29 رجب 1429   العدد  13091
السلام عليكم
سليمان بن عبدالكريم المفرج *

ديننا الحنيف يحثنا على كل ما فيه تقارب ومحبة وزرع لمعاني الخير في النفوس، ومن ذلك خُلق (السلام)، ذلك الخلق الجميل الذي يجعل القلوب تتعانق قبل أن تتصافح الأيدي لأنه طريق المحبة وسبيل الألفة، ومفتاح القلوب. فإذا أردت أن تفتح لك قلوب العباد فسلم عليهم إذا لقيتهم وابتسم في وجوههم، وكن سباقاً لهذا الخير يزرع الله محبتك في قلوب الناس وييسر لك طريقاً إلى الجنة. وفي هذا قال عليه الصلاة والسلام: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)، وقال أيضاً: (أطعم الطعام، وأفش السلام، وصل الأرحام، وصل بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام).

وقال: (إن في الجنة غرفاً يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها أعدَّها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام وصلى بالليل).

ما سبق غير خافٍ على مثلك ولكن هل نحن نطبق هذا الخلق كما أراد الإسلام؟!

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم على الصبيان، فهل المعلم يسلم على طلابه وإن كانوا صغاراً؟

إنه وإن كان ذلك موجوداً إلا أننا نجد أن بعض المعلمين لا يبدأ بالسلام ولكن البداءة ربما تكون بألفاظ أخرى لا توازي تحية الإسلام (السلام عليكم)، وربما يبدأ بالصراخ على الطلاب لأجل أن يسكتوا أو يجلسوا في أماكنهم فحسب، والبعض لا تعنيه هذه التحية ويغفل عن الهدف من شرعية الإسلام لها، أو يتوقع أنه أكبر من أن يطرحها على طلاب صغار السن، لأنه لا يعلم مدى تأثيرها الإيجابي في نفوسهم، ألا يريد المعلم أن تحل البركة عليه وعلى طلابه ويحصل المقصود من التعليم؟ إذن فليسلم عليهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بُني إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك).

*إمام وخطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب
الجوف - دومة الجندل


salmfrj@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد