Al Jazirah NewsPaper Friday  18/07/2008 G Issue 13077
الجمعة 15 رجب 1429   العدد  13077
الرؤى والمنامات
إصابة التعبير
عايض بن محمد العصيمي

{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} هذا كلام رب العالمين بلسان نبي الله يوسف -عليه السلام- وهو يناجي ربه تعالى الكريم المنان ويعدد نعمه الكثيرة والعظيمة عليه.

فالتوفيق في التعبير والتأويل للرؤى بيد الله تعالى وليس بيدك، فإياك أيها المعبر العجب والكبر والشموخ بالنفس، بل رد الفضل أولاً وآخراً لله تعالى، قال القادري في: (تعبير الرؤيا: 1-106) (وينبغي للمعبر أن... يترك التفاخر فإن الفخر يوقعه في المهلكة، لأن فرعون لما افتخر بالأنهار وقال: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي} أهلكه الله بالمفاخرة فأغرقه).

وقال الأحسائي كما في: (جاع التفسير: ص: 13): (وإذا أصاب في تعبيره فلا يعجب بنفسه بل يشكر الله الذي هداه ووفقه لإصابة الصواب على تعبيره) فلا ينبغي أن يصاب المعبر بالغرور بجوابه أو حتى القطع به وبإصابة الحق دون غيره وكأنه والعياذ بالله يرى العصمة لنفسه.

فإن من الأدب إذا لم يعرف الجواب أن يقول: (لا أعلم فليس عيباً أن لا يجيب عليها في أي وقت وفي أي مكان ولو كان أمام الملأ، عن قرة بن خالد قال: كنت أحصر ابن سيرين فيسأل عن الرؤيا فكنت أحرزه يعبر كل أربعين واحدة) هذا وهو ابن سيرين فكيف بمن هم دونه، بل أعظم منهم جميعاً قدراً ومنزلة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فقد أصاب وأخطأ في مجلس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو من؟ أبو بكر الصديق أفضل الصحابة منزلة.. هذا ما سيكون محور حديثنا في الأسبوع القادم قوله -عليه الصلاة والسلام- لأبي بكر الصديق- رضي الله عنه- (أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً) أترككم في حفظ الله ورعايته.

***

وقفة: (يطرق باب جيرانه ثم يهرب)

رأى أحد الأشخاص في منامه: أنه يقوم بطرق باب جيرانه ثم يهرب فيفتحوا الباب فلا يجدون أحداً فقال له من فسرها: أنت تكثر من النظر المحرم إلى محارم جيرانك دون أن يعلم أحد فتكشف عوراتهم فاتق الله وتب.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد