Al Jazirah NewsPaper Friday  18/07/2008 G Issue 13077
الجمعة 15 رجب 1429   العدد  13077
حولها ندندن
المسخ
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

كثرت في الآونة الأخيرة حفلات التخرج النسائية الأهلية التي تقيمها الطالبات لأنفسهن من خلال الاشتراك مع زميلاتهن. وليس الاعتراض على الفرحة بحد ذاتها، لكن الاعتراض على ما يجري في تلك الاحتفالات من غرائب وعجائب لم نكن نتوقع في يوم من الأيام أن يصل إليها مجتمعنا المسلم الصالح المصلح!

وقد دعيت إلى بعض هذه الاحتفالات، فاضطررت لتلبية الدعوة مشاركة مني لفرحة بعض الخريجات من العزيزات على النفس من عدة عائلات، وكنت أظن الأمر في حدود العادي، محملة بعدة قناعات منها: أن ديننا الإسلامي العظيم لم يحرم الفرحة على المسلم والمسلمة، ولم يمنع إظهارها في أي مجال من المجالات.

كما أني مقتنعة تمام الاقتناع أن الإنسان في بداية صباه يكون مقبلاً على الدنيا بشديد اندفاع متوهماً أنه سيجد النعيم في ثناياها، فلا مانع من أن نعطيه الفرصة كي يجرب ويستكشف طالما أن كل ذلك في حدود المباح والمعقول وتوجيه الأسرة والمدرسة والجامعة.

لكني رأيت ويا ليتني ما رأيت بل يا لهول ما رأيت! رأيت مساحة العري تزداد وتزداد حتى كان الأجساد اليافعة تنفر من ملابس شوكية تخدش أجسادهن الغضة، حتى أني شككت في قدراتي البصرية وفكرت أن أتأكد كما تأكد البحتري من حياة التماثيل في إيوان كسرى، ولكن الغثيان أصابني لأن اللباس زينة وستر وحياء!

لقد رأيت الظهور بكاملها، أي والله بكاملها تستعرض وكذلك البطون ومعظم الصدور، ثم رأيت (الشورت) وهو ينتشر ويشمر ويرتفع أكثر وأكثر حتى صار (كالمايوه) يترفع عن ستر السيقان إلى انتزاع الحياء من كل الأفخاذ والأوراك! أليس هذا هو وصف الكاسيات العاريات اللاتي يحرم عليهن حتى ريح الجنة؟!

ثم بعد أن فتحت البوابة لغير المدعوات، هلت العديد من المتطفلات المهملات من قبل عائلاتهن، فرأينا ما ينفر العيون ويؤذي النفوس ويجرح القلوب، حتى أن بعض المدعوات غادرن مكان الاحتفال رغم أنهن من عداد المتطورات والمنفتحات لكنها الفطرة السليمة التي تنفر من كل ما هو مقيت!

لعلكم تتساءلون عن هذا الذي أثار النفور والهروب أكثر مما سبق؟ هل أقول الجنس الثالث؟ لن نضع رؤوسنا في التراب ونخرس ألسنتنا عن الحق، لقد شاهدنا مجموعة وإن كانت قليلة جداً لكنها مسخت نفسها لدرجة اللعن حيث تقمصت شكل الصبيان في لباسهم وشعورهم بل وحركاتهم ونظراتهم، فلم يتبق لنا إلا أن نغادر المكان، لأننا إما أمام اختلاط وهو محرم شرعاً، أو أمام تشبه ملعون شرعاً، وشذوذ يستحق أشد العذاب!؟

لا تعليق سوى أن أقول: صح النوم أيها الأهل، استمروا في سباتكم واتركوا العنان مطلقاً لصغيراتكم وصغاركم ولكن لا تصدموا من النتائج الدنيوية فالأخروية لا سيما حينما يطبق عليكم الحديث النبوي الشريف (كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته).



g.al.alshaikh12@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد