Al Jazirah NewsPaper Friday  18/07/2008 G Issue 13077
الجمعة 15 رجب 1429   العدد  13077
وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد .. يؤكد لـ(الجزيرة):
ماضون في برنامج معالجة القصور في منسوبي المساجد

الرياض - خاص بـ(الجزيرة):

دعا الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد رجالات الإعلام إلى عدم نقد الحالات الفردية التي قد تقع من بعض الأئمة والخطباء، وتصويرها للإعلام على أنها ظاهرة، مؤكداً أن النقد الهادف ليس قدحاً، بل هو جزء من واجب المسلم تجاه أخيه المسلم.

واعترف الدكتور توفيق السديري أن هناك تفاوت ظاهر بين الدعاة، حيث يختلفون من ناحية طريقة إيصال ما يريد إلى المتلقي، مشيراً إلى أهمية أن يقوم الداعية بتطوير نفسه لمواكبة التقنية الحديثة.

وتناول الحوار الذي أجرته (الجزيرة) مع د. السديري برنامج العناية بالمساجد، وخطبة الجمعة، وتفريغ الداعيات.. وغير ذلك من الموضوعات المهمة.. وفيما يلي نص اللقاء:

* بذلت وزارة الشؤون الإسلامية جهوداً كبيرة من خلال برنامج العناية بالمساجد، في تدريب وتأهيل الخطباء والأئمة ورعايتهم، والارتقاء بمستواهم، والجهود ما تزال مستمرة ضمن هذا البرنامج، فما الذي تحقق على هذا المستوى؟ وما الذي قدمه البرنامج للعناية بالخطباء والدعاة؟

الوزارة من واقع عملها تتولى الإشراف على المساجد في جميع أنحاء المملكة، ولذلك وضعت عدة برامج للرقي بمستوى منسوبي المساجد من خطباء وأئمة ومؤذنين، ومن ذلك برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها ولعل من أهم ثمرات هذا البرنامج أن الوزارة حصلت على مسح شامل لجميع المساجد التي تم زيارتها من قبل البرنامج وتولى هذا المسح طلبة علم لذلك سيكون الحكم على ذلك وفياً، وعلى ضوء ما خرجت به المراحل السابقة للبرنامج سعت الوزارة لتأهيل عدد ممن يحتاجون إلى تأهيل عبر إلحاقهم بدورات علمية، كما كثفت الوزارة لقاءاتها بمنسوبي المساجد في كافة أنحاء المملكة سواء عن طريق مسؤولي الوزارة أو عن طريق بعض أعضاء هيئة كبار العلماء، ولا تزال الوزارة ماضية في هذا البرنامج وفي غيره من البرامج التي تعالج كثيراً من القصور في منسوبي المساجد.

* ما الشروط التي يجب توافرها عند تعيين الخطباء والأئمة، وهل اللجنة المختصة باختيار الأئمة لها صلاحيات كافية للحكم على أداء الشخص، أم تقريرها اختياري قد يؤخذ به وقد لا يؤخذ به؟ وهل من حق أي شخص الطعن فيه؟

نظام الأئمة والمؤذنين الصادر في 111392هـ بموجب مرسوم ملكي حدد شروط الإمام والمؤذن والخطيب ومتى ما كان المتقدم لشغل هذه الوظائف مستوفياً للشروط سيم عرضه على لجان للمقابلة يشارك في عضويتها بعض القضاة وأساتذة الجامعات وبعض مسؤولي الفرع أو الإدارة المعنية ويبدون رأيهم في المتقدم، فإن رأت اللجنة مناسبته يعرض مدير الفرع ذلك على الوزارة لترى مدى مناسبة المتقدمين فاللجان استشارية وليست تنفيذية ولابد من موافقة صاحب الصلاحية على قراراتها، ومتى ما ورد إلى الوزارة ملحظ تجاه أي إمام أو خطيب سواء كان على رأس العمل أو لم يتم تعيينه بعد فإن الملاحظات تدرس ومتى ما تأكدت الوزارة نم صحته وكان له علاقة بذات العمل المكلف به الإمام أو الخطيب اتخذت الوزارة حياله الإجراء الذي تراه مناسباً لتحقيق المصلحة العامة.

* هناك من يرى أن الدور الدعوي في المساجد قد تقلص أو انحسر لعدم وجود وسائل جذب للكلمات والمحاضرات التي تلقي في المساجد.. فهل هذا صحيح؟ ولماذا؟

كان من هديه صلى الله عليه وسلم وعظ الناس وتوجيههم في المسجد فقد كان يعظ الصحابة أحياناً بعد الصلاة كما جاء في السنة النبوية، ومثل هذا الأمر وهو الدور الدعوي في المسجد يعتمد على عدة ركائز لابد من توافرها من أهمها: حرص إمام المسجد على توظيف المسجد وظيفته الشرعية ومراعاة الأنظمة والتعليمات الصادرة من الوزارة، وكذلك وجود داعية مأذون له بإقامة برامج دعوية.. ثم إن الدعاة يختلفون من ناحية طريقة إيصال ما يريد إلى المتلقي، ومن يحضر بعض الكلمات التي تلقي في المساجد يجد هذا التفاوت ظاهراً بينها، ثم إن البرامج الدعوية في المساجد وخاصة ما يتعلق بالكلمات الوعظية يكون أثرها ظاهراً في المدن الصغيرة والمحافظات نظرا لقلة المساجد أما في المدن الكبيرة مثل الريا التي يوجد بها أكثر من 3000 مسجد فقد يتصور البعض أنه لا يوجد نشاط مع وجوده لكثرة المساجد وكثافة الناس.

* خطبة الجمعة من أقوى أدوات التأثير ولو أعدت الإعداد الجيد لكانت الإفادة الكبيرة.. فهل هناك تقصير في أداء بعض خطباء الجمعة؟

خطبة الجمعة من أهم وسائل التأثير في المجتمع وهذا ما نؤكد عليه مراراً ولا شك أنه كلما أعد لها الخطيب الإعداد الجيد كلما كانت الإفادة كبيرة، لذلك كانت الوزارة في كل ما يصدر عنها من توجيهات للخطباء وبخاصة توجيهات معالي الوزير في لقاءاته بمنسوبي المساجد يؤكد على هذا الأمر وهو أن يعد الخطيب نفسه ويعد خطبته إعداداً جيداً لتكون أكثر تأثيراً في المتلقين.

* الخطباء والأئمة مادة دسمة للإعلام المقروء، خاصة في الزوايا الصحفية، فهل نقد وتقويم الخطباء والأئمة يعد قدحاًن أم هو من قبيل الدعم والإرشاد؟ ولماذا يتخذ بعض الإعلاميين موقفاً سلبياً من الخطباء والدعاة؟

النقد الهادف ليس قدحاً، بل هو جزء من واجب المسلم تجاه أخيه المسلم، ولا شك أن الخطيب والإمام لكونه يتعامل مع كافة أفراد المجتمع مما يحدو ببعضهم إلى بذل النصح له والتوجيه، وكل يبدي نصحه بالوسيلة التي يراها مناسبة، لكن الذي لا نريده ولا ندعو إليه هو نقد الحالات الفردية التي قد تقع من بعض الأئمة أو الخطباء وتصويرها للإعلام على أنها ظاهرة.

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد شكا أحد المأمومين إمامهم في الصلاة وهو معاذ بن جبل لشدة إطالته في الصلاة، ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في طريقته إذا وقع خطأ أن يصعد المنبر وينبه عليه إلا أنه مع هذه المشكلة وهي إطالة معاذ عند صلاته بالناس لم يسك ذلك المسلك بل نصحه في مجلس خاص ولم يشأ أن يشهر به أو يعمم الحكم على غيره بل قال له: (أفتان أنت يا معاذ، أيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والمريض وذا الحاجة) إلى آخر الحديث.

* الداعيات اللاتي تم اعتمادهن من قبل الوزارة، كيف يقمن بأعمالهن الدعوية؟ وما هي الجهة المشرفة عليهن؟ وهل هناك داعيات متفرغات؟

وجهت الوزارة بتكثيف البرامج الدعوية للنساء والاستفادة من بعض النساء اللاتي لديهن القدرة الشرعية في هذا المجال ومشهود لهن بالعلم الشرعي وإشراكهن في برامج دعوية للنساء، ومما يسعد الإنسان كثرة النساء اللاتي تنطبق عليهن شروط الدعوة إلى الله، ولا زالت الوزارة تدرس موضوع تفرغ داعيات من النساء وفق الأنظمة والتعليمات.

* الإنترنت وسيلة دعوية مهمة، هل وجدت الاهتمام من وكالة المساجد والدعوة والإرشاد، وهل تم تدريب الدعاة على استخدام هذه الوسيلة، ولماذا لا تدعم الوزارة مشروع جهاز كمبيوتر لكل داعية واشتراك إنترنت؟

الداعية الناجح هو الذي يستطيع إيصال دعوته إلى الناس بكل وسيلة شرعية ممكنة، ولعل التقنية الحديثة التي يعيشها العالم اليوم في وسائل الاتصال تحتم على الداعية أن يطور نفسه لمواكبة ذلك، والوزارة تسعى لأن يكون الداعية على المستوى المطلوب الذي يؤهله لمواكبة التقنية الحديثة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد