طهران - أحمد مصطفي
أثارت التصريحات التي أدلت بها الشخصيات العسكرية والسياسية الايرانية فيما يتعلق بدور ايران في المنطقة ردود أفعال مختلفة؛ فقد اعتبرت أمريكا تصريحات قادة الحرس الايراني بأغلاق مضيق هرمز يشكل سابقة خطيرة في تاريخ الملاحة الدولية وتعهدت بالدخول بمواجهات عنيفة مع القوات الايرانيين ان اقدمت على ذلك، وقامت بتعيين قائد متشدد في قواتها في الخليج العربي بدلاً من القائد السابق الذي يتسم بروح معتدلة؛ الايرانيون اكتشفوا بأن مناوراتهم حول اغلاق مضيق هرمز تكلفهم الكثير خاصة وان تداعيات العمل ستنعكس سلبياته ايضا علي الصادرات الايرانية التي تعتمد بحركتها إليومية وبشكل كامل على هذا الممر الحيوي؛ لذلك فكرت إيران بالعودة مجددا إلى الخيار الدبلوماسي كبديل عن العسكري وطالبت أمريكا والدول الغربية باستئناف المباحثات حول دور ايران في المنطقة واجراء مباحثات عن النووي؛ والحقيقة ان ايران شعرت ولسنوات متعددة بأن دورها مهمش في المنطقة، كما أنها شعرت مؤخراً بأن توقيع العراق على الاتفاقية الامنية سيحرمها الكثير من مصالحها في العراق؛ لذلك لجأت إلى افتعال ازمة في منطقة الخليج العربي الغاية منها: بيان دور ايران في المنطقة وانها ستتحول إلى شرطي في المنطقة ان سارت الرياح بما لاتشتهي السفن الايرانية؛ فقد اعترف الجنرال فيروز ابادي بأن بلاده ستغلق مضيق هرمز إن شعرت أن مصالحها في خطر، وقبل ذلك ألمح قائد الحرس بضرب كل المصالح الأمريكية في المنطقة وواضح من التصريح ان دول المنطقة ستكون لقمة سائغة للصواريخ الايرانية بحجة ان قواعد امريكية موجودة هناك؛ وإلى جانب جنرالات الحرب صعد الدبلوماسيون الايرانيون من خطاباتهم النارية؛ فقد خاطب علي لاريجاني الأمريكيين قائلاً: عليكم تغيير وجهات نظركم حيال ايران وعليكم الاعتراف بدور ايران في المنطقة.
من جانبه أكد وزير الخارجية الايراني منوجهر متكي: ان على الدول الغربية ألا تنسي دور ايران في المنطقة وقال: ان على الغرب ان يغير سياساته العدائية تجاه ايران، وان بلاده علي استعداد كامل لاي مواجهة واضاف: ان تغيير الرؤى ستمكنهم (الغربيين) من رؤية القضايا بشكل افضل واكبر شفافية، واكد متكي: ان تاريخ آلاف السنوات السابقة لبلدنا إيران يشير إلى ان بلدنا لم يبادر إلى شن هجوم، مشدداً (سندافع عن بلدنا في حالة أي هجوم أو غزو أو تهديد).
ورفض وزير الخارجية الاتهامات الغربية من ان ايران تسعى لحيازة السلاح النووي، مؤكداً ان الاسلحة النووية لن تنفع سواء الدول الصغيرة او الكبيرة في اقرار الامن لهذه الدول، لأن هذه الاسلحة لن تخلف سوى الدمار والهلاك).
ان (البحث عن الدور المفقود) هو المسعي الايراني القديم والحديث وان ايران لم تخفي عن بحثها لذلك الدور منذ سقوط صدام؛ ولقد بدت حساسية ازاء الانشطة الاقليمية لانها لم تدعو ايران فحركت الاحزاب التابعة لها وفي لبنان لازال حزب الله يقف عائقا امام أي مشروع للتسوية؛ ان الدول الاقليمية تشعر بأن منح ايران دورا اضافيا سيعقد من بعض الامور في المنظومة الاقليمية ولها تجربة عندما وضعت بيضاتها في سلة صدام حسين الذي ادعي بأنه سيكون الحارس الامين في المنطقة؛ ومابين الطموحات الغربية والاقليمية ضاعت مفردات الأمن القومي الاقليمي.