Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/06/2008 G Issue 13051
الأحد 18 جمادىالآخرة 1429   العدد  13051

الشيخ صالح العثيمين - الساعاتي - الموسوعي

 

قد لا أكون مبالغاً إن قلت إنه من الأسماء التي ظلم التاريخ حقها، وبخس الزمان قدرها.

إنه شخصية تأسف وتحزن كثيراً حينما يتداول اسمه ولا يكاد يعرفه سوى قلة قليلة من الباحثين.

إنه الموسوعي كما سماه شيخنا محمد العبودي الشيخ صالح بن عبدالعزيز العثيمين -رحمه الله -.

كنت أسمع في مجالس محدودة خاصة ثناء خاصاً على هذا العلم الكبير وأبياته التي صدح بها بُعيد وقعه السبلة سنة 1347هـ ولما يتجاوز عمره آنذاك العشرين عاماً في وسط قصر بريدة قائلاً:

أهذا ضحى عيدٍ يلي ليلة القدر

أم البشرى بأن الدين قد حف بالنصر

أم البشرى بأن ذوي الهدى

أباد العدى من ذي الخيانة والمكر

تصفحت مقدمته المؤثرة الرائعة التي صدر بها كتابه وسفره الضخم تسهيل السبلة والذي يقع في خمسة مجلدات وطبعته مؤسسة الرسالة سنة 1422هـ. وحظي بتقديم رائع من المحقق السلفي الكبير بكر بن عدالله أبوزيد - رحمه الله - وحسبك به محققاً يعي قدر العلماء وينزلهم منازلهم. وها هو يطلق على الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن علي بن عبدالرحمن العثيمين - رحمه الله - لقب العلامة.

ولد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن علي العثيمين في بريدة سنة 1320هـ وأصل أسرتهم قدمت من حوطة بني تميم حيث هي موطن أسرتهم الأصلي والذي يظهر أن الذي قدم إلى بريدة جده علي فطاب له المقام واستقر هو وبقية أسرتهم في بريدة. إلا أنه غادر معظم أفرادها إلى الرياض ويقيمون هناك حالياً في تفصيل ذكره الشيخ محمد العبودي في معجم أسر بريدة الجاهز للطبع - إن شاء الله.

كما أن هناك ثلاث أسر ببريدة يحملون نفس الاسم (العثيمين) وليس بينهم أي صلة قرابة، ومنهم رشيد العثيمين مؤذن مسجد عبدالرحمن الشريدة - رحمه الله - وقد توفي.

التحق الشيخ صالح - رحمه الله - بقاضي القصيم وقطبها الشيخ عمر بن محمد بن سليم ولازمه بل إنه صار من أخص طلابه لما توسم فيه من النجابة والنبوغ.

كما لازم أخاه الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم - رحمه الله -.

لقد كان رحمه الله كما سمعت من بعض معاصريه رجلاً يهوى القراءة والاطلاع ولديه ذاكرة نادرة ويحفظ بشكل عجيب وملفت وكان ذا همة واسعة وعالية.

قرأ على عدد من علماء بريدة أيضاً إلا أنه رغب في الاستزادة والاستطلاع فرحل لطلب العلم إلى الكويت والخليج وأخذ العلم عن بعض العلماء هناك مثل الشيخ الشهير عبدالله بن خلف الدحيان والشيخ يوسف القناعي وغيرهما. ثم إنه بعد قدومه من رحلته تلك كان قد حمل معه عدداً من الكتب رغبة في الإطلاع والتي كانت لا تروق لعلماء نجد والقصيم آنذاك خصوصاً تلك الكتب المتعلقة بالفلك والنجوم وغير ذلك.

وكان من تلك الكتب كتاب داود الانطاكي فوشى به بعض طلبة العلم إلى بعض شيوخه وزعموا أن الشيخ صالح لديه كتب في السحر وتعلمه، وعند ذاك أخبره أحد زملائه أن ثلاثة شهدوا بذلك وعليه أن يتخلص من هذه المعضلة.

ولم يجد بداً من الهروب إلى مكة وغادر بريدة وذلك في حدود سنة 1352هـ فاستقر به المقام هناك وتعلم إصلاح الساعات وفتح دكاناً بالجودرية يصلح الساعات لأهل مكة والحجاج والمعتمرين.

ثم إنه إستمر في طلبه للعلم وتوسع في مطالعاته وقراءاته وهو على تلك الحال من العوز والحاجة كما ذكر ذلك في مقدمة كتابه تسهيل السابلة.

ومن الطرائف التي وقعت له.. حدَّث ذات يوم وقال كنت أصلي في الحرم واستمع إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} يقول فتعجبت كيف يضرب الله مثلاً بهذا المخلوق الحقير.

ثم مرت الأيام وقدم أحد المسئولين إلى مكة للحج وأعطاه ساعة ليصلحها يقول الشيخ صالح ففتحت الساعة وأخذت أحد المسامير الصغيرة جداً ووضعته على الطاولة وإذا بذباب يأتي ويلتقط هذا المسمار الصغير فأخذت ألحق بهذا الذباب في وسط السوق والناس ينظرون إليَّ.

فاستدعاني أحد الساعاتية وقال لي دع هذا فقد هرب الذباب وعند ذاك ضاقت بي الأرض وكان هذا المسئول لا يمكن أن يرحمني ويسامحني على فقدان هذا المسمار وعدم إصلاح الساعة.

وكان المبلغ الذي طلبته لإصلاح الساعة ريالاً واحداً فقال أحد من كان في السوق هناك ساعة سوف تباع فاشترها وخذ منها المسمار الذي تحتاج قلت وما حاجتي بالساعة بعد ذلك ولم أجد طريقاً سوى شرائها بمبلغ ضعف قيمة الإصلاح عشر مرات من أجل هذا المسمار والسلامة من العقوبة المنتظرة.

وهكذا أراد الله أن يعلمه عظم المثل القرآني الذي ضرب بالذباب وما فعل !

أما الشيخ صالح فهو عالم جليل ومحدث عظيم يحفظ الأسماء والرجال والوقائع والأحداث وهو إلى ذلك ذو ثقافة واسعة وقلم سيَّال وعبارات جميلة رائعة.

ها هو يقول في مقدمة كتابة تسهيل السابلة (هذا كتاب جمعته من عدة أسفار متنوعة المآخذ والتأليف، جمعتُ فيه ما وجدتُ من تراجم أصحابنا الحنابلة، لازالت سحائب الرحمة عليهم وابلة.

وقد سميته (تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة) جمعته لنفسي، ولمن كان في درجتي من العلم من أبناء جنسي، مقرباً في ذلك النائي البعيد، وخادماً لهم ومتحملاً مشقة التفتيش والتنقيب لأني وجدت الكثير من أصحابنا الحنابلة إذا أرادوا الوقوف على ترجمة بعض الحنابلة تعسَّر ذلك عليهم، أو تعذر؛ لقصور الهمم وقلة الكتب المصنفة في هذا الباب الموجودة الجامعة لما يطلب جمعه، وإن كان قد صنف في هذا الباب كثير في التصانيف الجليلة الحافلة، كما سنذكر بعضها قريباً، ولكنها قليلة الوجود بين أيدينا، ثم إذا وجد منها شيء فهو قد صنف في زمان همة أهله عالية والفائدة عندهم غالية لا يعتريهم سأم التطويل، ولا يكتفون عن الكثير بالقليل؛ فتجد أحدهم إذا ذكر الرجل أطنب، وأورد في ترجمته ما له وما عليه، وما قال وما قيل فيه، وفتاواه ومجالس وعظه، وما جرى له مع أقرانه وملوك عصره وأهل زمانه، وكراماته المنسوبة إليه، وما إلى ذلك من التطويل الذي لا يميل إليه طبع أهل عصرنا هذا ولا يرغبونه، أو ليس محلة التراجم، بل كل قسم منه يدخل في فن من العلوم.

فلعلي يجمعني هذا المختصر قمت بواجب كبير، وخدمت أهل عصرنا هذا من أهل مذهبنا وغيرهم من أراد الوقوف على حقيقة أهل هذا المذهب، فإني اختصرت التراجم اختصاراً ملائماً لعصرنا هذا: من ذكر الرجل، ونسبه، وكنيته، ولقبه الذي يعرف به، وولادته ووفاته، وشيء من سيرته، ومصنفاته، وتلامذته، ووطنه، وما إلى ذلك مما تمس الحاجة إلى معرفته. وتركت إلى ما لا تمس على ذكره حاجة الباحث، تاركاً ذلك للكتب المصنفة في هذا الباب قبلي، وقد كنت في زمن طويل استخير الله في جمعه، وأقدم رجلاً وأؤخر أخرى؛ فإن هذا بحر تيار، لا يدرك العوم فيه إلا العلماء الأخيار، والفضلاء الأحبار، لا سيَّما وهناك عوائق تمنعني من ذلك أيضاً:

أولاً:- قصر باعي وقلة اطلاعي.

ثانياً:- أني في وقت تأليفه كنت مجاوراً بمكة المكرمة غريباً نائياً عن الوطن، ويتعذر على وجود آلة الكتب التي هي الركن الأول لتأليف هذا الكتاب.

ثالثاً:- تشتت البال م هم العيال، وكسب المعيشة التي هيجت أليم البلبال.

وكنت برهة من الزمن أتمنى لو تصدر وتصدى لهذا الأمر غيري ممن له الكفاءة من أهل هذا الشأن، وأن لا أدخل نفسي في هذا الميدان؛ لأن من ألف فقد استهدف، ولكني لم أجد من فعله حتى الآن، فقلت: ما لا يدرك كله لا يدرك جله، فتقدمت إلى جمعه وتسطيره، وتحقيقه وتحريره، مقدماً أقصى اعتذاري؛ والعذر مقبول لدى الأخيار) انتهى كلامه رحمه الله.

يقول عنه الشيخ محمد بن عثمان القاضي في كتابه روضة الناظرين (وكان آية في الحديث ومصطلحه ورجال الصحيحين وما ورد من الجرح والتعديل للرواة وله الباع الواسع في علم الفلك والتاريخ وحوادث نجد وحروبها فهو مرجع في ذلك ويقيد ما يمر عليه ويجيد الشعر بمهارة وله فيها صولات وجولات فهو يقرض الشعر وفي مطلع عمره كان رحالة واتصل بعلماء من الخليج والشام ومصر وله مواقف معهم وكان يحب البحث والنقاش في مسائل العلم وبالجملة فهو موسوعة في فنون كثيرة وله تاريخ مخطوط وتراجم لعلماء نجد من الحنابلة من عصر الإمام أحمد إلى وقته سمَّاه السَّابلة مخطوط أيضاً ومتى أتيت الحجاز لحج أو عمرة اتصلت به في دكان الفريح أو عند علي المتروك أو في الحرم أو في العتيبية وأي فن نخوض فيه معه تقول هذا فنه المختص به وله نشاط ملموس في وسائل الإعلام من إذاعة وصحافة ويجيد النحو والعروض وله مراثي في علماء القصيم ومن بينها مرثية في شيخنا عبدالرحمن السعدي أذيعت في الإذاعة ونشرت في الصحافة وكان له صلة قوية به ورددت مراراً وفي كل ترجمة لشيخنا تجد الفائية مثبتة فيها عرفته في مكة ونادمته فكان نعم النديم وموسوعة ورواية وفي الحفظ وسرعة البديهة آية وبيني وبينه مراسلات في مناسبات عديدة).

أما ما ذكره القاضي من أن مولده سنة 1326هـ فلا صحة له، بل إنه ولد قبل ذلك سنة 1322هـ كما ذكرتُ آنفاً.

كما أن القاضي وهم حين ذكر أن جده محمد، والصحيح أن جده علي كما هو مرسوم في إجازات مشائخه ومقدمة كتابه التسهيل، وكذلك وهم الشيخ عبدالله البسام حين ظن أن اسم جده عبدالرحمن.

لقد كان رحمه الله شغوفاً بالكتب مغرماً بتحصيلها حتى اجتمعت لديه مكتبة هائلة جمعت في غرفتين ومخزن آلت جميعها إلى الشيخ عبدالرحمن بن عمر نصيف بعد وفاة الشيخ صالح - رحمه الله -.

وقد وصل من شدة ولعه بالكتب ومعرفته بأسرارها أن سماه بعض أقرانه ب(كشف الظنون).

ومن خلال تتبعي لحياة وترجمة هذا العلامة أجمع كل من التقى به على ألمعيته وسعة علمه في شتى العلوم والفنون ومنهم شيخنا محمد العبودي الذي كان معه جلسات طويلة ومدارسات وأخذ عنه ترجمته وكذلك الشيخ عبدالله البسام والشيخ محمد العثمان القاضي والشيخ الدكتور راشد بن راجح الشريف فهم قولاً واحداً يذكرون سرعة بديهته وسعة ثقافته.

ولعلي أشير هنا إلى بعض مزاياه من خلال سؤالي لعدد من أقرانه وزملائه ومجالسيه - رحمه الله -.

1- أنه كان - رحمه الله - واسع العلوم مطلعاً على عدد من المعارف والفنون له آراء واجتهادات وتحقيقات في الفقه والتفسير والحديث والتاريخ واللغة والأدب والشعر. أما النحو فهو من أعلم الناس به، وهذا نادر بل قل من أقر أنه يكون لديه معرفة بهذه العلوم كافة.

2- بروزه في علم الرجال والحديث من بين زملائه حتى صار مرجعاً في ذلك ولقد تعقب الألباني في عدد من الأحاديث التي صححها وله تعليقات حديثية هامة.

3- رحلاته لطلب العلم لعدد من البلدان وذلك في زمن قلَّ فيه التنقل لهذه الغاية خصوصاً إلى خارج البلاد وهو بذلك من النوادر الذين ارتحلوا فقد سافر إلى سلطنة عمان لطلب العلم كما تعلم الغوص ثم سافر إلى الإمارات العربية.

ثم رحل إلى الهند طالباً علم لحديث فنهل منه كما يقول الشيخ بكر أبوزيد رواية ودراية.

ثم عاد إلى الكويت فعمل معلماً ثم إفتتح مدرسة قام بإدارتها إلى جانب ممارسة الغوص.

كما أن في رحلته على الهند رحل إلى (ديوبند) وإلى (مرات سر) وكذلك (بهوبال) وإلى (علي كر) وغيرها من الولايات الهندية، إضافة إلى أنه خلال تلك الرحلة أجاد اللغة الأردية والفارسية وكانت مدة رحلاته وطلب العلم تلك تقارب عشرين عاماً.

4- حصوله على إجازات علمية عالية من علماء مكة - رحمهم الله - ومن الذين أجازوه الشيخ عبدالستار الدهلوي في 2-10-1353هـ وقد تدبجت معه عن الشيخ سليمان بن حمدان به، وأجازه الشيخ عمر حمدان المحروسي في 5-12- 1353هـ، والشيخ أحمد بن محمد العمراني الحسيني العباسي المغربي المالكي في 25-12-1353هـ والشيخ أبومحمد بدر الدين أحمد بن عبدالله الدمشقي الشامي ثم المكي الشهير بالمخللاتي في 4-1- 1354هـ.

5- ومما امتاز به رحمه الله معرفته بالشعر وأخبار العرب وفنون الأدب وألوان الشعر وهو إلى ذلك شاعر مجيد فله قصائد عديدة من أبرزها قصيدته في بريدة الشهيرة وكذلك مرثيته في شيخه عمر بن سليم التي تعتبر من روائع الرثاء وكذلك مرثيته في الشيخ عبدالرحمن السعدي.

6- ومما امتاز به - رحمه الله - مؤلفاته التي حصرت في الآتي:-

1- تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة.

2- ديوان شعر (لم يطبع).

3- القطف الدان (تراجم).

4- مقاصد الإسلام (مقالات متنوعة) قام بالإشراف على طباعتها العلامة.

المحقق بكر أبوزيد - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته وطبعتها دار إبن الجوزي.

أما كتابه الضخم تسهيل السابلة فلا قول بعد تقديم العلامة بكر أبوزيد - رحمه الله - فقد صدر الحديث بمقدمة رائعة تبين أهمية الكتاب وجهد المؤلف الكبير فيه حيث يقول أي المحقق - رحمه الله - وهذا الكتاب يعد بحق أوسع كتاب في تراجم طباق الحنابلة، ولا أعلم في كتب التراجم المفردة لعلماء الحنابلة من بلغ نصف عدد تراجمه فضلاً عن مقاربته، فهذه ميزة تميز بها عمن تقدمه - فيما نعلم - وميزة أخرى أنه أضاف على من تقدمه في طباقهم المطبوعة : (502) ترجمة، وهذه وحدها كتأليف مستقل.

إلى أن يقول - رحمه الله - وأن من يطالع هذا الكتاب ليدرك ذلك ويعرف كم بذل المؤلف - رحمه الله - -رغم ما رافقه من عوائق كما ذكر- من جهد كبير، وتتضح له درجته من العلم والفهم وسعة الاطلاع، ويعلم أنه قد قدَّم خدمة عظيمة لمن أراد الوقوف على ما يحتاج إليه من تراجم الحنابلة بسهولة ويسر، فالكتب المصنفة في هذا الباب ليس فيها هذا الجمع الكبير، وإضافة إلى أن فيها من التطويل والإطناب ما يغني عنه الاختصار أحياناً، فيمكن للباحث أن يعتمد عليه، وإن أراد الاستزادة فإنه يمكن الرجوع إلى الكتب التي نقل منها المؤلف، ففيها ما للمترجم وما عليه، وما قال، وما قيل فيه، وفتاواه، ومجالس وعظه، وما جرى له مع أقرانه، وكراماته المنسوبة، وما إلى ذلك من التطويل الذي لا يرغبه أهل عصرنا هذا).انتهى

أما أعماله - رحمه الله - فقد عمل في وزارة المعارف سابقاً إبان إدارة الشيخ محمد بن مانع لها ثم تم اختياره عضواً مؤسساً في رابطة العالم الإسلامي وعضواً في المجمع الفقهي تقديراً لعلمه وفقهه.

ثم كانت وفاته رحمه الله في شهر ذي الحجة سنة 1410هـ وصلي عليه في المسجد الحرام.

لقد قصدت من هذا الرصد المقتضب أن نبرز صفحة مشرقة من أعلام هذه البلاد انتقل إلى جوار ربه وبقيت محاسنه وآثاره الخالدة في هذا العلم الذي خلده.

كما أن وقفة العالم المحقق الكبير بكر بن عبدالله أبوزيد الغيهب مع إرث العلامة الشيخ صالح العثيمين العلمي تعتبر بحق منقبة من مناقبه - رحمه الله - في حفظ آثار العلماء والعناية بمدوناتهم.

ولقد كنت آمل من أبناء الشيخ صالح أيضاً أن يتحفوا الجميع ببقية كتبه والتي لم تنشر بعد ليستفيد طلبة العلم من فرائده وقلائده - رحمه الله -.

كما أوجه نداء إلى إدارة التعليم بمنطقة القصيم أن يتم تسمية إحدى المدارس الكبرى بمدينة بريدة باسم هذا العالم الجليل الشيخ صالح بن عبدالعزيز العثيمين تقديراً لمكانته العلمية وتخليداً لسيرته وذاكرة العطرة في وسط بلدة بريدة التي أحبها وتعلم وترعرع فيها.

كما أوجه رغبه أخرى إلى نادي القصيم الأدبي بتخصيص ندوة كبرى عن الشيخ صالح العثيمين وحياته وجهوده العلمية وخصوصاً كتابه التسهيل.

وفي الختام.. أسأل الله أن يتغمد الشيخ صالح بن عبدالعزيز العثيمين بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب.

د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم المشوح


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد