Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/06/2008 G Issue 13044
الأحد 11 جمادىالآخرة 1429   العدد  13044
(جيش المتس(و)(ل)لين)
عبدالله إبراهيم حمد البريدي

لا يخفى على أحد منا ما يشاهد في الآونة الأخيرة من متسولين تكاثروا بشكل لافت، بحيث أنه يصادفك ثلاثة أو خمسة أو أكثر في مشوارك اليومي، ما بين طريق ومسجد وسوق وإن كتب لأحدنا أن يصلي فرضين في مسجدين متباعدين فلا يستبعد أن يرى في كل منهما متسولاً أو أكثر من هؤلاء.

هؤلاء يمثلون جيشاً جراراً من المتسولين يكادون يتشابهون في الملامح وبنية الجسم ولا شك في توحدهم بلغة أو لهجة معروفة!

إني لأعجب من أمر هؤلاء، وأعجب أكثر وأكثر من رقة ولطف وسماحة وطيبة (مكتب مكافحة التسول) الذي يبدو لي أن عدد موظفيه لا يتناسب مع عدد المتسولين الذين يصلون الآلاف بكل تأكيد في مدينة يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة كالرياض.

حتى وإن كان عدد موظفي مكافحة التسول كبيراً بحيث يتناسب مع جحافل المتسولين داخل المدينة فهل هم مكافحون للتسول والمتسولين أم متفرجين؟ ولا أستبعد أن يقوم أحدهم بمد يده لمستول مقدماً له صدقة، فنحن شعب طيب رحيم وهذا ليس عيباً، إنما العيب عدم قيام الفرد منا بما يجب عليه من عمل مكلف به.

إني استشرف خطراً من هؤلاء، ولما لا أستشرف الخطر من ورائهم وأغلبهم رجال أو فتية بكامل نشاطهم، ويتمتعون ببنية جسمية، ويتنقلون بكل حرية في شوارعنا وداخل الأحياء بلا حسب ولا رقيب!!

إن من أقل درجات الكياسة والفطنة الواجب توفرهما في المؤمن أن يخاف على بيته وأهل بيته وماله وسيارته من إنسان أو بشر يحيطون به يراهم رأي العين يجولون في الشارع وقت أداء صلاة مفروضة، فإذا خرج من المسجد (نطحه) أحد هؤلاء وبنغمة حزينة أطلق (سيمفونية) حفظها كما يحفظ الطفل نشيداً في الصف الثاني ابتدائي، ولا يتورع هذا عن النظر إلى جيبك أو محفظتك عندما تهم بإعطائه (المقسوم)، بل إني رأيت من هؤلاء من ينظر إلى جنبات وجدران بيت أحد الجيران، فلماذا هذه النظرات بربكم؟؟؟

الطريف في الأمر وهو في الوقت نفسه المؤلم في الموضوع ما حدث لي مع أحد هؤلاء عندما قاطعت (نشيده) الذي يلقيه ويستدر به عطفنا، فما إن بدأت بتقديم نصيحة له بالبحث عن عمل شريف يغنيه عن مد يده للناس حتى غضب غضبة (مضرية وقيسية) وقال:

تعطيني أو لا؟ أنا لا وقت عندي لسماع نصائح!

هذا وأمثاله ممن يسيحون في الأرض تسولا، هل نستبعد أن يسيحوا في الأرض إجراماً يوماً ما؟

إضاءة:

من أمثلتنا العامية القصيرة لفظا العظيمة معنى ومغزى: (قال: من أمرك؟ قال: مَن نهاك؟)



Al-boraidi@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد