Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/06/2008 G Issue 13034
الخميس 01 جمادىالآخرة 1429   العدد  13034
الرس تبكيك يا أبا هشام
منصور بن محمد الحمود

وهكذا تسير بنا هذه الحياة الدنيا وتقتضي حكمة المولى عز وجل ورحمته بنا ان يجعل الموت نهاية كل حي وكل مخلوق في هذه الدنيا قال سبحانه وتعالى (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) ولو كتب البقاء لاي بشر في هذه الدار لبقي قدوتنا وحبيبنا وأفضل الناس نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، والشاعر يقول:

ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها.. لكان رسول الله حيا مخلدا

وتلك حكمة الله لعباده في الحياة الدنيا التي هي دار ممر بل هي الطريق إلى الحياة الآخرة والتي وعد الله لمن عمل لها من الأعمال الصالحة جنة عرضها السموات والأرض ومن عصاه ادخله النار..

في مساء يوم الاثنين الموافق 21 - 5- 1429 فجعت عائلة المالك بوفاة واحد من أبنائها المخلصين الأوفياء والذي لم يكن وقع الخبر مؤثرا على هذه العائلة الكريمة فقط بل ان أصداء هذا الخبر المحزن له وقع لكل من عرفه في كافة أرجاء الوطن انه معالي (الدكتور صالح بن عبد الله المالك) أمين عام مجلس الشورى الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد معاناة مع المرض لازمه لفترة طويلة ولقد كان لفقده حزن واسى لدى كل من عرفه حيث كان له دور في خدمة وطنه ودينه ومليكه ويشهد بذلك الأعمال الجليلة التي قام فيها من خلال هذه الخدمة لاكثر من نصف قرن.

لقد تحدث الكثيرون من محبيه بعد وفاته عن سيرته العطرة وتواضعه ومحبته لكل من عرفه لقد سبق وان كتبت مقالة عن الفقيد يرحمه الله أثناء مرضه وهو يتلقى العلاج في أمريكا عندما قرأت في هذه الجريدة قصيدة لشاعرنا المعروف (صالح بن حمد المالك) عن صحة أبي هشام وتجاوبه مع العلاج مما ادخل في قلوبنا الفرحة ومع ذلك عاش الجميع أياماً عصيبة اثناء مرضه إلى ان تم نقله إلى مدينة الرياض حين اشتد عليه المرض إلى ان توفاه الله.

أعود إلى الوراء إلى بعض المواقف التي كانت لي مع الفقيد يرحمه الله جعل الله ذلك في موازين حسناته فقد كان لي طلب (منحة أرض جامعية) تأخر تسليمها لي ويومها قابلته يرحمه الله عندما كان وكيلا لوزارة الشؤون البلدية والقروية وعرضت عليه مشكلتي ويومها أمر بإنهاء اجراءاتها فوراً من قبل بلدية بريدة التي انهت جميع إجراءاتها واستلمتها بالحال كما انه أثناء زياراته المتعددة إلى مسقط رأسه الرس كنت احرص على أن ألتقي به للاستفادة مما يحمله من ثقافة وعلم وخبرة وكانت آخر اللقاءات معه حضوره ضيفا في مهرجان التنشيط السياحي في منتزه القشيع بالرس وكان من برامج الحفل محاضرته القيمة عن تاريخ الرس والسياحة وأهميتها لمحافظة مثل محافظة الرس.

في الختام اسأل المولى عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وان يجعل ما أصابه في مرضه تكفيرا له من الذنوب والخطايا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد