Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/06/2008 G Issue 13030
الأحد 27 جمادى الأول 1429   العدد  13030
عبدالله الماضي وملتقى الوراق ... تكريم مستحق

فهد عبدالعزيز الكليب

كان من حظي الماتع أن عرفت منذ أكثر من عقد من الزمن أو يزيد رجل بقامة عبدالله بن عبد المحسن الماضي، وهج في الرجولة ماض ومقتبل بوجه باش، ولعل حسن الطالع أنني ممن جالسه في جلسته المعتادة بعد مغرب كل يوم كلما سنحت لي سانحة الوقت لأنهل من معين تجربة حياتية ثرة نقلها لنا في كتابه الموسوم :(ذاكرة في عمر الزمن) ولا زلت أتتلمذ في أُمسيته ولا أجد أفسح رحابة من صدره إذ أراه كتاباً عامر الصفحات بالمآثر .. ومهما عددت من مناقبه التي تزينه فأقول هذا قليل من كثير!! وأن أبا عبدالمحسن معدن من معادن الأخلاق المثرية، والرفاء الحي، والرجولة الحقة، والعطاء السخي، بتواضع جم، ارتسم خطاً للمبادرة الواعية التي بدأها بأهل بيته وأبنائه وأسرته .. أسرة الماضي الكرام ذات المثل في الحميمية والصلة والبر والتكاتف والتواصل الذي تمثل في: (دارة أسرة الماضي) ولعل الجائزة السنوية للتفوق العلمي لأبناء وبنات الأسرة والتي تتوج في العام القادم بيوبيلها الفضي لإكمالها 25سنه منذ تأسيسها الأول وهي ماضية بثبات وعي الوعي لتستمر كل تلك هذه المدة لأن وراءها الرجال الماضون بثقة قانعة بالاستثمار بالولد وهج الدنيا وزينتها وبكل عزم ملتزم وبنبرة قل أن نراها في الأسر إلاّ ما ندر؟!! الأوفى إمضاء الحديث نهج الحديث واقتفاؤه في منظومة أسرة الماضي:(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

عبدالله الماضي.. من الرجال الذين لهم في الحياة شأن.. وللشأن هدف، إنه موقف يتجدد في ضمير مواطن واع لدوره أمضاه عندما كان موظفاً بسيطاً حتى أصبح مسؤولاً في قطاع قام به خير قيام .. ولا زال يقوم بدور مجتمعي ورؤية نافذة .

عبدالله الماضي .. هو الحب العام الذي يرتبط بسمو نفسٍ أبيّة ترتفع عن الصغائر إلى حيث تكون النفوس كبارا!!

عبدالله الماضي.. حكمة شيخ وقور اكتنزها من تجربة في الحياة ثرة بحلوها ومرها وتنكباتها ومبكياتها!!

عبدالله الماضي.. الماضي قدماً بكل مضاء لإضاءات سجلت له بمداد الضياء الوضّاء .. انه إنسان بكل معنى الكلمة .

عبدالله الماضي.. الرجل الذي يتذوق بشراهة معاني الرجولة وفروسيتها بمتعة ولذة خاصة لا يجيد كنهها ومذاقها إلا هو ومن باب الاستشراف وبذائقة العقل.

عبدالله الماضي.. كتاب يقرأ، رجل عصامي ذاق طعم اليتم وأتم مرحليات الحياة بكل قساوتها وصعابها مرات ومرات بعدما ملأت الروح والعقل بكل تفاصيلها وجزئياتها إلى مرحلة النضج القانع :(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه)، ولك أن تقرأ كتابه الموسوم: (ذاكرة في عمر الزمن) لتعرف أنني لم أبالغ أو أجازف عين الحقيقة.

عبدالله الماضي.. ثناء عاطر يطرق مسامعي كلما لاح ذكره وبان أثره.. وامتدت مآثره ذكرا عاطرا بروائح أزاهير الخزامى العطرة في الروضة المزهرة .

وإذا كرم الماضي عبدالله من ملتقى الوراق وبأحقية واقتدار فهو الذي كرم نفسه بنفسه يوم وجد له اسماً وحضوراً مجتمعياً فاعلاً ومبرزاً مقومات تلك الجدارة من حيث:

أولاً: رجل سعد طريقه وتنكبه بخطوات واثقة وبعصامية لم تعرف طريقاً إلاّ الطموح والاعتماد على الذات.

ثانياً: مساعيه ومواقفه المشرفة في بذل الوقت والجهد والجاه لتطوير وإنماء مركز حرمه.. فإذا ما ذكرت حرمه ذكر عبدالله الماضي في مقدمة المقدمة.

ثالثاً: تبنيه ودعمه المعنوي والمادي لإصدار مجلة الفيصلي.

رابعاً: إمضاؤه ورعايته الدائمة للجوانب الثقافية والعلمية لأبناء أسرته أسرة الماضي فيما يعرف: بجائزة الماضي للتفوق العلمي.

خامساً: إقرار صندوق خاص بأسرة الماضي من باب التكافل والتعاون منذ 1-1- 1405هـ ولا يزال يقوم بدور تكافلي وتعاوني باعث على المودة والألفة.

سادساً: حبه وعشقه الدائم لوطنه وقيادته، المواطنة الصالحة في صدق انتماء وإخلاص ولاء.

وهو أستاذ بدرجة (برفيسور) حين تُعد الرجولة بفقه الواثق بكل أناة وحب جامع.. والكل ممن عرفه أو التقاه ولو لمرة واحدة لابد أن تنطبع تلكم الأريحية والابتسامة التي تلوح تباشيرها من محياه .

أعتذر لك أبا عبدالمحسن والحرف يتردد ويتقاصر أمام رغائب الرجولة الصادقة والتي عرفتها عنك والتي أعرف أن من مواقفها التي أمضيتها ما يفوق الحجارة تصلباً وصلادة!!

لولا المشقة ساد الناس كلهم

الجود يفقر والإقدام قتّال

وما كتابتي تلك إلاّ مشاركة متواضعة بحق رجل كرم نفسه قبل أن يكرم من ملتقى الورّاق، السبّاق دائماً إلى المبادرات الخيرة التي تبعث في نفوسنا الافتبال وشذرات الوفاء للرجال الأوفياء.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد