Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/06/2008 G Issue 13030
الأحد 27 جمادى الأول 1429   العدد  13030
آل الشيخ يفتتح ندوة الإسلام اليوم..
(الاختلاف رؤية واقعية ومعالجة موضوعية)

الجزيرة - هياء الدكان

افتتح معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بحضور نخبة وكوكبة مضيئة من كبار علماء السعودية ندوة مؤسسة (الإسلام اليوم) بعنوان (الاختلاف رؤية واقعية، ومعالجة موضوعية) بفندق ماريوت بالرياض، كما دشن معاليه النسخة المطورة من بوابة شبكة مواقع (الإسلام اليوم) التي من المقرر بثها خلال 45 يوماً.

وقدم الندوة رئيس اللجنة العلمية وعضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود محمد بن سعد الدكان وذكر أن الخلاف دليل على صحة أحد وجوه الحقيقة وعلامة رشد حينما توجه دفته إلى وعي ما ومجتمع ما وهذه الندوة محملة بالرؤية الواقعية والنظرة الموضوعية عبر سعي مبارك من مؤسسة الإسلام اليوم وبرعاية كريمة من وزارة الشؤون الإسلامية ثم أعلن افتتاح الندوة بآي من الذكر الحكيم رتلها القارئ الشيخ ماجد بن عبدالله الزامل. من جانبه أكد معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في كلمته على أن وجود الاختلاف لا يفسد الاجتماع إلا إذا أثّر في الاجتماع العام، فإنه يكون حينئذ مذموماً، (أما إذا كان الاختلاف في إطار تقوية النطاق العام وحسن التوجه للجماعة فإنه حينئذ قد يكون مصدر حمد، لأن الله عز وجل قدّر أن يكون الناس مختلفين.

وأشاد آل الشيخ بموضوع الندوة وبمؤسسة (الإسلام اليوم) القائمة عليها، واعتبرها (باكورة تعاون واسع في خدمة الإسلام والمسلمين بين المؤسسات الأهلية ووزارة الشئون الإسلامية)، موضحاً أن (عمل هذه المؤسسات اليوم يعتبر كبير الأثر والتأثير في الساحة الإسلامية اليوم، في زمن تهدمت فيه الأسوار وذهبت فيه الحدود (..)، ولهذا عظمت التبعة على حراس الإسلام في هذه الجزيرة المباركة في أن يحموا الناس جميعاً من اغتيال عقولهم وقلوبهم في زمن ساد فيه التغريب والعولمة ونُسيت فيه سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وأضاف معاليه أن المهم ليس في حصول الاختلاف لأن قدر الله ماض، لكن المهم هو كيفية تناوله والتعامل معه، كما أن (الصبر والحكمة والأناة دائماً سلاح ماض في تجاوز أي محنة أو فتنة). واعتبر آل الشيخ أن ) السلفية ليست نطاقاً محدوداً بإطار زمان أو مكان أو رجال)، وإنما (السلفية هي الصورة الأولى لهدي النبي- صلى الله عليه وسلم- ولهدي صحابته، ولذلك فإن هذا المنهج بسعة مفهومه لا يضيق الأفكار أو الرؤى، وكما صلح في أول الزمان فهو الذي يصلح آخر الزمان. وكان فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة - المشرف العام على مؤسسة (الإسلام اليوم) - قد افتتح الندوة، مرحّباً بالعلماء والمشاركين فيها، وبالحضور الكريم رجالا ونساء وبالشيخين صالح الخضير (كلية اليمامة) وعمر بابكر (رز أبو كاس) الذين تكفلوا بالرعاية لافتاً الانتباه إلى أن مشاركة ودعم معالي وزير الشئون الإسلامية للندوة ينبع (من إيمانه بأهمية الندوة وحميد أثرها. وفي محاولة لتأصيل الاختلاف بين العلماء، ثم أشار الشيخ العودة إلى أن (رجالات الأمة وعلماءها من لدن عصر الصحابة اختلفوا خلافًا مبنيًا على الدليل والنظر والاجتهاد، وليس على الهوى والمزاج الخاص)، كما أن الخلاف شمل (مسائل كبيرة، كمسألة حكم تارك الصلاة)، لكنهم (لم يصعدوا الخلاف في لغته وأدبه، لأن يكون خلافاً في أصل الإيمان). ورأى الشيخ العودة (أنه من حق المرء أن يحافظ على رأيه في التفصيلات، لكن المهم هو الهدوء في إدارة الخلاف وحسن اختيار اللغة وعدم العصبية للاختيار الفقهي)، لافتاً إلى أن (الزمن أحياناً يخفف من التشدد في مسألة ما، وأحياناً يصنع التشدد، وثمة مسائل جديدة رفضت للوهلة الأولى للاستغراب ثم أُلفت وتُقبّلت).

وأوضح أن العصر الحاضر له شخصيته المتميزة عما قبله، وهذا يقتضي إدراك التحديات الضخمة، ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، والتي لا يمكن مواجهتها إلا بقدر من التوافق والانسجام بينها، كما أن هذا يقتضي العناية بالمتفق عليه وإعطائه حقه في الحوار والحذر من سيادة المختلف عليه وسطوته وعلى عقولنا فيربكها ويشغلها بالمعارك الجانبية عن المعركة الكبرى، معركة الحياة والبناء والإيمان). وفي ختام كلمته أشار الشيخ العودة إلى أن الندوة سوف ينبثق عنها تقرير سنوي يصدر عن مؤسسة الإسلام اليوم؛ لرصد لغة الخطاب الإسلامي حول أبرز قضايا العام التي دار حولها الخلاف وفق منهجية علمية، مع الاستعانة بمتخصصين في مجال التحليل العلمي.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد