Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/06/2008 G Issue 13030
الأحد 27 جمادى الأول 1429   العدد  13030
في بيان أصدره أمس.. الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين:
الحوار الإسلامي مع الشعوب أمر حتمي لمواجهة أباطيل الحملات الإعلامية على الإسلام

الجزيرة - عبيدالله الحازمي - شيخة القحيز

دعا بيان أصدره الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين الحكومات والشعوب الإسلامية وشعوب العالم أجمع لاتخاذ الحوار وسيلة لمعالجة المشكلات التي جدت في حياة المجمعات الإنسانية، واضاف البيان إن الملتقى سيدعو منتديات الحوار ومؤسساته في العالم إلى تحديد أولويات العمل المشترك ومنها إنقاذ المجتمعات الإنسانية من الفتن ومن موجات الفساد والتحلل والتفكك الأسري مشدداً على أهمية التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في حواره مع غير المسلمين ومع الذين عادوه.

وأضاف البيان إن حوار المسلمين مع الشعوب الأخرى سيساهم في إبراز محاسن هذا الدين والتعريف به وبفضائله وقواعده الشاملة للحياة الانسانية الفطرية.. وفيما يلي النص الكامل للبيان..

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين وآله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة العالم الإسلامي، تابع اهتمام خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بالحوار ودعوته أمم العالم للتفاهم، وتحقيق التعايش السلمي بينها. وإذ يشيد الملتقى باهتمام خادم الحرمين الشريفين بالحوار وبدعوته العالمية الرائدة إليه، فإنه يؤكد أن هذه الدعوة تتصل باهتمام الإسلام بالتعارف والتعاون بين الناس، كما في قول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (13)سورة الحجرات، وفي أمره سبحانه عباده بالحوار الحسن: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً (33) {سورة البقرة، ووصفه عباده الصالحين بأنهم أصحاب القول الطيب: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }(34)سورة الحج.

والملتقى يدعو الحكومات والمنظمات والشعوب الإسلامية وغيرها من الشعوب والمنظمات في العالم، لاتخاذ الحوار وسيلة لمعالجة المشكلات التي جدت في حياة المجتمعات الإنسانية، ووسيلة للتفاهم حول القضايا المشتركة التي تتعلق بحياة الإنسان.

ويؤكد الملتقى أن الحوار الإسلامي مع الشعوب من الأمور التي يحتاج إليها المسلمون لمواجهة ما يتعرض له الإسلام ورموزه من تشويه، بما تروجه الحملات الإعلامية ضده من أباطيل، يغذيها أعداء الأمة وخصوصاً الصهيونية العالمية، ويعلن أن الحوار مشروع مع جميع فئات البشر: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (34)سورة فصلت.

ويدعو الملتقى المسلمين في العالم إلى التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في حواره مع غير المسلمين، ومع الذين عادوه حيث حاور، وناظر، وباهل، فكان خير أسوة للمتحاورين، وفي قصص القرآن الكريم عن الأنبياء، حوارات نموذجية، تعلم المسلم كيف يحاور الآخرين، ويسهم في إصلاح حال الناس في مختلف المجتمعات، وهذه مهمة جليلة ينبغي على المسلمين ومؤسساتهم جعل الحوار المفتوح وسيلة لتعريف غيرهم بمبادئ الإسلام في الإصلاح، ودعوتهم للاستفادة منها، من خلال إبراز مهمة الإصلاح التي كلف بها رسل الله عليهم السلام: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}(88)سورة هود.

إن حوار المسلمين مع الشعوب الأخرى يبرز محاسن هذا الدين وفضائله والتعريف بما فيه من قواعد شاملة للحياة الإنسانية السوية: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ}(38)سورة الأنعام.

إن الملتقى يدعو منتديات الحوار ومؤسساته في العالم إلى تحديد أولويات العمل المشترك، ومنها إنقاذ المجتمعات الإنسانية من الفتن، ومن موجات الفساد والتحلل، ومن تفكك الأسرة، بالإضافة إلى معالجة الأخطار التي تهدد البيئة، ومواجهة ما تتعرض له الأرض من فساد وإفساد، وحيث أمر الإسلام بإصلاحها، ونهى عن إفسادها والفساد فيها: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}(56)سورة الأعراف، كما أمر بالمحافظة على سلامتها، وكلف الإنسان بعمارتها: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}(61)سورة هود.

ويعرف الملتقى عن الأمل في أن تثمر جهود رابطة العالم الإسلامي والمنظمات الإسلامية المتعاونة معها في مجالات الحوار عن نتائج تحقق الهدف الإسلامي في التفاهم مع الآخرين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد