Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/06/2008 G Issue 13030
الأحد 27 جمادى الأول 1429   العدد  13030
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين
رابطة العالم الإسلامي تكمل ترتيباتها لانعقاد مؤتمر الحوار الأربعاء القادم

مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي - عمار الجبيري - فهد العويضي

استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الرامية إلى تأصيل الحوار وتوجيهه ليكون وسيلة فاعلة في معالجة المشكلات التي تعاني منها البشرية وجسراً متيناً يحقق تعاون الدول والمنظمات والمجتمعات على اختلاف ثقافاتها فيما تجتمع عليه من قيم إنسانية مشتركة تحقق العدل والأمن والسلام البشري وتجاوباً مع هذه المبادرة الكريمة، تعقد رابطة العالم الإسلامي المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله خلال الفترة من الثلاثين من الشهر الجاري حتى الثاني من شهر جماد الآخر القادم بحضور لفيف من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم.

وقد أكملت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي كافة الترتيبات والاستعدادات اللازمة لعقد هذا المؤتمر وأعلنت برنامجه وما يتضمنه من محاور وبحوث سيناقشها المشاركون والتي تعتمد على ما ورد في كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مجال الحوار والخطاب الموجه لغير المسلمين والعلاقات بين أهل الإسلام وغيرهم من الأمم والشعوب.

وأوضح معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية أن المؤتمر سوف يحدد أهداف الحوار الإسلامي مع شعوب العالم وأتباع الديانات والثقافات فيه منطلقاً من القواعد الشرعية للعلاقات الدولية، ومن الحرص على صون الإسلام ورموزه من العدوان والافتراء.

وبين معاليه أن من أهم الموضوعات التي ينبغي على الطرف الإسلامي في الحوار أن يتصدى لها الدفاع عن الإسلام، وعن القرآن الكريم، وعن خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، مبيناً أن المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار سوف يعالج في محوره الرابع المتعلق بأسس الحوار وموضوعاته الحملات على الإسلام وعلى رموزه وعلى المسلمين المنتشرين في أنحاء العالم وهم خمس البشرية، حيث يقارب عددهم مليار ونصف المليار من الناس.

وقال د. التركي: إن الرابطة أعدت أوراق عمل حول مهمة المحاور المسلم في الدفاع عن الإسلام، كما أن عدداً من الباحثين سيناقشون هذا الموضوع بهدف وضع برنامج محدد ومفصل للقيام بهذه المهمة، والاستفادة من منتديات الحوار العالمية للرد على الافتراءات على الإسلام، والزج به في أتون الاتهامات الباطلة، والأوصاف الظالمة.

وأبان معاليه أن الرابطة والمنظمات الإسلامية المتعاونة معها تدرك علاقة الحملات على الإسلام وإثارة الكراهية ضد المسلمين بدعوات الصراع بين الحضارات، مشيراً إلى أن أصحاب هذه الدعوات صرحوا في مرات عديدة بعد سقوط الشيوعية أن الإسلام هو العدو الجديد. وأنه دين يشجع على العنف والتمييز والكراهية، بينما الإسلام براء من هذه الاتهامات.

وأكد د. التركي بأن رابطة العالم الإسلامي عازمة على الاستمرار في التصدي من خلال ندوات الحوار ومؤتمراته لحملات الكراهية، التي تسعى لإثارة الفتنة بين الشعوب، مذكراً معاليه بأن الرابطة قدمت جهداً معروفاً في مواجهة هذه الحملات وذلك عبر ما عقدته مجالسها (المجلس التأسيسي والمجلس الأعلى العالمي للمساجد ومجلس المجمع الفقهي الإسلامي) وعبر مناشط الهيئات الإسلامية التابعة لها والندوات والمؤتمرات التي عقدتها هذه الهيئات في الخارج، كما أن الرابطة صارحت عدداً كبيراً من القيادات الثقافية والسياسية والدينية والاجتماعية في الغرب بخطر هذه الحملات، وامتعاض المسلمين من المساس بدينهم وبكتابهم وبرسولهم صلوات الله وسلامه عليه، وقال: إن وفود الرابطة بينت في ندوات الحوار ومؤتمراته ما يتميز به الإسلام من مبادئ تسهم في تخليص البشرية من مشكلاتها، وتحميها وتصونها من الشرور والموبقات والمفاسد، وتعزز قيم التفاهم والتعاون والعدل والأمن والسلام في العالم.

وبين معاليه أن رابطة العالم الإسلامي لمست نتائج طيبة لمشاركتها في ندوات الحوار مع غير المسلمين، حيث صرح عدد من المحاورين بتبديل قناعاتهم، بسبب ما عرضته وفود الرابطة من حقائق عن الإسلام والمسلمين، وعن دعوة خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، وقدم معاليه الشكر والتقدير لمؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد مؤخراً في السنغال لمتابعته مناشط الرابطة في الدفاع عن الإسلام، وعن خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وإصداره قراراً يشيد فيه بإقامة الرابطة مركزاً عالمياً لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتعريف به، وتأسيس صندوق عالمي لذلك، ودعوته الدول والمنظمات الإسلامية للتعاون مع الرابطة في هذا الشأن.

وأعرب د. التركي عن اعتزاز الرابطة بهذا القرار، ودعا المنظمات الإسلامية الرسمية والشعبية إلى المزيد من التعاون، مؤكداً استعداد الرابطة والهيئات والمراكز الإسلامية التابعة لها للتعاون وتنفيذ المناشط الإسلامية المشتركة في أي مجال يمكن أن يخدم الإسلام والمسلمين.

رابطة العالم الإسلامي تعلن عن برنامج المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار وبين الدكتور التركي أن البحوث وأوراق العمل التي سوف يناقشها المشاركون في المؤتمر، تعتمد على ما ورد في كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مجال الحوار والخطاب الموجه لغير المسلمين والعلاقات بين أهل الإسلام وغيرهم من الأمم والشعوب.

وأكد معاليه أن برنامج المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار يركز على التأصيل الإسلامي للحوار ووضع خطط مستقبلية موضوعية مشيراً إلى أن النهج الإسلامي هو النهج الذي تلتزم به رابطة العالم الإسلامي في جميع مناشطها ومؤتمراتها.

وعن برنامج المؤتمر وبحوثه وجلساته أوضح الدكتور التركي أن المشاركين في المؤتمر سيناقشون محاوره الخمسة وفق البرنامج الآتي:

الجلسة الأولى وسوف يناقش المشاركون خلالها المحور الأول ويناقش -التأصيل الإسلامي للحوار- وسيرأس الجلسة معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى أما البحوث فهي الحوار في القرآن والسنة المفهوم والأهداف للدكتور أحمد بن عبدالرحمن القاضي عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم والحوار في القرآن والسنة الأسس والمنطلقات للدكتور أسعد السحمراني مسؤول الشؤون الدينية بالمؤتمر الشعبي اللبناني والبحث الثالث فعن تجارب من الحوار الحضاري عبر التاريخ للدكتور جواد الخالصي رئيس الجامعة الخالصية - العراق.

وستكون الجلسة الثانية وسيناقش المشاركون خلالها المحور الثاني الذي يتعلق بمنهج الحوار وضوابطه وسيرأس الجلسة فضيلة الشيخ محمد علي تسخيري الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية.

أما بحوث الجلسة فهي آليات الحوار للدكتور أحمد محمد هليل قاضي القضاة في الأردن وآداب الحوار وضوابطه للدكتور ماجد بن محمد الماجد الأستاذ في كلية الآداب بجامعة الملك سعود وإشكاليات الحوار ومحظوراته للدكتور منقذ بن محمود السقار الباحث في إدارة الدراسات والأبحاث بالرابطة.

والجلسة الثالثة ويناقش المشاركون خلالها المحور الثالث والذي سيناقش موضوع مع من نتحاور وسيرأس الجلسة فضيلة الدكتور مصطفى إبراهيم سيرتش رئيس العلماء ومفتي جمهورية البوسنة والهرسك أما بحوث الجلسة فهي التنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالحوار. للدكتور عبدالله بن عمر نصيف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة والحوار مع اتباع الرسالات الإلهية للدكتور محمد السماك الأمين العام للقمة الإسلامية الروحية - لبنان والحوار مع أتباع الفلسفات الوضعية للشيخ بدر الحسن القاسمي نائب رئيس مجمع الفقه الإسلامي الهندي - الهند ومستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة إلى الإسلام للشيخ فوزي الزفزاف وكيل الأزهر سابقاً - القاهرة.

والجلسة الرابعة ويناقش المشاركون خلالها المحور الرابع -مجالات الحوار- ويرأس الجلسة فخامة المشير عبدالرحمن بن محمد سوار الذهب رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية أما موضوعات الجلسة فهي صراع الحضارات والسلم العالمي للدكتور محمود أحمد غازي الأستاذ في كلية الدراسات الإسلامية بقطر ومخاطر البيئة للدكتور مصطفى الزباخ مدير عام اتحاد الجمعيات الإسلامية في الإيسيسكو والأسرة والأخلاق في المشترك الإنساني. للدكتور علي أوزاك رئيس وقف دراسات العلوم الإسلامية - تركيا.

وأوضح الأمين العام للرابطة أن المشاركين في المؤتمر سوف يتدارسون خلال مناقشة البحوث وأوراق العمل عدداً من المقترحات العملية الخاصة بآليات الحوار والتي تتضمن الاستفادة من التجارب السابقة والعمل على تطويرها من خلال إنشاء جهاز متكامل يفرغ لموضوع الحوار واستكتاب الباحثين فيه وإعداد برامجه والتنسيق بين المؤسسات المهتمة به وحفظ وثائقه وبياناته ومتابعة أخباره ومستجداته ورصد كل ما يتعلق به وبتطويره ومن ثم إصدار تقارير منتظمة عن مناشطه وإقامة علاقات منتظمة مع أجهزة الحوار ومراكزه في العالم الإسلامي وخارجه والتنسيق بين المؤسسات الإسلامية للحوار وإيجاد مظلة مناسبة والسعي إلى أن لا يتولى الحوار إلا الهيئات والشخصيات المتخصصة بحسب الموضوعات محل الحوار.

ومناشدة العلماء والمفكرين وذوي الخبرة بالحوارات العالمية تقديم ملحوظاتهم واقتراحاتهم لترشيد الحوار والحرص على المشاركة في مختلف لقاءات الحوار لتأكيد الوجود الإسلامي. وبيان موقف الإسلام في القضايا المدروسة والاستفادة من الوثائق التي صدرت عن لجان الحوار الإسلامي ومؤتمراته، والتي تتضمن دراسات وبيانات وتوصيات وخبرات ومتابعتها.

وقد أعرب الدكتور عبدالله التركي عن الأمل في أن ينجح المؤتمر والمشاركون فيه في تحقيق الأهداف الإسلامية التي تسعى رابطة العالم الإسلامي إلى تحقيقها في برامج الحوار في المستقبل إن شاء الله.

إلى ذلك دعا د. التركي وزارات الثقافة والإعلام والمؤسسات الإعلامية الإسلامية في البلدان الإسلامية وخارجها، إلى حث وسائلها المرئية والمسموعة والمقروءة على خدمة الحوار، والتعريف بقواعده وضوابطه وأهدافه الإنسانية التي حث عليها الإسلام. مؤكداً معاليه على أهمية التعاون بين وسائل الإعلام وعلماء الأمة في نشر ثقافة الحوار ومبادئه وقواعده بين الأمم، كما جاءت بها رسالة الإسلام، وذلك من خلال برامج وخطط مشتركة. وبين معاليه أن نشر مبادئ الإسلام العالمية في الحوار بين الناس ونقلها إلى المجتمعات الإنسانية من المهام الإعلامية الضرورية لمواجهة دعوات الصراع والصدام بين الثقافات والحضارات الإنسانية، مطالباً العاملين في مجال الإعلام الإسلامي بإبراز قيم الإسلام في السلم والأمن والتعايش والوفاء والتعاون على البر والخير، لدحض المقولات الداعية إلى الصراع بين الأمم، ونقضها وبيان خطرها على الأمن والسلم في العالم، مع التركيز على مخالفتها لمواثيق هيئة الأمم المتحدة من ناحية، وتصادمها مع التواصل والتعارف والتعاون الذي دعت إليه رسالات الله سبحانه وتعالى.

وبين د. التركي أن الإسلام يدعو للحوار حول الموضوعات الإنسانية المشتركة والتعاون والتعايش والتفاهم بين المسلمين وغيرهم.

وقال معاليه: إن رابطة العالم الإسلامي والمؤسسات الإسلامية المتعاونة معها في مجال الحوار ترى أهمية مشاركة وسائل الإعلام الإسلامي في إبراز القيم الإسلامية التي تضمن قيام حوار مثمر بين شعوب العالم، مشيراً إلى عدد من هذه القيم والمبادئ ومنها السلام والتعاون بين المسلمين وغيرهم، وتحقيق الأمن للناس مقصد من مقاصد الإسلام والسلام في الإسلام مبدأ أصيل يجب تعريف المحاورين من غير المسلمين به والوفاء بالعهود والالتزام بالعقود، من القواعد الإسلامية التي يوجب الإسلام على المسلمين التقيد بها ولابد لوسائل الإعلام الإسلامية من التعريف بهذا المبدأ العظيم وعدم الإكراه في الدين وهذا من الأسس الإسلامية في العلاقة مع غير المسلمين والحوار معهم ونبه الدكتور التركي إلى أهمية مراعاة الإعلاميين المسلمين مسألة تمايز الأمم والشعوب واختلافها وأنه أمر طبيعي وهذا التمايز في الخلقة يستتبع اختلافاً في الثقافات والنظم.

وقال معاليه: إذا كان الداعون للصراع يستغلون هذا التمايز والاختلاف بين خلق الله، فإن على الإعلام الإسلامي تفنيد دعواتهم من خلال حوار مفتوح، ودعوتهم للنظر في حرص الإسلام على التعايش السلمي والتعاون بين الناس، وجعل الحوار بينهم وسيلة لحل المعضلات والمشكلات التي تواجههم، مشيراً معاليه إلى أهمية بذل الجهود الإعلامية لإيصال رسالة الإسلام في الترغيب بالحوار، والترويج لمبادئ الإسلام المتعلقة بالعلاقة مع الآخرين، مع إيضاح موقف الإسلام من الصدام ونبذه الصراعات التي تضر بالبشرية جمعاء. وأعرب معاليه عن استعداد رابطة العالم الإسلامي والهيئات والمراكز الإسلامية التابعة لها في التعاون مع وسائل الإعلام لخدمة رسالة الإسلام الموجهة للإنسانية، ولجعل الحوار في العالم هو البديل عن دعوات إشاعة الكراهية والصدام بين الشعوب. وأوضح أن محاور المؤتمر تركز على تحديد مفهوم الحوار وبيان أهدافه وأسسه.

ومنطلقاته وسيضع المشاركون في المؤتمر منهاج الحوار وضوابطه في تحديد آلياته وآدابه. وأن الرابطة تولي المؤتمر اهتماماً كبيراً وكانت قد كونت لجنة تحضيرية خاصة ببرنامجه عقدت عدداً من الاجتماعات وأعدت أوراق عمل لتحديد مهامه وأهدافه وفق هدى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وقال معاليه: إن من أهم ما تسعى إليه الرابطة تحديد سبل مخاطبة الوجدان الإنساني لحث المخلوقين من الناس للعودة إلى الخالق سبحانه وتعالى وعبادته وحده وفق ما شرعه مشيراً إلى أن ذلك يسهم في إعادة المجتمعات الإنسانية إلى الأسس التي نزلت بها رسالات الله سبحانه وتعالى جميعاً وختمت برسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة للعالمين وهذا يحقق مصلحة للمسلمين ولغيرهم من شعوب العالم.

وأكد الدكتور التركي أن ما تسعى إليه رابطة العالم الإسلامي في مجال الحوار مع أتباع الأديان والحضارات والثقافات الإنسانية بتوافق مع اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- الذي دعا العالم إلى الحوار والعودة إلى الله سبحانه وتعالى لترسيخ الأخلاق الفاضلة والقيم الإنسانية السامية والاهتمام بشؤون الإنسان والأسرة التي هي أساس المجتمع بما يحفظ كرامة الإنسان ومكارم الأخلاق ويعزز التعاون والتعايش بين الشعوب، وبين أن برنامج المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار سيعالج هذه القضايا المشتركة بين أمم العالم وشعوبها، وسوف يسعى لجعل الحوار وسيلة فاعلة لمعالجة المشكلات الكبرى التي تعاني منها البشرية وجسراً متيناً يحقق تعاون الدول والمنظمات والمجتمعات على اختلاف ثقافاتها فيما تجتمع عليه من قيم إنسانية مشتركة تحقق العدل والأمن والسلام البشري إلى جانب جعل الحوار بين اتباع الأديان والثقافات والحضارات هو البديل عن دعوات الصراع التي تهدف إلى العبث بالعلاقات السلمية بين المجتمعات الإنسانية وأتباع الأديان المختلفة. وأكد على حرص الرابطة على إنجاز مهام المؤتمر وأعماله ومناشطه وفق خطة دقيقة تتعاون في تنفيذها إدارات الرابطة واللجان التي تم تكوينها للقيام بالمهام التنفيذية الخاصة بالمؤتمر.

وبين معاليه أن الرابطة تسلمت بحوث عدد من المشاركين في المؤتمر والتي ستتم من خلالها معالجة محاوره.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر يناقش التأصيل الإسلامي للحوار ويركز على تحديد مفهوم الحوار وأهدافه وأسسه ومنطلقاته في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع النظر في تجارب الحوار الحضاري عبر التاريخ ومنهاج الحوار وضوابطه، ويعالج المشاركون من خلال إشكالات الحوار ومحظوراته وتحديد آلياته وآدابه أما المحور الثالث فيناقش مع من نتحاور؟ وهم أطراف الحوار من أتباع الرسالات الإلهية واتباع الفلسفات الوضعية، وسيناقش المشاركون من خلال هذا المحور مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة إلى الإسلام والمحور الرابع مجالات الحوار وهي عديدة تشمل شؤون الإنسان وإصلاح حال المجتمعات البشرية وعلاج ما يتعلق بصراع الحضارات والسلم العالمي إلى جانب مخاطر البيئة وقضايا الأسرة والأخلاق في المشترك الإنساني.

وقد وجهت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي الدعوة للمشاركة في المؤتمر إلى العديد من الشخصيات الإسلامية البارزة، من مختلف الدول الإسلامية، والبلدان التي تعيش فيها أقليات مسلمة، ممن يمثلون هيئات الإفتاء والإدارات الدينية، والمراكز والاتحادات والروابط الإسلامية، بالإضافة إلى عدد من القادة والوزراء والمفكرين المسلمين من مختلف القارات، حيث سيشارك في هذا المؤتمر العالمي الكبير أكثر من (500) شخصية إسلامية.

وأوضح معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام للرابطة أنه تجاوبا مع المبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين في دعوة العالم إلى الحوار، عزمت رابطة العالم الإسلامي على عقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار في جنبات مكة المكرمة وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وبحضور لفيف من العلماء والمفكرين ليتدارسوا ويقوّموا التجربة السابقة، وليؤسسوا لمرحلة جديدة وفق رؤية متكاملة لمشروع الأمة في القرن الحادي والعشرين، للتعريف بالإسلام، عبر جهاد الكلمة، وعبر الحوار.

وقال معاليه: إن علماء الأمة الإسلامية ومفكريها أكدوا في العديد من الاتصالات والمراسلات على أهمية الحوار مع غير المسلمين، ومباشرة أعماله وتنفيذ مهامه، لأنه وسيلة للرد على القوى التي ما فتئت تحرض على الإسلام وتعده عدواً للحضارة، تستعدي عليه القوى المختلفة، فتنال تارة من مقدساته ورموزه، وتشكك أخرى في إنجازاته التاريخية وتجربته الحضارية الفريدة، عبر الدعوة إلى صراع الحضارات الذي ينادي به بعض المفكرين، مدفوعين بعوامل الكراهية والتشاؤم والأنانية والاستعلاء على الآخر.

وأكد د. التركي على أهمية عناية الطرف الإسلامي في الحوار بالمنطلقات الواضحة، التي تسهم في إنجاح الحوار وإيصال رسالة الإسلام وما فيها من خير ورحمة للبشرية إلى الآخرين، مما يدعو إلى التركيز على الانطلاق في الحوار من أن أساس الرسالات الإلهية كلها، الدعوة إلى إخلاص العبادة لله والسعي لإسعاد البشرية، مما يوجب على أتباعها التعاون على البر والإصلاح، من أجل خير الإنسانية جمعاء، ومخاطبة الوجدان الإنساني وحث المخلوقين للعودة إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى جوهر ما دعت إليه رسالات الله التي تنزلت على أنبيائه وتشجيع الأعمال التي ترسخ القيم المشتركة بين بني الإنسان، وتحث على حفظ الكرامة الإنسانية والصدق والعدالة، والعمل على ترقيتها وصونها، وترسيخ الأخلاق الفاضلة ومنع أسباب التفكك الأسري، صوناً للمجتمعات الإنسانية وحماية لها ومواجهة الإلحاد في المعتقدات والإباحية والظلم والاضطهاد. والحرص على التعايش السلمي والتفاهم الاجتماعي والتعاون المدني بين المسلمين والمسالمين من غير المسلمين، بخاصة حينما تجمعهم ديار واحدة.

وقال د. التركي إن من أهم ما يسعى إلى تحقيقه المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي يضم هذا التجمع الكبير لرواد الأمة ومفكريها:

التأكيد على أصالة مفهوم الحوار مع الآخرين في القرآن والسنة النبوية، وإبراز ضوابطه وآدابه، واستلهام العبر والأحكام من معين الأصول الإسلامية، ودراسة الاشكالات المتعلقة بمسائل الحوار، وتقديم الأجوبة الشرعية المرشدة لتحقيق مقاصد الشريعة ومصالح الأمة المسلمة، ودراسة تجارب الحوار السابقة، والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها، ووضع خطة موحدة للنهوض بمستقبله وتطويره من خلال تجميع الخبرات السابقة والإفادة منها والتنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالحوار، ووضع آلية يمكن من خلالها توحيد الصف الإسلامي والظهور أمام الآخرين بموقف النِّد. ودراسة وسائل استثمار الحوار بالتعريف بالإسلام، وتصحيح الصور المغلوطة عنه، وتقديمه أنموذجاً قادرا على معالجة مختلف التحديات التي يحار العالم اليوم في التصدي لها، وتقويم جدية الجهات المحاورة، ودراسة سبل فتح قنوات حوارية جديدة مع مختلف الفئات المؤثرة في مجتمعاتها وتعزيز جهود الهيئات والدول الإسلامية في توجهها لإنشاء مراكز للحوار مع الآخرين، مع التأكيد على التقيد بالضوابط الشرعية.

وقال د. التركي: إن القضايا التي سيناقشها المؤتمر، وكذلك أهدافه ومقاصده، تؤكد أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وتأكيده على أهمية الحوار، ودعوته إليه للتفاهم من خلال القواسم المشتركة مع المجتمعات الأخرى، وتأسيس العلاقات النموذجية في العالم على أساس الاحترام المتبادل، بخاصة في عصرنا الحالي الذي يتسم بالصراعات والأزمات.

الجدير بالذكر أن المحاور التي سيناقشها علماء الأمة ومفكروها في المؤتمر هي: المحور الأول: التأصيل الإسلامي للحوار، ويركز على تحديد مفهوم الحوار وأهدافه وأسسه ومنطلقاته في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع النظر في تجارب الحوار الحضاري عبر التاريخ.

المحور الثاني: منهاج الحوار وضوابطه، ويعالج المشاركون من خلاله إشكالات الحوار ومحظوراته وتحديد آلياته وآدابه.

المحور الثالث: مع من نتحاور؟ وهم أطراف الحوار من أتباع الرسالات الإلهية وأتباع الفلسفات الوضعية المعتبرة، وسيناقش المشاركون في هذا المحور مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة للإسلام.

المحور الرابع: أسس الحوار وموضوعاته، وهي عديدة تشمل شؤون الإنسان وإصلاح حال المجتمعات البشرية، وعلاج ما يتعلق بصراع الحضارات والسلم العالمي، إلى جانب مخاطر البيئة، وقضايا الأسرة والأخلاق في المشترك الإنساني.

وبين د. التركي أن البحوث وأوراق العمل التي سوف يناقشها المشاركون في المؤتمر، تعتمد على ما ورد في كتاب الله العظيم، وسنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مجال الحوار والخطاب الموجه لغير المسلمين، والعلاقات بين أهل الإسلام وغيرهم من الأمم والشعوب.

وأكد معاليه أن برنامج المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار يركز على التأصيل الإسلامي للحوار، ووضع خطط مستقبلية موضوعية، مشيراً إلى أن النهج الإسلامي هو النهج الذي تلتزم به رابطة العالم الإسلامي في جميع مناشطها ومؤتمراتها.

ورحبت المراكز الثقافية الإسلامية المنتشرة في العالم بالمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي ستعقده رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -.

وأوضح معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن الرابطة تلقت اتصالات من مسؤولي المراكز الإسلامية في الخارج أكدوا فيها على أهمية انطلاق الحوار الإسلامي مع غير المسلمين، وفق أسس مدروسة يتضح من خلالها مفهوم الحوار وأهدافه وضوابطه ووسائله، مما يجعل المحاور المسلم يتقيد بمشروعية واضحة في نهج الحوار، تعتمد على تأصيل شرعي مرجعه كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

وعبر عدد من مسؤولي المراكز الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي في الخارج عن تقديرهم لاهتمام خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- بالحوار، ودعوته أمم العالم وشعوبه ومؤسساته إلى ممارسته لتحقيق التفاهم والتعايش السلمي بين الناس.

وفي هذا الصدد قال الدكتور إبراهيم الزيد مدير المركز الثقافي الإسلامي في مدريد بأسبانيا: إن المؤسسات والجمعيات الإسلامية في أسبانيا تحيي مبادرة خادم الحرمين الشريفين في دعوته للحوار، وتقدر حرصه الشديد على أن يسود التفاهم بين المسلمين وغيرهم، كما أنها تنتظر نتائج (المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار) الذي ستعقده رابطة العالم الإسلامي وستعمل بتوصياته، وستأخذ بمنهاج الحوار الذي سيتفق عليه العلماء، والمفكرون المشاركون فيه.

وبين مدير المركز الإسلامي في أسبانيا أن رابطة العالم الإسلامي مؤسسة إسلامية كبرى، تمتلك رصيداً كبيراً من العلاقات مع مؤسسات الحوار ومراكز البحث والجامعات في العالم، وهي مؤهلة اليوم لتنظيم مهام الحوار وأعماله، لتحقيق الأهداف الإسلامية في التعريف بالإسلام، والحد من الحملات الموجهة إليه، ومن ثم التفاهم مع الآخرين من خلال القواسم المشتركة على العمل المشترك والتعاون والتفاهم، مما يعزز ويقوي فرص التعايش بين الناس على اختلاف أديانهم وبلدانهم وأعراقهم ولغاتهم.

وعبر مدير المركز الثقافي الإسلامي في بروكسل ببلجيكا الدكتور عبدالعزيز اليحيى عن رغبة المؤسسات والجمعيات الإسلامية في كل من بلجيكا وهولندا بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي، من خلال تنظيم ندوات الحوار المشتركة، مشيراً إلى أن محاور المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، ذات أهمية كبرى لأنها ستضع نهجا شرعياً يستفيد منه المحاورون المسلمون في ندوات الحوار ومؤتمراته، وأضاف: إن من الأمور المهمة التي يتطلع إليها المسلمون في الغرب، أن تكون هناك مرجعية إسلامية عليا خاصة بشؤون الحوار الإسلامي مع غير المسلمين من أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وأوضح أن المحاور التي أعلنت عنها الرابطة، والتي سيعالج المشاركون في المؤتمر قضية الحوار ومشروعيته وضوابطه من خلالها سوف توجد منهجاً موحدا تعتمد عليه المؤسسات الإسلامية في حوارها مع الآخرين، وقال: إن ما تسعى إليه رابطة العالم الإسلامي يتوافق مع دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى الحوار، التي تنطلق من منطلقات إسلامية هدفها تعميم الخير على الناس، وإيجاد التفاهم وتحقيق التعاون بين المجتمعات البشرية.

أما مدير المركز الثقافي الإسلامي في فينا السيد فريد خوتاني فقد رحب باسم المؤسسات والجمعيات الإسلامية في النمسا بالمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، مبرزاً أهمية التواصل بين المسلمين وغيرهم، وأثر ذلك على التفاهم والعيش المشترك، وقال إن رابطة العالم الإسلامي عقدت عدداً من المناشط الإسلامية في المركز الثقافي الإسلامي في فينا، ودعت غير المسلمين للمشاركة فيه، ومن أهم هذه المناشط، عقدها مؤتمراً خاصاً بصورة الإسلام في المناهج الدراسية في الغرب.

وبين أن الرابطة تمكنت من تعريف الغربيين المشاركين معها في المؤتمر بالتصورات المغلوطة عن الإسلام في عدد من الكتب المدرسية التي يتلقى منها طلاب المدارس في الغرب المعرفة، وقال: إن رابطة العالم الإسلامي تستحق التقدير على جهودها في التواصل مع المنظمات الغربية لتعريفها بحقيقة الإسلام، مشيراً إلى أن حرص الرابطة على الحوار مع الآخرين أكسبها تقديراً عالميا واسع النطاق.

وأشاد مدير المركز الثقافي الإسلامي في فينا باهتمام خادم الحرمين الشريفين بالحوار ودعمه لحوار المسلمين مع غيرهم مشيراً إلى أن في ذلك منافع كثيرة تتحقق للإسلام والمسلمين.

أما مدير المركز الإسلامي في البرازيل: السيد جمعان الغامدي فقد أوضح أن للحوار مع غير المسلمين منافع عديدة يلمسها بخاصة المسلمين الذين يعيشون خارج حدود العالم الإسلامي، وقال: إن إقدام الرابطة على عقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار عمل إسلامي كبير، والأمل أن تنطلق بعده مجالس الحوار وندواته، لأن في ذلك منافع من أهمها تعريف العالم بأن الإسلام ينبذ لغة الصراع، ولا يقبل بنظريات الصدام، وإنما هو دين سمح يدعو إلى التفاهم والتعاون بين الناس من خلال الحوار.

وقدم مدير المركز الإسلامي في البرازيل شكر المنظمات الإسلامية في أمريكا الجنوبية وتقديرها لرابطة العالم الإسلامي على مبادرتها، واعتزامها عقد هذا المؤتمر الذي سيحقق بعون الله الأمل الذي يتطلع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى تحقيقه.

وقد وجهت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي الدعوة لوسائل الإعلام داخل المملكة وخارجها لتغطية هذا المؤتمر حيث وجهت الدعوة لأكثر من 120 إعلامياً كما أصدرت كتيباً يضم أسماء المشاركين في المؤتمر وأسماء الإعلاميين الذين وجهت لهم الدعوة كما يشتمل على محاور المؤتمر وجلساته والموضوعات التي تطرح في كل جلسة واسم رئيس الجلسة وأسماء المشاركين فيها وكذلك يضم جدولاً يوضح مواقيت الصلوات وعناوين الإدارات ذات العلاقة بالضيوف المشاركين.

كما أصدرت كتيباً آخر يتضمن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أثناء استقباله لرؤساء بعثات الحج في عام 1428هـ وكلمته - حفظه الله - أثناء استقباله للمشاركين في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي الذي عقد في الرياض، كما اشتمل الكتيب على كلمة لمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وكذلك الأطر العامة للحوار وأهداف المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار وأسماء وأعضاء اللجنة العليا للمؤتمر، وستقوم الرابطة بتوزيع هذه الكتيبات وغيرها من المطبوعات الخاصة بالمؤتمر والتعريف بالرابطة على المشاركين في المؤتمر.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد