Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/05/2008 G Issue 13029
السبت 26 جمادى الأول 1429   العدد  13029
اللهم رخِّص الحديد!
فضل بن سعد البوعينين

بهذه الكلمات العفوية الصادقة دعا خادم الحرمين الشريفين ربه بإزالة هم من هموم مواطنيه، وهوالغلاء الذي طال كل شيء. الغلاء أمر عظيم، أصاب المجتمع في مقتل؛ أضعف الأقوياء وأقحم الفقراء في تداعيات العوز والحاجة. (الحديد) كان الرمز الذي ربما استخدمه الملك عبدالله للتعبير عن غلاء مواد البناء، والسلع الأساسية بشكل عام.

ترى ما الرسالة التي ضمنها خادم الحرمين الشريفين دعاءه العفوي الذي أطلقه خلال تدشينه مشروعات التنمية في مدينة الجبيل الصناعية؟. أعتقد أنها رسائل متعددة أرسلت في اتجاهات مختلفة.

الرسالة الأولى وقعت في قلوب المواطنين الذين أيقنوا أنهم في قلب المليك القريب من همومهم واحتياجاتهم اليومية.

هذه الرسالة كانت أسرع الرسائل وصولا إلى هدفها لأنها أُطلِقَت من قلب المليك فتلقفتها قلوب المواطنين، (من القلب إلى القلب).

الرسالة الثانية كانت موجهة نحوفخر الصناعات السعودية شركة (سابك)، التي إحتفل رئيسها التنفيذي بتدشين بعض مشاريع (حديد) العملاقة؛ هي أمنية قائد أكثر من كونها رسالة، ولوكان لي من أمر تحقيق هذه الأمنية الغالية شيئا لاتخذت قرار تخفيض أسعار الحديد فورا، تجاوبا مع أمنية المليك، لكني اكتفيت بالتصفيق الحار في قاعة الاحتفال، والدعاء للوالد القائد الذي لم تنسه مشروعات التنمية الضخمة هما من هموم مواطنيه.

الرسالة الثالثة وُجِهت نحو مصانع الحديد، المستفيدة الرئيسة من مشروعات التنمية، فمن الطبيعي أن تضاعف المشروعات العملاقة الطلب على الحديد ما يؤدي بالتالي إلى زيادة المبيعات، وتعظيم الأرباح؛ ومن باب الولاء للوطن يفترض أن تتنازل هذه الشركات عن جزء من هامش ربحها الضخم لمصلحة المواطنين، على أقل تقدير، مساهمة منها في خفض الأسعار.

أما الرسالة الرابعة، فموجهة للتجار ممن يتصرفون بقوت الشعب، وسلعهم الضرورية، وهي رسالة محبة وتذكير بأن الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في شؤون عباده وإليه يرجع الأمر كله، وفي تفويض ولي الأمر أمره إلى الله ودعائه له في شأن من شؤون المسلمين رغم مقدرته على التغيير القسري دلالة على معنى الإيمان وضرورة ربط العمل بالنية الخالصة لوجهه تعالى، وتأكيد على تطبيق الحرية التجارية التي يفترض فيها الانضباط بتعاليم الدين ومصلحة المسلمين.



f. albuainain@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد