Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/05/2008 G Issue 13026
الاربعاء 23 جمادى الأول 1429   العدد  13026
اختتام أحدية الرشيد وسط حضور كبير.. وتكريم مزدوج ل«الجزيرة»

«الجزيرة» - وهيب الوهيبي

انتقد الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لربطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء الآراء التي ترى أن الحوار مع الآخر هو بمثابة التنازل عن الثوابت الشرعية والقطعية لافتاً أن هذا الرأي غير مقبول على الإطلاق بل وترفضه شريعتنا الإسلامية.

وأكد معاليه أن الحوار الذي نسعى إليه يكون في القواسم الإنسانية التي تتفق عليها الأديان، ومن ذلك القيم الأخلاقية ومعالجة التفكك الأسري ومحاربة التطرف والشذوذ الجنسي.. جاء ذلك خلال حديثه عن حوار الحضارات مساء أمس الأول في أحدية الشيخ محمد الجبر الرشيد بحضور نخبة من الدعاة والاكاديمين والإعلاميين.

وقال إن الحوار وسيلة للصلة والتفاهم بين الناس من جميع الحضارات المختلفة، وحاجة الشعوب إلى الحوار حاجة مستمرة، وحاجتنا إلى الحوار مع الآخرين لا تقل عن حاجتهم إلينا.

واستغرب معاليه في هذا الصدد ممن يخشون من الحوار مع الآخر وتساءل: لم هذا الخوف؟ وديننا رسالته عالمية وموافق للفطر السليمة.

وأكد الدكتور التركي أن الأمة من خلال الحوار يمكنها تعريف العالم بديننا وحضارتنا، فالحوار فرصتنا للدعوة والتعريف والبلاغ الذي هو مهمة الأنبياء والمرسلين، وهو مهمة العلماء والدعاة والمثقفين المخلصين لدينهم ولأمتهم. لافتاً إلى أن الحوار والتعاون مع الآخرين يمكن تطويق الكثير من التحديات والمشكلات التي تواجه البشرية، ولن يكون بوسعنا وحدنا مواجهة طوفانها، ولا تحصين مجتمعاتنا من سلبياتها وآثارها على الناس، كما يمكننا الرد على القوى على من يسيئون إلى الإسلام.. كل هذا يؤكد أن الحوار اليوم بات ضرورة من ضرورات الحياة المشتركة، ووسيلة مهمة من وسائل التفاهم الذي يحقق حسن المعايشة والتعاون بين الأمم والشعوب، كما أنه وسيلة للتصدي للفكر المضاد.

وتطرق إلى دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار، وقال إن ذلك يأتي إلى تحقيق آمال المسلمين وشعوب العالم نحو التعايش السلمي والتعاون والأمن والسلام ونشر العدالة في الأرض، انطلاقاً من مبادئ الإسلام.

واشار إلى أن المؤتمر الذي ستنظمه الرابطة هذا الأسبوع سوف يناقش تأصيل منهاج متكامل للحوار مع أتباع الثقافات والفلسفات والملل المختلفة والحضارات العالمية إلى جانب الحوار مع أتباع الرسالات الإلهية، فما تسعى إليه الرابطة هو وضع برنامج إسلامي متكامل للحوار، يكون مرجعاً وهادياً للمحاورين المسلمين. واعتبر أن الحوار الذي تمارسه رابطة العالم الإسلامي، والذي تدعو إليه يستند إلى منهج إسلامي واضح في كتاب الله العظيم، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فهو منهج قرآني وسنة نبوية، وليس أدل على سلامة هذا النهج ومشروعيته من قول الله سبحانه وتعالى وهو يخاطب نبيه عليه السلام: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا } وقد درج الأنبياء على التواصل مع أقوامهم ومحاورتهم، كما قدمت السيرة النبوية العطرة منهجاً واضح المعالم من خلال حوارات النبي - صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولم يتوقف الحوار بأنواعه بين المسلمين وغيرهم خلال تاريخهم الطويل، إذاً فحوار المسلمين مع غيرهم أمر مشروع، بل هو مطلب شرعي تحتاج إليه أعمال الدعوة الإسلامية. وفي ختام الامسية كرمت الأحدية الداعمين لها في أنشطتها حيث قام معالي الدكتور عبدالله التركي والشيخ محمد الجبر الرشيد بتكريم الجهات والشخصيات المتعاونة مع نشاط الاحدية ومن بينها صحيفة (الجزيرة) حيث تم تكريمها بدرعين وتسلم الزميل معاذ الجعوان درعاً تكريمياً نيابة عن رئيس التحرير ودرعاً آخر له نظير جهوده في دعم انشطة الأحدية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد