Al Jazirah NewsPaper Friday  23/05/2008 G Issue 13021
الجمعة 18 جمادى الأول 1429   العدد  13021
قديمك نديمك

قدَّم لنا أساتذة الشعر من الرعيل الأول أروع الأمثال وأجمل الكلام من خلال القصائد التي أبدعوا في نظمها بعد معاناة وتجارب مرت عليهم في الحياة؛ فهم مدارس شعر قدموا للأدب الشعبي خدمات جليلة بحكمهم وأمثالهم وقصائدهم الجمّة الثمينة التي تناقلها الناس فيما بينهم ولا يزالون كذلك؛ لذا كان من الواجب علينا إبراز أشعارهم وتقديمها عبر وسائل الإعلام بكثرة كحق من حقوقهم؛ لأنها تستحق النشر، وأهلها أصحاب المعروف في ذلك علينا، يستحقون استعراض بعض من جوانب حياتهم؛ فنحن من استفاد منهم ومن أشعارهم وسيرتهم الحسنة، ولنا الشرف في سماع وقراءة أدبهم وسيرتهم العطرة الغضة الندية. وقد تأملت في بعض وسائل الإعلام خاصة الصحف والمجلات عبر صفحاتها الشعرية فوجدت أنها مقصرة أيما تقصير، ومجحفة في حق هؤلاء؛ إذ قلما تجد مجلة أو صفحة شعبية تنشر لشاعر منهم، حتى الغالبية من البرامج التلفازية أيضاً تجاهلتهم ولم نعد نسمع أو نشاهد منهم ما يثلج الصدر، ويطرب السمع من تلك الدرر النفيسة من أقوال الرعيل الأول التي لا غنى لنا عنها إلا القليل. وقد قيل قديماً (قديمك نديمك)، خاصة في هذا الزمان الذي كثر فيه اللغط، ورأينا من المستشعرين أعداداً كثيرة لهم قصائد لا تحمل إلا الاسم فقط، أما المضمون فلا، ممن ملؤوا الساحة الشعبية بالغث من القصائد بالاسم، الهزيلة في كل شيء، التي لا ترتقي لمستوى الشعر، أولئك الذين يحبون المظاهر والترزز بحثاً عن الشهرة على حساب الأدب الذي هو بريء منهم.

وخلاصة القول: نحن بحاجة إلى شعر جيل العمالقة من شعراء الرعيل الأول كسليمان بن شريم، والأمير محمد بن أحمد السديري، وصقر النصافي، ومرشد البذال الرشيدي، وعبدالله بن علي الحرير، ومحمد بن عبدالله القاضي، وعبدالله بن سبيل، وغيرهم وغيرهم من الشعراء الذين رحلوا عن الدنيا وتركوا لنا أدباً جمّاً دُوّن بعضه في الكتب، وحفظ البعض في الصدور حتى أصبح كلامهم يُستشهد به في بعض المواقف والمناسبات لقوته ولروعته.. فهل سيجد ما كتبت تجاوباً من القائمين على الصفحات الشعبية، والمجلات التي تهتم بالشعر والبرامج الشعبية التي تبث عبر وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة ونرى بعضاً من شعر العمالقة من الرعيل الأول فيها؟ أتمنى أن يتحقق ذلك في القريب العاجل.

صالح بن عبدالله الزرير التميمي- الرس


Abuabdulh58@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد