القاهرة - مكتب الجزيرة - وكالات
أكَّد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على أن الأزمة اللبنانية موضع نقاش واهتمام من جميع الدول العربية واللجنة التي تم تشكيلها مهمتها الأساسية وقف المصادمات المسلحة وإقناع الفرقاء اللبنانيين بالعودة فوراً إلى مائدة الحوار ورعاية هذا الحوار وسيتم إرسال وفود إلى لبنان ليكون على اتصال بجميع القوى في لبنان. وأضاف عمرو موسى أن خطورة الأزمة اللبنانية تتمثّل في أنها كانت سياسية معقدة والآن تحولت إلى أمنية خطيرة وأمام هذا الوضع لا بد أن تكون اللجنة على مقربة من الأحداث والأطراف وأوضح أن المبادرة العربية إضافة إلى البيان الصادر عن الاجتماع مكملين لبعضهما البعض.
وأكّد موسى على أن التدخلات الخارجية وانسياق بعض الأطراف وراءها كان سبباً في تعطّل هذا الحوار وأن تنفيذ المبادرة العربية سيحل الأزمة اللبنانية فوراً لأن تعطل هذا الحوار أدى إلى تعطل انتخاب رئيس الدولة وهي حالة استثنائية غريبة على الدول العربية. وعن إدخال بعض التغييرات على المبادرة بما يسمح بالتعامل مع التطورات الجديدة أشار موسى إلى أن العناصر الأساسية للمبادرة كما هي وهي انتخاب رئيس واتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون انتخابي وكذلك دعم نواحي الاستقرار في لبنان.
وحول تطرق الاجتماع للعلاقات السورية اللبنانية أوضح موسى أن سوريا أعلنت على لسان رئيسها الرئيس بشار الأسد في القمة العربية الأخيرة بأنها لن تتدخل في الشأن اللبناني وأنها ليس لها أطماع في لبنان وشدّد على أن العلاقات الرسمية والشعبية بين الدولتين قوية ومستمرة وأكّد موسى على أنه لا يجب أن يتم خلط الأمور فإن ما يحدث في لبنان أزمة داخلية لبنانية ولا يجب توجيه الاتهام لسوريا بالمسئولية عن ذلك لأن هذا الاتهام هو ما تروّج له قوى خارجية لها مصلحة في نشر بذور الخلافات والصراعات بين الدول العربية.
وأضاف موسى أن الخروج من المأزق الحالي يتطلب تعاون كل الدول العربية لأن استمراره له انعكاسات خطيرة على منطقة الشرق الأوسط و(نحن نريد إغلاق هذا المدخل والتعامل مع المستجدات الحالية يتطلب فتح حوار مع كل الأطراف اللبنانية ومع كل الدول العربية لأن المشكلة تخصنا جميعاً ونحن لا نستبعد أحد.. علينا جميعاً أن نشارك في الحل وأن لا نسمح لأحد من الخارج بأن يعمق خلافتنا).
وفيما يتعلق بنوعية الدعم اللوجيستي للجيش اللبناني الذي تضمنه البيان قال موسى إن هذا الدعم هو الحفاظ على وحدة الجيش وسيطرته على الأوضاع الأمنية ويطبق ذلك من خلال معرفة احتياجات الجيش اللبناني وتقديمها له على وجه السرعة. من جهة أخرى عقد عمرو موسى اجتماعاً مع وزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري أمس في القاهرة للبحث في ترتيبات سفر اللجنة الوزارية العربية إلى لبنان. ورفض متري الإدلاء بأي تصريح إثر الاجتماع الثنائي.
وأفاد مصدر في الجامعة العربية أن موعد سفر اللجنة الوزارية العربية لم يتحدد بعد. وكان وزراء الخارجية العرب عقدوا اجتماعاً طارئاً الأحد في القاهرة قرروا خلاله تشكيل لجنة وزارية تتوجه إلى لبنان في أقرب وقت برئاسة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية. وتضم اللجنة الوزارية ثماني دول هي الأردن والإمارات والبحرين والجزائر وجيبوتي وسلطنة عمان والمغرب واليمن.
