كثيرة هي الإجراءات الجيدة التي اتخذتها ونفذتها أمانة منطقة الرياض، سواء على صعيد تنظيم أحياء وشوارع مدينة الرياض، حيث يلاحظ المنصف أن الاهتمام لم يعد مقصورا على أحياء الشمال مثلما كان في السابق، بل إن تكثيف الاهتمام بأحياء الجنوب لتعويض الإهمال في السابق. ورفع مستوى الخدمات وتحسين الشوارع وإنشاء المنتزهات والحدائق، حتى أصبح الجنوب لا يقل إن لم يتفوق على الشمال في مستوى الخدمات والمنتزهات والحدائق بل إن الجنوب يحتضن أكبر منتزه في الرياض، هو منتزه سلام.
والآن هناك جهود واتجاه لرفع مستوى الخدمات وتحسين المنتزهات والشوارع في غرب الرياض، فبالإضافة إلى تأهيل وادي حنيفة وبناء جسور معلقة، وربطها بالشوارع الجديدة. وأعتقد أن ما تم إنجازه في الجنوب ويجري إنجازه في الغرب، مع توقع أن يتواصل الاهتمام ليصل إلى شرق الرياض، دون إهمال الشمال.
أعتقد أن هذا العمل الذي تقوم به أمانة الرياض لرفع مستوى البنية الأساسية وتجميل شوارع العاصمة ونشر المنتزهات والحدائق إنما يتم وفق دراسات واستراتيجية مدروسة ساهمت في إعدادها توجيهات أمير المنطقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووجود أمين متخصص، إذ إن أمين منطقة الرياض الحالي أستاذ أكاديمي متخصص بالتخطيط ومهندس عملي يحب العمل بين المشروعات، إضافة إلى وجود مركز للتخطيط والدراسات الهندسية (الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض).
ولا شك أن وجود هذا المثلث المتكامل من قيادة وتوجيه وخبرة وعلم ومتابعة، زاد من تنوع المشروعات والخدمات ورفع مستوى الأداء في أجهزة الأمانة والبلديات، وحفز المواطنين للتعامل مع الأمانة والبلديات بشفافية وقناعة وقد انعكس ذلك في تفاعل أعضاء المجلس البلدي لمدينة الرياض، وهو المجلس المنتخب الذي يمثل المواطنين والذي يعد أفضل المجالس البلدية على نطاق المملكة تفاعلا وتعاونا بين المواطنين والأمانة، وهذا القول ليس انحيازاً للمجلس البلدي في الرياض كوني من أبناء الرياض، فالوطن والمملكة تفرض على كل مواطن ولاء أكبر وأعم، إلا أننا كمتابعين لنشاطات المجالس البلدية نرصد تعاون المجالس والأمانات والبلديات في عموم مناطق المملكة، فنجد في الرياض تجانسا وتعاونا بين المجلس والأمانة، عكس ما نشهده في تصادم وتشاحن في مناطق أخرى، وبالذات في منطقتين شهدتا تهديدا في بعض أعضاء مجلسيهما البلدي بالاستقالة.
هذا الشيء لا نراه في الرياض بل يعمل أعضاء المجلس البلدي على مد جسور بين أجهزة البلدية والمواطنين من خلال تخصيص يوم الثلاثاء من كل أسبوع لاستقبال الشكاوى والمقترحات من المواطنين والمقيمين على حد سواء لأن الرياض مدينة من يسكنها ويقيم فيها.
وما يتلقاها المجلس من ملاحظات وشكاوى واقتراحات يتم التعامل معها بكل جدية واحترافية، حيث تدون في أوراق رسمية للمجلس البلدي، ومن ثم يتم التحقيق من صحة الشكوى ورفعها إلى الجهات المختصة لعمل اللازم، أيضا لا يتوقف عمل أعضاء المجلس على تلقي الشكاوى والمقترحات والملاحظات بل متابعة وتفقد أعمال البلديات والأمانة في تعاون وثيق مع هذه الأجهزة.. وهذه أحد أسرار تميز وتفوق الرياض.
jaser@al-jazirah.com.sa