Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/05/2008 G Issue 13011
الثلاثاء 08 جمادى الأول 1429   العدد  13011
بين بنات جدة والرياض
منيف خضير

كتبت في هذه الصفحة قبل أشهر مقالاً بعنوان (وش السالفة)، وكان يتحدث عن فكرة تحويل جدران الكباري والجسور في العاصمة الرياض إلى لوحات فنية جدارية بالسيراميك والألوان والإضاءة (النيون) والتشجير أيضاً والزهور. وأتذكر وقتها أن أمانة العاصمة ردت على المقالة بأن الموضوع تحت الدراسة، ولا زلتُ أنتظر على أمل أن يكون الموضوع فوق الدراسة! عموماً الأفكار الجميلة إذا تم تأجيلها تطير إلى حيث العش الآمن والجميل. فقبل أيام طالعتنا هذه الصحيفة بخبر يقول: قامت نحو 300 طالبة بتزيين سور كلية البنات المشهور ب(سور الحوامل) بنحو 100 لوحة جدارية باستخدام كسر السيراميك وخامات مختلفة وذلك ضمن مشروع تخرجهن للسنة النهائية بقسم التربية الفنية بقسم الاقتصاد المنزلي في إطار تعاون الكلية مع أمانة جدة. والحقيقة أن المسألة ليست مقارنة بين الأمانتين فلكل جهودها التي لا ينكرها أحد. ولكن فقط أردت أن أضرب مثلاً على أهمية التقاط الأفكار المطروحة في الطريق وعلى فكرة الاستفادة من الجامعات والكليات خصوصاً المتخصصين في التربية الفنية. فلو نظرت إلى أقسام التربية الفنية في جامعاتنا لوجدتها تزخر بآلاف اللوحات والتحف والأعمال المتنوعة، فأين الأمانات عن هؤلاء المبدعين وإلى متى سيظل إبداع هؤلاء حبيس أدراج الجامعات؟!

والأفضل من تعاون أمانة جدة مع الكليات هو تخصيص الأمانة موقعاً لهواة الكتابة على الجدرن (50 موقعاً). والمعروف أن الكتابات الجدارية فن يستغله الغربيون للدعاية والإعلان وللزخرفة، أما نحن فلم نوظفه بعد حتى أضحى عبئاً يشوه أسوار مدارسنا وأحيائنا.

خبر آخر أيضاً نشرته هذه الصحيفة عن الطالبة السعودية لميس باجنيد -يؤكد علو كعب بنات جدة- حيث صممت هذه الطالبة لعبة ثقافية عن المعالم الأثرية في المملكة. ووفق الخبر فهذه اللعبة تعد الأولى على مستوى المملكة، وهي تهدف إلى توفير أكبر قدر ممكن من المعلومات عن آثارنا الكثيرة. وهذه اللعبة تأتي في ظل غياب الألعاب المعرّبة والإسلامية -وخصوصاً الإلكترونية منها- مما يحد بأطفلانا إلى اللجوء إلى ألعاب يصممها غيرنا بفكرهم وتوجهاتهم. ولهذا الموضوع تداعيات كثيرة ليس المجال لذكرها.

نعود إلى جدة بأمانتها وببناتها وبجمالها الرابض على شاطئها، ونقول لها: استمري على هذا النهج الجميل.



mk4004@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد