برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير تشهد المملكة العربية السعودية حدثاً مميزاً وفريداً من نوعه وذلك بمنطقة عسير وبالتحديد مدينة الضباب أبها وهو انطلاق أول وأكبر مسابقة شعرية على مستوى الوطن العربي تحمل اسم (شاعر المعنى) وذلك من مساء اليوم الاثنين وعلى أكبر مسارح المملكة (مسرح المفتاحة) بمركز الملك فهد الثقافي وبرعاية إعلامية حصرية لجريدة (الجزيرة).
وسيكون انطلاق المسابقة في نفس الموعد الذي خطط له من قبل وستبث حلقاتها عبر قناتي الساحة الأولى والثانية مباشر عند تمام الساعة التاسعة والنصف مساء.
وستحمل المسابقة في طياتها الكثير من المفاجآت التي ستثري الساحة الشعرية وتسر الجماهير ومتابعي هذا الفن العريق. المسابقة تستمر لمدة ثلاثة أشهر بواقع أمسية واحدة في الأسبوع ليكون مجموع الحلقات اثنتا عشرة حلقة.
وسيتم اختيار الـ 48 شاعراً المتبارين حسب القرعة على الهواء مباشرة وأمام الجمهور وسيتم تقسيمهم إلى 6 مجموعات تضم كل مجموعة ثمانية متسابقين, ويعد هذا التجمع الثقافي الذي يضم نخبة من شعراء المحاورة من أنحاء الوطن العربي سيتنافسون على ارتجال قصائد حوارية ذات معنى قوي وأبيات هادفة وفق رؤية ثاقبة تزخر بالشعر الحقيقي مع البديهة السريعة والفتل المتميز والنقض الصائب وبقي الدور فقط على الشعراء المشاركين الذين يعتبرون من أهم شعراء المحاورة في الخليج بعد أن اعتمدت لجنة التحكيم أسماءهم.
وتهدف مسابقة شاعر المعنى إلى إظهار شعر المحاورة بصورته الحقيقية من خلال تعريف الجماهير ببعض أسرار شعر المحاورة الذي يعد فناً ارتجالياً جميلاً كما يهدف البرنامج إلى إعطاء فرصة لعدد كبير من شعراء المحاورة الحقيقيين الذين لم يجدوا الفرصة للظهور قبل هذا البرنامج. كما أن من أهداف البرنامج والمسابقة عموما تأسيس مرحلة نقية للشعر بعيداً عن المهاترات والعصبيات وإقصاء الآخر.
وتضم لجنة التحكيم أكبر شعراء الخليج وأميزهم وهم رشيد الزلامي وفيصل الرياحي وسلطان الهاجري ويعتبرون أعلاما ونجوما في سماء الساحة الخليجية في مجال المحاورة.
من جهة أخرى تحتضن أبها وللمرة الأولى في تاريخها تجمعا شعريا ضخما من خلال مسابقة شاعر المعنى بعد أن قررت اللجنة المشرفة على المسابقة بدعوة الشعراء الثمانية والأربعين لحضور الحلقة الأولى ولعمل جولة سياحية لهم في منطقة عسير التي تعد أهم وأبرز المناطق السياحية الخليجية.
وقد وصل بالفعل المتسابقون الثمانية والأربعون المتأهلون لمسابقة شاعر المعنى مساء الجمعة، وقد تم إعداد برامج خاصة للمتسابقين من أهم هذه البرامج برامج سياحية تهدف إلى تعريف المتسابقين بأهم المعالم السياحية في منطقة عسير وزيارة القرى التاريخية والأثرية والتعرف عن قرب على الموروث العسيري وأبرز المعالم التاريخية والتراثية والسياحية في المنطقة.
فيما يستعد المتسابقون الثمانية والأربعون بعد التهيئة السياحية لحضور الحلقة الافتتاحية للمسابقة الليلة.
على صعيد متصل بدا مسرح المفتاحة بأبها في كامل حلله إثر العديد من التغيرات ليكون هو الآخر مستعداً لاحتضان حلقات مسابقة شاعر المعنى المسابقة السعودية الأولى التي تهتم بالشعر وتحديداً في شعر المحاورة وتقوم بنقلها قناتي الساحة لمدة ثلاثة أشهر من الاثنين القادم. وقد شهد المسرح في الثلاثة الأسابيع الماضية ورشة عمل متواصلة من قبل طاقم فني وتقني تكون من أربعين شخصاً واصلوا عملهم لعشرين ساعة في اليوم حيث عمل الفريق على وضع صياغة جديدة للمسرح تتناسب مع خط المسابقة، وقد ظهر المسرح في حلته النهائية بشكل مميز وراق عكس من خلاله الفريق جهدهم الذي أثمر عن ديكور جديد وضع عليها شعار المسابقة إلى جانب وضع شاشتين كبيرة على خشبة المسرح بالإضافة إلى ست شاشات موزعة في أرجاء المسرح، كما تم وضع منصة خاصة للجنة التحكيم جاءت مقابلة للصفوف المشاركة وللمتبارين. كما أنهى الطاقم تجهيز الإضاءة والصوت بأحدث الأجهزة المتقدمة.
إلى ذلك كشف عضو لجنة التحكيم بمسابقة شاعر المعنى فيصل الرياحي في حديث له عن آلية تقييم الشعراء المشاركين في المسابقة وقال: إن لجنة التحكيم تعتمد في طريقة تقييمها للشعراء المشاركين على جزالة المعنى وسرعة البديهة لدى الشاعر ومدى تميزه في الفتل والنقض ولن يكون هناك تقييم (للموالات) التي تعتبر دخيلة على فن شعر المحاورة، مؤكداً أنها لن تدخل بأي حال من الأحوال في تقييم الشاعر ودرجاته من قبل اللجنة.
وأضاف الرياحي: مسابقة شاعر المعنى مسابقة راقية تهدف إلى تنظيف وتطهير ساحة شعر المحاورة من الشوائب التي شابتها من المهاترات من بعض الشعراء والنزول بمستوى هذا الفن إلى مستويات أقل من مستوياته الحقيقية وهذا من أهم الأدوار التي يسعى برنامج شاعر المعنى لتحقيقها.
وعن مستوى الشعراء الذين تقدموا للمسابقة، ذكر الرياحي أنه تقدم للمسابقة أكثر من ألف وستمائة شاعر تم اختيار ثمانية وأربعين شاعراً للتصفيات النهائية للبرنامج وهم كلهم نجوم والكثير ممن ترشحوا للمراحل القادمة من البرنامج لهم باع طويل في شعر المحاورة.
وعول الرياحي على الشعراء في هذه المسابقة أن يظهروا شعر المحاورة في صورته الحقيقية التي يهدف البرنامج لإظهارها وهي تلك الصورة الجميلة التي تنقل رسالة سامية للجمهور والمتابعين بعد أن شوهت بعض القنوات الإعلامية والإنترنت صورة هذا الفن الجميل والأصيل الذي وصلت شعبيته للعالمية.
وعن مدى تأثير القبلية والمجاملات على مستوى المحاورات الشعرية في المسابقة، ذكر الرياحي أن لا غنى للشاعر عن قبيلته والتغني بأمجادها ولكن بدون مبالغات تقضي على جمال الشعر ومعانيه وجزالته ونتمنى أن يركز الشعراء على تقديم الشعر الجزل والمعاني الجميلة التي تحمل رسالة تفيد الجمهور.